«كويتيون سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

«كويتيون سنة وشيعة... هذا الوطن ما نبيعه»

 فلسطين اليوم -

«كويتيون سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»

عريب الرنتاوي

أظهر الكويتيون رباطة جأش عالية في التصدي لأهداف العدوان الإرهابي الذي تعرض لهم بلدهم... توحد الموقفان الرسمي والشعبي في فضح مرامي العمل الإرهابي، لم ينخرطوا في جدل عقيم كذاك الذي طالما شهدناها في دول منكوبة بهذه الآفة، لم يخرج أحدٌ لسانه شماتة ... هتفوا جميعاً «كويتيون سنّة وشيعة... هذا الوطن ما نبيعه». العمل الإجرامي ضد الكويت كان يهدف من ضمن ما يهدف، إلى إحداث الوقيعة وإيقاع الفتنة في صفوف الكويتيين ... ردة فعل الكويتيين على الجريمة أعطت نتائج عكسية تماماً، أقله كما تبدى من ردة الفعل الأولى ... توحد الكويتيون أكثر من أي وقت مضى ... رأينا الأمير والحكومة والنواب والمواطنين يصرخون في وجه المعتدي بصوت واحد ... هذا النمط من ردات الفعل العفوية المتناغمة، تذكرنا بتوحد الأردنيين في وجه جريمة حرق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، أو في انطلاقتهم العفوية للهتاف بصوت واحد رداً على جريمة الفنادق الثلاثة ... في اللحظات الدامية من هذا النوع، يتفوق الناس على أنفسهم، ويخرجون أروع ما في دواخلهم. تتكشف ردة الفعل الكويتية عن جملة حقائق وتظهّرها ... الأولى، أن مناخ الحريات والديمقراطية النسبية التي تعيشها هذه الدولة الخليجية منذ عقود متراكمة من السنين، سمحت بخلق وعي متقدم لدى الكافة، وعززت انصهار الكويتيون وتوحدهم حول كيانهم، وفي ظني أن الغزو العراقي للكويت، نجح في توليد «هوية وطنية جماعة وجمعية» للكويتيين، الذين استيقظوا ذات صباح، فوجودا أنفسهم «عراقيين» ومحافظة ملحقة بالدولة الجارة. الثانية، أن الكويت (والبحرين) من أكثر دول الخليج التي شهدت مبكراً على نشوء حركات سياسية واجتماعية وعمالية ... الكويت سمحت لهذه الحركات مبكراً أن تعمل في العلن، بخلاف البحرين التي لم تنجح برغم سنوات الإنفراج الأخيرة، في تطبيع العلاقات بين الحكم والمعارضات المختلفة ... في الكويت حركة قوميين عرب تاريخية، قادها أحد مؤسسي الحركة في بيروت الدكتور أحمد الخطيب، وفي الكويت تيارات ليبرالية قوية، وأخرى إخوانية وسلفية وشيعية... صحيح أنها ليست منتظمة في احزاب سياسية، لكن الصحيح أن لها حضور الأحزاب وتشكيلاتها والأهم «ديوانياتها» ... هذا الوعي المبكر، سيساعد الكويت والكويتيين على مواجهة تحدي الغلو والإرهاب صفاً واحداً. والثالثة، وتتصل بالعلاقة بين الحكم والمعارضة، أو على نحو أوسع، الحكم والمواطنين ... فالبلد مقتدر اقتصادياً، وثمة نظام رعائي للمواطنين على أقل تقدير، وثمة مستوى من «العدالة الاجتماعية» تسمح للفقراء بطرق أبواب الحكم للاستحصال على الحد الأدنى للعيش الكريم، هذا أمر شديد الأهمية، فالإحساس بالغبن والتهميش هو أقصر الطرق صوب «داعش» وأخواتها... ولولا «ثغرة» البدون، لكان الوضع في الكويت الأفضل قياساً بالعديد من الدول المنطقة العربية والخليجية. والرابعة: أن النظام في الكويت، ليس من الطراز الدموي، فلا السجون تغلق أبوابها على قادة الرأي الآخر ونشطاء المجتمع المدني، ولا الدماء تراق في الشوارع بعد كل مظاهرة أو انتخابات، ولأن النظام كذلك، فمن الطبيعي أن ينتج معارضة على صورته وطرازه، فرأينا أشد السلفيين تطرفاً وتشجناً يدعون للجهاد في العراق وسوريا أو يهجرون بلدهم إلى ساحات الجهاد العالمي النائية، ولم يتجرأ أكثرهم غلواً على «الإفتاء» بضرورة الجهاد في الكويت ... حتى أن منفذ الجريمة البشعة في مسجد الإمام الصادق، سعودي جاء لتوه للقيام بفعلته. ليست الكويت بلداً ديمقراطياً بالمعايير المتعارف عليها للديمقراطية، وهي المعايير ذاتها، التي تمنعنا من تصنيف بلادنا (الأردن) بأنها ديمقراطية كذلك ... لكن الكويت من الدول العربية القليلة، إلى جانب الأردن والمغرب، التي تبدو مرشحة لانتقال سلمي وتدريجي نحو ضفاف الملكيات الدستورية ... وبوجود برلمان قوي وديوانيات مؤثرة وجمعيات وتشكيلات متنوعة، بوجود إعلام حر ومستقل نسبياً، تبدو الكويت مرشحة لاجتياز محنة «الربيع العربي» بأقل قدر من الخسائر. هذه الصورة لا ترضي جماعات «الفوضى الخلاقة»، ولا ترضي أصحاب مشاريع «الجهاد العالمي»، الذين لا ينتعشون إلا في الخرائب ولا يجدون مطرحاً لأنفسهم إلا على أنقاض الدول والمجتمعات ... الكويت امام الامتحان الأصعب، في بلد متنوع مذهبياً ... المؤشرات الأولى ترجح احتمالات النجاح والانتصار في المواجهة ... والمأمول  ألا تفضي الجريمة النكراء إلى الانتكاس عن هوامش الحرية والديمقراطية والتعددية في البلاد ... المأمول أن تدفع الجريمة إلى الاستمساك بهذا الطريق وتعزيز وغذ السير على دروبه، وإنجاز المزيد من الإصلاحات التي يطالب بها الكويتيون في شتى المجالات. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كويتيون سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه» «كويتيون سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday