حـيـن يصـبـح الإصــلاح شـرطاً لمحاربة التطرف والإرهاب
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

حـيـن يصـبـح الإصــلاح شـرطاً لمحاربة التطرف والإرهاب

 فلسطين اليوم -

حـيـن يصـبـح الإصــلاح شـرطاً لمحاربة التطرف والإرهاب

عريب الرنتاوي

لأننا من المؤمنين أشد الإيمان، بأن الأولوية التي لا تعلوها أية أولوية أخرى في هذه المرحلة، إنما تتمثل في محاربة التطرف والإرهاب، فإننا ندعو، وسنظل ندعو، لمواصلة وتسريع خيار الإصلاح السياسي والتحوّل الديمقراطي، بوصفه رافعة وأداة في الحرب على هذه الآفة التي أطاحت وتكاد تطيح بدول وكيانات وأنظمة وحكومات. إن تفشي مظاهر التطرف، الديني بخاصة، ونجاح الإرهاب في السيطرة على مناطق شاسعة من المشرق والهلال الذي كان خصيباً ذات يوم، وانتقاله ككرة النار إلى ملاعب وساحات جديدة باستمرار، إنما يُعد سبباً إضافياً لتجديد الدعوة لتوسيع هوامش المشاركة والحريات والانتقال بخطى ثابتة ووئيدة من محطة إلى أخرى على هذا الطريق. لسنا أبداً في موقع المفاضلة بين الحرية أو الفوضى، ولا نحن بصدد الاختيار بين “الديمقراطية” و”الاستقرار” ... ولو أننا وجدنا أنفسنا – افتراضياً – أمام خيارين لا ثالث لهما، لما ترددنا في الانحياز للاستقرار ومحاربة الفوضى ... ولو أن 90 بالمائة أو أكثر من السوريين، خُيّروا بين “استمرار الوضع الذي كان قائماً قبل آذار 2011” أو سقوط النظام بكل هذه الكلف المروّعة من بنيانهم الاجتماعي والمدني والحضاري وشلالات الدم المراق بغزارة، لما ترددوا في اختيار الاستقرار وتفضيله على الفوضى ... هذه مسائل بات الجدل فيها محسوماً من قبل الكثرة الكاثرة من المواطنين العرب ... بيد أننا ونحن نرى ذلك ونقول به ونؤكد عليه، نسجل ما يلي: أولاً: إن إحجام أنظمة وحكومات دول غارقة في الفوضى والحروب الأهلية والاقتتالات الداخلية عن تنفيذ برامج إصلاحية شاملة، سياسياً واقتصادياً واجتماعيا، كان سبباً مباشر في انتقال “المعارضة” إلى الخنادق والسلاح، واللجوء إلى لغة العسكرة والتسلح واستدعاء كافة أشكال التدخل الخارجي. ثانياً، إن انسداد آفاق المشاركة السياسية، وفقدان المواطنين، الشباب منهم بخاصة، للثقة بالعمليات السياسية الجارية في بلداننا، والمؤسسات المنبثقة عنها، معطوفاً على أزمات الفقر والتهميش والبطالة، إنما يشكل السماد والفيتامين لتخصيب التربة السياسية والاجتماعية لانتشار جماعات التطرف والغلو، واحتضان المنظمات الإرهابية وتغذيتها بالمؤيدين والمريدين. ثالثاً: إن محاصرة جماعات التطرف والتكفير والغلو، ومطاردة العناصر والخلايا الإرهابية، أمر يندرج في صميم الولاية العامة للدولة، ولا يتعين أن يفضي ذلك إلى أي إحساس بالضيق من قبل المواطنين والنشطاء السياسيين والمدنيين سواء بسواء، طالما أنهم لا يؤخذون بجريرة “محاربة الإرهاب”، وطالما أن الباب سيظل مفتوحاً على رحابته أمام هذه القوى لمواصلة أنشطتها وفاعلياتها من دون تضييق أو خشية أو تحسب. رابعاً، أن الحرب على الإرهاب، وبالذات على التطرف، ليست وظيفة الحكومات والمؤسسات التابعة لها وحدها، إنها حرب المجتمع بكل مكوناته على هذه الظاهرة، والمجتمع الحر وحده هو المؤهل والقادر على القيام بدوره على أنجع وجهة، في التصدي لهذه الظاهرة، وعلى الحكومات ألا تكتفي بعدم عرقلة أنشطته على تنوعها واختلافها، بل وأن تشجعه على القيام بالمزيد من هذه النشاطات، خصوصاً في “البؤر الاجتماعية الساخنة” التي تعد حواضن للفكر التكفيري والميول العنفية والنزعات الإرهابية، وأينما وجدت. خامساً، إن لم تميز استراتيجيات محاربة التطرف والإرهاب، بين مستويات الخطر وأشكال التهديد، فإنها ستعجز عن تركيز كل أو جُل جهودها ومواردها في مواجهة الخطر الرئيس، بل وقد تفضي بعض المعالجات النزقة والمحكومة بحسابات ضيقة الأفق، إلى توسيع دائرة خصوم هذه الاستراتيجيات، بدل حشد التأييد والمؤيدين لها ... وسنكون بصدد مواجهة نوع من “المعارك الجانبية”، التي لن تفضي سوى لبعثر الجهد وتشتيت الموارد. لا علاقة مباشرة وسببية وتلقائية بين “التطرف” وكل سبب من أسبابه على حدة، فالمغرب وتونس، وبرغم الشوط المتقدم الذي حققه البلدان على طريق الإصلاح، يتصدران قوائم الدول المصدرة للإرهابيين ... والسودان على فقره و “لا ديمقراطيته”، ليس من الدول التي ذاع صيتها في هذا المجال، لكن تضافر جملة من الأسباب وتوافر جملة من الشروط، قد يحيل بلداً بعينه إلى منتج للإرهاب ومصدر له أو لقمة صائغة قد تسقط بسهوله بين فكيه ... الإرهاب كالجلطة القلبية، إن توفرت جملة من الشروط والعوامل، تصبح الإصابة به، أمراً مرجحاً حتى لا نقول محتماً ... الفقر والبطالة، انسداد قنوات المشاركة وتآكل الثقة بمؤسسات الدولة، انتشار لفكر ظلامي تكفيري تحت مسميات مختلفة، هي المرادف المجتمعي للتدخين والسمنة وعدم ممارسة الرياضة والإسراف في تناول الكحول عند الإنسان المرشح للإصابة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حـيـن يصـبـح الإصــلاح شـرطاً لمحاربة التطرف والإرهاب حـيـن يصـبـح الإصــلاح شـرطاً لمحاربة التطرف والإرهاب



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday