الحرب المنسية فــي اليـمــن
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

الحرب المنسية فــي اليـمــن

 فلسطين اليوم -

الحرب المنسية فــي اليـمــن

عريب الرنتاوي

التقارير الأممية والإنسانية حول اليمن، تدعو للفزع ... أكثر من ثمانين بالمائة من السكان يشكون شطف العيش جراء الحرب والقصف والحصار المحكم، جواً وبراً وبحراً ... أكثر من نصف اليمنيين، يفتقرون للمياه الصالحة للشرب ... ألوف القتلى وأضعافهم من الجرحى، وملايين المشردين داخل وطنهم ... الأمم المتحدة تعلن “الاستنفار” من الدرجة الثالثة، وهي بالمناسبة أعلى حالات الاستنفار وتشمل أربع دول في العالم فقط، ثلاث منها عربية (العراق، سوريا والآن اليمن) فضلاً عن جنوب السودان، لكن لا من مغيث.
الطرق، الجسور، المدارس، الجامعات، المستشفيات، المرافق العامة والدوائر الحكومية، جميعها باتت أهدافاً للضربات الجوية، بعد أن استنفد بنك الأهداف محتوياته، وضُرب الهدف الواحد، مراراً وتكراراً ... المائة وخمسة أيام، تتسبب بكارثة إنسانية، مسكوت عنها، لحسابات أو قل، لمخاوف سياسية، فلا أحد يريد أن يغضب أحدا ... والعالم الغربي “الحر” منفصم ومنافق، لا يكف عن استنكار “براميل” النظام السوري، ويلزم صمت قبور حيال واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية، بشهادة التقارير الأممية.
كل هذه العذابات والآلام، تلقى على رؤوس اليمنيين من دون تمييز، لأنهم شعب يعتز باستقلاليته وكبريائه، ملّ أن يكون تابعاً أو حديقة خلفية لأحد، قريباً كان أم بعيداً ... كل هذه الانتهاكات البشعة لحقوق الانسان اليمني، تقترف على أمل أن ترتفع ذات صباح الرايات البيضاء على أسطح المنازل في صنعاء وتعز وصعد وعدن، لكن هذا لم يحصل طوال مائة وخمسة أيام الحرب العبثية في اليمن، وهيهات أن يحصل في قادماتها.
والمؤسف حقاً، أن الإعلام العربي الذي استقر في “سوق النخاسة السوداء”، لا يولي اهتماماً بفصول هذه الكارثة وضحاياها، تركيزه منصرف لتمجيد “انتصارات”، وإظهار تجليات “يقظة العرب” من بين ركام الخرائب وأشلاء الضحايا ... إنها وصمة عار على جبين منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني والمثقفين ووسائل الإعلام العربية، التي ترى شعباً شقيقاً آخر يُساق إلى المقصلة، ويقف صامتاً متفرجاً، بل ومتشفياً أحيانا.
حتى التراث الحضاري والتاريخي لليمن، أصل العرب وموطنهم الأصلي، يدك بالمدافع والصواريخ، ولولا تعبيرات خجولة، صدرت عن اليونسكو من دون أثر يذكر، لمر تدمير صنعاء القديمة وشيبام مرور الكرام، مع أن “المجتمع الدولي” أقام الدنيا ولم يقعدها عند تفجير تماثيل “باميان” على سبيل المثال ... إنها المعايير المزدوجة والنفاق الدولي، الذي يصمت ويتواطأ عن قتل شعب وتجويع أطفال وتشريد نساء وتدمير حضارة وتراث إنساني، كرمى لعيون الصفقات الفلكية في النفط والسلاح والمفاعلات النووية... إنها حالة الخنوع التي تعيشها حكومات ونظم سياسية عربية، للأسباب ذاتها، لكأن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وقواعد الإخوة القومية، ليس مطلوباً إلا على الفقراء فقط، أما الأغنياء، فلهم أن يدوسوا هذا القانون وتلك القواعد بـ “بساطير” جندهم.
مع أن اليمنيين، لم يقصروا مع إخوانهم العرب يوماً، فصنعاء كما عدن، كانتا حاضنتين دافئتين لفصائل العمل الوطني الفلسطيني، والشعب اليمني، قدم التضحيات التي لا تنكر في ميادين الصراع العربي – الإسرائيلي، والشوارع اليمنية، لم تهدأ يوماً، نصرة وتضامناً مع القضايا العربية العادلة.
والمؤسف حقاً، أن بعضاً من اليمنيين أنفسهم، لا يبالون بالكارثة المحدقة بأبناء جلدتهم ... يماطلون في القبول بالتهدئة والهدنة الإنسانية، يفاخرون بأنهم من أصدر قرار الحرب وعطّل مشاريع الهدنة غير الممهورة بـ “خاتمهم”، ونحن نعرف أنهم يكذبون ... ويدخلون شهر رمضان المبارك، من دون أن ترف جفونهم على مصائر الأطفال والنساء والمفقرين في وطنهم ... هؤلاء لا يستحقون أن يحكموا هذه البلاد ولا أن يسوسوا أبناءها.
نأمل ألا يأتي يوم الجمعة المقبل، قبل أن تكون الأطراف ذات الصلة، قد “خجلت” من نفسها وعلى نفسها، وسمحت لليمنيين بقضاء ما تبقى من الشهر الفضيل وأيام العيد، براحة وسلام، إن كان لليمنيين من راحة وسلام ... وبئساً للسلطة والمغانم والكراسي، إن كان الوصول إليها أو الاحتفاظ بها، يوجب إشعال حروب بائسة من هذا النوع، وقودها الناس والحجارة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب المنسية فــي اليـمــن الحرب المنسية فــي اليـمــن



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday