بلير ونموذج «الفلسطيني الجديد» من الضفة إلى غزة
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

بلير ونموذج «الفلسطيني الجديد»... من الضفة إلى غزة

 فلسطين اليوم -

بلير ونموذج «الفلسطيني الجديد» من الضفة إلى غزة

عريب الرنتاوي

نحبس أنفاسنا حين يذكر اسم طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، شريك جورك بوش الابن في الحرب القذرة على العراق ومعاونه في فبركة وتزوير القرائن والأدلة حول «أسلحة الدمار الشامل» العراقية وصلات صدام بالقاعدة، الرجل المطارد من قبل الرأي العام البريطاني بتهم تتعلق بجرائم حرب، والذي منحته واشنطن «مكافأة نهاية الخدمة» بتعيينه موفد الرباعية الدولية إلى المنطقة.
سنوات قضاها طوني بلير في رام الله، رفقة الجنرال الأمريكي كيث دايتون، في محاولة لخلق وتعميم نموذج «الانسان الفلسطيني الجديد»... ذاك النموذج الذي يقوم على سبعة أعمدة، تذكر بأعمدة الحكمة السبعة للورانس العرب: فلسطيني كاره للمقاومة ثقافة واقتصاداً ونمط حياة وأدوات كفاحية ... فلسطيني مثقل بالكمبيالات والفواتير والقروض ... فلسطيني يرى العدو متجسداً في حماس والجهاد وليس في إسرائيل ... فلسطيني مؤمن بأن أمنه من أمن إسرائيل ... فلسطيني يكره ثقافة المقاطعة ويتفاخر بقدرته على اختراق حواجزها والانخراط في «التطبيع» مع الاحتلال والاستيطان ... فلسطيني متخفف من عروبته وخجل بتاريخ شعبه الكفاحي ... فلسطيني مهجوس بتفوق شعب الله المختار، ومؤمن بنظرية الجيش الذي لا يقهر، ومسلم بقضاء إسرائيل وقدرها.
اليوم، يطل علينا طوني بلير من جديد، ولكن على جبهة أخرى، جبهة غزة، ومن دون أن تكون له صفة رسميةهذه المرة، فالنجاحات الكبيرة نسبياً، التي حققتها الرجل في الضفة الغربية، تشجعه على التكرار في غزة، حتى وإن تطلبه ذلك حمل طموحه هذا إلى خالد مشعل في الدوحة، وتجشم عناء الوساطة بين إسرائيل وحماس وصولاً لتهدئة مستدامة، توفر الوقت والفرصة، لتعميم تجربة «الانسان الفلسطيني» في قطاع غزة.
غادر الرجل وظيفته في الضفة، مجللاً بالفضائح، تماماً مثلما غادر موقعه كرئيس للوزراء البريطاني في أعقاب الحرب على العراق ... كان ناطقاً بلسان الاحتلال وموفداً للحكومة الإسرائيلية، وليس للرباعية الدولية ... لعب دور السمسار فجمع ثروة من ملايين الدولارات جراء خلطه المتعمد بين مهام منصبه ومصالح التجارية ... عمل موظفاً لدى بعد الدول الخليجية، ومستشاراً ومروجاً لمشاريعها في المنطقة ... واليوم، لا ندري ما المسافة التي تفصل الرجل عن الدوحة، وما إذا كان يتحرك على خطوطها بين حماس وإسرائيل، بصفة شخصية، أو بوصفه مبعوثاً قطرياً، فالرجل الذي قبل أن يقدم النصح والمشورة للنظام المصري الحالي، نيابة عن دولة الإمارات وموفداً من قبلها، لن يتردد في التعاقد مع قطر للقيام بأدوار أخرى وعلى جبهات أخرى، المهم أن يكون العقد مجزياً.
المؤسف أن الرجل الذي غادر الضفة مصحوباً بكثير من مشاعر الاستياء حتى من قبل القيادة المتورطة في «نهج المفاوضات والتنازلات»، يُستقبل اليوم من قبل قيادة حماس في الدوحة وغزة، بكثير من الترحاب ... وقد تنعقد على يديه غير الكريمتين، صفقة التهدئة المستدامة في القطاع ... ولا أدري ما الذي يخطر ببال قيادة حماس، وهل يعتقدون أن الرجل الذي باع سلطة رام الله لإسرائيل، يمكن أن يشتري سلطة الأمر الواقع في غزة، أم أنه سيقدم على بيعها بأي ثمن، وعند أول مزاد علني يُفتتح لهذه الغاية؟
صفقة التهدئة المستدامة، تبدو في طريقها للتبلور، والأرجح أنها كانت في قلب محادثات وفد حماس في أنقرة خلال الساعات الفائتة ... وثمة حماسة قطرية بالغة، قديمة – متجددة لإتمامها، وربما من ضمن مشروع لإعادة تأهيل حماس وتعميم سلطتها على الضفة بعد غزة، وفي سياق مشروع قطري قديم نسبياً، وعلى قاعدة التحالف بين المال القطري والشارع الإخواني التي تحدثنا عنها في مقالة الأمس.
يطوّف طوني بلير بين العواصم، ويلتقي بقادة سياسيين وأمنيين في مصر والأردن وإسرائيل والسعودية وتركيا، وهو يسعى في الترويج لمبادرته بالتهدئة المستدامة، وربما تنعقد على يديه الصفقة، فهو الموفد القطري الأنسب والأكفأ لإنجاز هذه المهمة، وهو الموفد الأقل كلفة على أية حال، سياسياً ومالياً ومعنوياً، مهما بلغت فاتورة الأتعاب التي سيتقدم بها إلى «مُشغّليه».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلير ونموذج «الفلسطيني الجديد» من الضفة إلى غزة بلير ونموذج «الفلسطيني الجديد» من الضفة إلى غزة



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday