السلام في سورية جعجعة بلا طِحن
آخر تحديث GMT 18:28:05
 فلسطين اليوم -

السلام في سورية.. جعجعة بلا طِحن

 فلسطين اليوم -

السلام في سورية جعجعة بلا طِحن

أسامة الرنتيسي

على عكس كل التوقعات التي تبناها الكثيرون منذ سنوات، من أن الالتزام الروسي بالمحافظة على بشار الأسد لن يطول كثيراً، مستشهدين بموقف روسيا الخاذل لجميع الأصدقاء عندما يجد الجد، وهو ما حدث فعلياً لصدام حسين ولمعمر القذافي ولسلوفودان ميلزوفيتش..

لكنّ السؤال الذي لا بد من الإشارة إليه هو: هل فعلاً روسيا حافظت على بشار الأسد حتى الآن لأن العلاقة بينهما مختلفة عما هي بين روسيا وأي حليف آخر، أم أن التهديدات التي تعرض لها الأسد من أميركا والغرب لم تكن جدية بالقدر الكافي الذي يرعب روسيا ويجعلها تحجم عن التمسك بهذا الحليف الذي الذي كان السبب سواء بشكل مباشر أم غير مباشر بتوليد أكبر بؤرة إرهابية في العالم وتصديرها إلى كل أنحاء الأرض؟

ذر الرماد في العيون مستمر منذ جنيف 2012، وحتى المحادثات المنتظرة أيضاً في جنيف 2016 في الشهر المقبل، وعلى الأرض لا يوجد فعلياً تغييرات تدفع التعنّت الروسي لتغيير بوصلته، وربما على العكس تماماً، فإن القتل الذي تقوم به روسيا بحق المدنيين ستدفعها لرفع سقف مطالباتها في المحادثات المرتقبة من عدم جواز الحديث عن مستقبل الأسد وأن الشعب السوري هو الذي يقرر ذلك، إلى مستوى فرض بقاء بشار الأسد ونظامه حتى الانتهاء من شرور داعش وأخواتها، وهو ما سيستمر سنوات غير معدودة حتى الآن في ظل وجود مصالح إسرائيلية وإيرانية وغربية من بقاء "الدولة الإسلامية" وتمددها.

وليد المعلم كان في الصين الأسبوع الفائت، والصين ليست بأقل دعماً على المستوى الدبلوماسي من روسيا، فهي شريكتها في الفيتوهات الثلاثة المعروفة في مجلس الأمن، وربما يكون هناك أيضاً دعم لوجستي أو مالي للنظام السوري غير معلن..

المعلم قال إن دمشق مستعدة للمشاركة في محادثات سلام في جنيف تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية الطاحنة في البلاد، وإن النظام مستعد للمشاركة في الحوار السوري - السوري في جنيف دون أي تدخل أجنبي. 

ليس العجيب في البروباغندا السورية أن تكون تماماً مستنسخة عن البروباغندا الروسية التي نسمعها مراراً من فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف، وإنما العجيب أن مضمون الخطاب السور-روسي لم يختلف منذ خمس سنوات، وأن هناك مصدّقين كثراً له على مبدأ (استمر في الكذب حتى تصدّق نفسك)، علماً أن الخطاب الغربي تلوّن واختلف عشرات المرات عبر سنوات الأزمة السورية، فمرة يكون بشار الأسد فاقداً للشرعية، ومرة لا مشكلة في بقائه خلال الفترة الانتقالية، ويتنحى في بدايتها، لا بل في نهايتها، ومرة تكون الأولوية لتغيير النظام، ومرة لا بأس بحل مشكلة الإرهاب قبل ذلك.. والأمثلة لا تحصر.

المعلم في تصريحاته أكّد أنه النظام ينتظر قائمة بالمنظمات التي لن يسمح لها بالمشاركة في المحادثات، وهذا بلا شك دوران في الحلقة المفرغة التي لن تؤدي إلى نتيجة، فلا القضية قضية فصائل إرهابية تشارك في المحادثات، ولا هي بإغلاق حدود شمالية أو جنوبية لمنع تسلل المسلحين، وإنما هي سؤال واحد لا تتعدد إجاباته: هل ثار الشعب السوري ضد الإرهاب أم ضد النظام؟

عدا ذلك فإن كل جعجعة في سوريا لن يكون لها طحنٌ، وستكون الحرب المعلنة من الغرب وروسيا على داعش وعلى الجيش الحر والفصائل المعتدلة الأخرى حرباً تأكل الأرواح وتهدم الممتلكات ولا منتصر فيها، والمستفيدون الأكبر هم إسرائيل وإيران وتجار الأسلحة في العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلام في سورية جعجعة بلا طِحن السلام في سورية جعجعة بلا طِحن



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday