ليس جاذبا ولا دينا سيادة الرئيس
آخر تحديث GMT 19:35:14
 فلسطين اليوم -

ليس جاذبا ولا دينا سيادة الرئيس

 فلسطين اليوم -

ليس جاذبا ولا دينا سيادة الرئيس

اسامة الرنتيسي
اسامة الرنتيسي

يوما بعد يوم، يستمر كذب الخطاب الرسمي الاميركي حول عصابة داعش الاجرامية، آخر هذه الترهات؛ ما قاله الرئيس الاميركي باراك أوباما بعد أن انخفضت شعبيته إلى أدنى مستوياتها، تصميم بلاده على القضاء على داعش، باستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في الشرق الأوسط وقتل قادته، لكن ما يقلق الرئيس أن خطاب داعش جذاب.

لا ندري كيف أصبح خطاب داعش الظلامي التكفيري الاجرامي جذابا من وجهة النظر الأميركية، إلا إذا كان الهدف من هذا الخطاب الترويج أكثر لهذه العصابة، فهو يا سيادة الرئيس ليس جذابا، ولا يمت للدين بشيء.

فما ينقل عن ممارسات تنظيم داعش القاعدي في سورية وفي الرقة تحديدا، لا يمكن بأية حال من الاحوال ان يسجل على الدين الاسلامي، أو أية ديانات أخرى، لأن الأديان، حتى لو لم تلتزم بها البشرية كثيرا، جاءت رسائل محبة إلى الانسانية، ولم تأت بممارسات إرهابية.

آخر ما نقل عن إجرام داعش أن وصل بهم الأمر إلى إعدام 38 طفلا معاقا ولدتهم  سباياهم وما ملكت أيمانهم من الإماء والجواري في سوريا والعراق، وأن الأطفال "المحكومين" بالإعدام على أيدي الدواعش كان  معظمهم من المصابين بمرض البلاهة المنغولية (متلازمة داون)، وأن الأطفال الذين تصنفهم البشرية بين ذوي الاحتياجات الخاصة لقوا حتفهم خنقا أو بحقنهم بعقاقير خاصة بـ"أحكام"  نفذت بموجب فتوى صادرة عن قاض شرعي سعودي الجنسية، فهل هذا يا سيادة الرئيس جاذبا، أم هو دينا.

لقد فرضت داعش على مسيحيي الرقة والمناطق التي تسيطر عليها، الدخول في الاسلام أو دفع الجزية، وعلقت وثيقة على أعمدة الكهرباء تهدد وتتوعد، كما قامت بقطع يد شاب زعمت انه سارق واعترف بذلك، مع أن عمر بن الخطاب جمّد العقاب في عام الرمادة، عندما ضاقت الأحوال في تلك الفترة، فهل هذا يا سيادة الرئيس جاذب، أم هو دين.

وفي آخر ابتكاراته الاجرامية ارتكب تنظيم داعش جريمة بشعة جديدة، حين أقدم قبل ايام على إعدام امرأة ورجل في مدينة سرت الليبية الخاضعة لسيطرته بعدما اتهم المرأة بممارسة السحر والشعوذة والرجل بالتجسس، حيث قطع رأس المرأة بالسيف وسط ساحة عامة في المدينة بعد اتهامها بالسحر والشعوذة، ونفذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص بحق فلسطيني بتهمة التجسس كما قطع يد ليبي لاتهامه بالسرقة .فهل هذا يا سيادة الرئيس جاذب، ام هو دين.

طبعا، لا ننسى ما فعله داعش في الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ولا في المصريين الأقباط في ليبيا، ولا في الموصل وسبي النساء وبيعهن رقيقا، ولا في تقطيع أجساد الرهائن وتفجيرهم، ولا إسقاط المعتقلين من علٍ، وإغراقهم في المياه،....فهل هذا يا سيادة الرئيس جاذب، ام هو دين.

في الأسابيع المقبلة سوف نرى توسعًا في حلقات الخداع، وإدامة الفوضى، وستضيع اتجاهات التحليل والتفكير، في البحث عن أسباب ظهور وضمور عصابة داعش، وسوف تشارك العقلية الإسرائيلية الداعشية في لفت النظر إلى فكر داعش في إسرائيل.

في الواقع، لا توجد ثارات بين القاعدة وتفريخاته الكثيرة، وآخرها داعشوالكيان الإسرائيلي، وداعش وضعت في يد إسرائيل أهم الذرائع للتمسك بتعنتها في الدولة اليهودية.

أثبتت المسارات التاريخية لأحداث عديدة، أن القوى الظلامية المتطرفة رغم اختلاف أيدولوجياتها، قد تلتقي في الأهداف والمصالح، من دون أن يكون بينها أي اتفاقات سابقة.

داعش تتطلع إلى إثارة حروب وثارات محلية مهمتها تفكيك الدولة الوطنية والحكم المحلي وإعاقة التطور نحو المركزية في الدول المستهدفة، وهذا يخدم المخطط الاسرائيلي الذي اشتغلت عليه كثيرا من خلال مخابراتها، من دون أن يكون هناك اتفاق مسبق بينهما.

أكثر ما يُحرج المناصرين لعصابات داعش، إذا وجَّهت لهم سؤالًا حول غياب إسرائيل وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني عن أجندة داعش، فيأتيك جواب ساذج:إن داعش تقتفي خطة صلاح الدين الأيوبي، الذي حرر القدس بعد أن حرر البلدان التي حولها…، وهي لا تستطيع محاربة إسرائيل وظهرها مكشوف…

بعد "قنبلة ترامب"المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ومطالبته بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، لم يجد حاكم ولاية نيويورك الأميركية، أندرو كومو، وصفا يليق بترامب، الا أنه "ملصق تجنيد إعلامي لداعش".

بعد كل هذا، هناك حتى الآن، مَن يتساءل مَن وراء داعش، ومَن يغذيها، ومَن شارك في صناعتها، ومَن يعمل على إدامتها.؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس جاذبا ولا دينا سيادة الرئيس ليس جاذبا ولا دينا سيادة الرئيس



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday