بقلم أسامة غريب
فى معرض الكتاب الأخير بالقاهرة قمت بعدة جولات لأتعرف على الكتب الجديدة وأتلمّس ما يهم القارئ ويستهويه. لم تكن مفاجأة أنّ أكثر ما وجدت الناس مهتمة به هو كتب عناوينها شديدة الدلالة، مثل كتاب عنوانه «خير الزاد فى مخاطبة الأسياد» وهو يهدف لإنارة طريق الإنسان عندما يتوجه إلى الجن والعفاريت بالأسئلة وطلبات الإحاطة والأمنيات التى يأمل فى أن يساعده الجان فى تحقيقها، ويأتى هذا الكتاب فى سياق تعويد القارئ على الأدب عندما يتحدث مع العفريت حتى لا يغضب الأخير وينصرف دون قضاء الحاجة.
ولعل هذا النوع من الكتب قد جاء لتعم فائدته بعد أن زاد لجوء الناس للشيخ الكتاتنى المغربى والست خديجة المغربية بفضل إعلانات التليفزيون التى جلبت لهذين الشيخين ملايين الزبائن أصبحوا فى حاجة إلى دليل عمل يساعدهم فى طرق مخاطبة الأسياد. فى نفس الجولة صادفت كتباً تشرح للقارئ الأصول الواجب مراعاتها عند شرب بول الإبل حتى يتحقق الشفاء ولا تضيع جرعة البول على الفاضى!.. كنت فى السابق أتصور أن شرب بول البعير لا يحتاج لمرشد أو هادٍ فاتضح أن ضبط الجرعة مطلوب وأوقات التعاطى يجب تفصيلها، والأهم هو النيّة التى يُستحب أن تكون لدى المريض، فلو أنه آمن بأن البول سيشفيه وارتشفه على هذا الأساس لتحقق الشفاء، أما أن يأخذه وهو متشكك أو قرفان فإن هذا من شأنه أن يضعف تأثيره ويؤخر الشفاء.
فى نفس المكتبات وعلى نفس الفرشات صادفت بعض الكتب التى تناولت موضوع إرضاع الكبير، وهو موضوع يهم الأمة، وكان للشيوخ الأفاضل فيه إسهامات توضح جدواه حيث يتوجب على المرأة أن تمنح الرجل الغريب عنها ثديها وترضعه منه حتى تصير بعد ذلك كأنها أمه، ويجوز له بعدها أن يدخل عليها وهى جالسة على راحتها بملابس النوم أو حتى بالملابس الداخلية، وهذا فى رأينا يزيل عقبة كبيرة كانت الأمة تواجهها ولا تستطيع تخطيها، وقد وجدتُ فى أحد الكتب عن إرضاع الكبير فقرة مهمة تنهى الشباب عن السخرية من الأمر كأن يقولون إنه يحق للرجل أن يأخذ سبع رضعات مشبعات أو أن يرضع أربعا فقط ويأخذ بالباقى (كبريت)!.. باقى الجولة فى هذا الجناح المهم بالمعرض أخذتنى إلى كتب عن عذاب القبر ودرجاته ووسائله وكتب عن الثعبان الأقرع وما يفعله بالعصاة الذين ساء عملهم فى الدنيا. كتب أخرى مفيدة كانت تعالج موضوع الأحلام وتفسيرها والفرق بين الحلم والكابوس والرؤيا كتبها نخبة من العلماء الصالحين الذين فهموا أهمية تفسير الأحلام لنهضة الأمة وإراحة بال المسلمين الذين يصحون من النوم حيارى بشأن ما صادفوه من أحلام أثناء النوم غُمّت عليهم وأفقدتهم السلام النفسى. كتاب آخر استوقفنى كان يتحدث عن فضل قضاء الحاجة فى الخلاء، وهو كما ترون كتاب طبى يُسعد مرضى القولون واحتباس البول. الخلاصة أننى خرجت من المعرض وقد استبشرت بنوع الإنسان الذى تتنوع وتتشكل ثقافته فى بلدنا ما بين قراءات عن الجن والعفاريت علاوة على التداوى ببول الجمل وكيفية إرضاع الكبير وقسوة الثعبان الأقرع وفضل قضاء الحاجة فى الخلاء.