مائدة قمار
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

مائدة قمار

 فلسطين اليوم -

مائدة قمار

بقلم: أسامة غريب

عجيب جداً البرنامج الذى تقدمه وتروج له قناة إم بى سى والذى تشغل إعلاناته حيزاً كبيراً من وقت قنوات المحطة، وأقصد به البرنامج الذى يغرى الناس بالجوائز ويشعل أحلام البسطاء بالفوز بالفلوس أو البيت أو السيارة. وجه العجب فى البرنامج أولاً أنه لا يقول للطامحين الذين يتابعونه عن مقدار المال الموعود ولا شكل وحجم البيت المنتظر ولا نوع السيارة، كما لا يحدّث جماهيره عمن يتحمل قيمة الجمرك فى البلاد التى تطبق رسوماً باهظة على ما يأتى من الخارج.

ما سبق كان استهلالاً، أما مربط الفرس فهو كيف تقوم قناة يفترض أنها سعودية بالترويج للعب القمار أى الميسر بين الجماهير العربية؟. إن هذا البرنامج لا يقوم على فكرة مسابقة مجانية فى المعلومات، ثم يتم عمل قرعة بين أصحاب الإجابات الصحيحة لاختيار الفائز. لا.. إنه يقوم على عمل مكالمات من جانب المتسابق على أرقام حددها البرنامج سلفاً، بعد أن قام بالاتفاق مع شركات الاتصالات، فى مختلف البلاد العربية، بتقاسم حصيلة المكالمات.. أى أن حضرة البرنامج الذى يعد جمهوره بالمكسب يتربح ويسترزق ويغنم أموالاً طائلة تقدر بملايين الملايين من الجماهير، ثم يتظاهر بأنه هو صاحب اليد السخية الكريمة التى تختار كل فترة اسماً من واحد من البلاد العربية ليقوم البرنامج بتصوير صاحبه وهو يحتفل بكل عبط بالبرنامج العظيم الذى أغناه وحقق حلم حياته. وإذا علمت يا حضرة المشاهد أن الأسئلة التى يتلقاها المتسابق على تليفونه بعد أن يطلب الرقم هى أسئلة لا نهائية بمعنى أنها فعلياً لا تنتهى أبداً.. يرسلون سؤالاً سهلاً فيجيب المتسابق فيتبعونه بسؤال آخر فيجيب مرة أخرى ثم يلحقونه بسؤال ثالث فيرد وهو لا يدرى متى يتوقفون عن الأسئلة.. إنهم كلما أجاب عن سؤال سألوه غيره، وفى كل رسالة تلتهم شركة التليفونات مبلغاً من رصيده. إننى أعرف شخصياً أحد الأصدقاء الذى تعشم فى الفوز وقضى ليلة بأكملها يجيب عن الأسئلة المتوالية وكانت الأسئلة التافهة تُعاد وتتكرر فى استهزاء صارخ بوقت الناس وفلوسهم، ولما يئس توقف عن الرد عليهم وقد جاءته فاتورة الموبايل بثمانية آلاف جنيه!. إن مجرد تكرار الأسئلة وكلها بفلوس يدل على المنزلق الذى يهوى إليه المتسابقون ويدل على استهتار البرنامج وعدم حرصه حتى على وجاهة الشكل. ما الذى يفترق فيه هذا البرنامج عن نوادى القمار التى يدخلها الزبون بغرض الربح فتسحب فلوسه وتجعل كل رواد النادى من الخاسرين باستثناء واحد أو اثنين من أجل عمل الدعاية وجذب مزيد من المغفلين. إن هذا البرنامج يختلف تماماً عن برنامج «من سيربح المليون» والأخير عبارة عن أسئلة حقيقية يفوز من يجيب عنها بمقدار إجادته والمستوى الذى تؤهله له معارفه ومعلوماته، والمشارك فى من سيربح المليون لا يدفع مقابل المشاركة ولا يستنزف البرنامج ماله مقابل الجرى وراء سراب ضربة حظ تتحقق لواحد من كل عدة ملايين. وبصراحة فإننا لا ندرى لماذا لا تقوم البلاد العربية التى تشجع مثل هذه البرامج بفتح كازينوهات ونواد صريحة للقمار بدلاً من التخفى وراء برامج وتليفزيونات والتظاهر بأن هذا البرنامج هو عمل إعلامى وليس مائدة قمار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائدة قمار مائدة قمار



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday