بكائية احتفالاً بالربيع
أخر الأخبار

بكائية.. احتفالاً بالربيع

 فلسطين اليوم -

بكائية احتفالاً بالربيع

بقلم :أسامة غريب

بعد أن أهل علينا شم النسيم وبدأت الاحتفالات الموسمية بقدومه ومعه فصل الربيع بزهوره ووروده ونسيمه العليل وجوه المعتدل الجميل.. لا نستطيع أن نقول غير ذلك عن فصل الربيع لأن هذا ما تعلمناه من كتب المطالعة المدرسية حتى لو كان هذا الكلام يخالف الحقيقة وينافى ما نعتقده من أنه فصل الهواء الساخن والغبار والتهاب العيون والأزمات التنفسية!

ومع قدوم الربيع لا تستطيع الإذاعة ولا التليفزيون أن يدعيا عدم معرفتهما بالأمر ولا التظاهر بأنهما من بنها، فيتم على الفور استخراج الشريط السحرى الذى نسمعه بهذه المناسبة منذ ما يزيد على ستين عاماً.. ألا وهو شريط أغنية الربيع للفنان الراحل فريد الأطرش. ولا أظن أن فريد وهو يقدم الأغنية فى فيلم «عفريتة هانم» مع سامية جمال عام 1949 كان يتصور أن أغنيته هذه ستصير أيقونة الاحتفال بقدوم الربيع حتى يوم القيامة. صحيح أن أغنية سعاد حسنى «الدنيا ربيع» قد دخلت هى الأخرى فى المعترك، لكن بعد سنوات طويلة تربعت فيها أغنية الربيع على العرش ومازالت.

والحقيقة أنه رغم حلاوة الكلمات وجمال اللحن فإننى فشلت على مدى سنوات العمر فى فهم العلاقة بين الاحتفال بأروع فصول السنة- على حد قولهم- وبين إذاعة أغنية حزينة تدفع للاكتئاب ولا تستدعى أى شعور بالفرح!!.. والأمر عندى أن القائمين على المسؤولية فى الإذاعة طوال العقود الماضية تصوروا ارتباط الأغنية بالتفاؤل والمرح لمجرد أنها تحمل اسم الربيع مثل أغنية «الدنيا ربيع» ويمكن إذا تأملنا كلمات الأغنية التى كتبها مأمون الشناوى أن ندرك الحقيقة.. الغنوة تقول: آدى الربيع عاد من تانى، والبدر هلت أنواره.. وفين حبيبى اللى رمانى من جنة الحب لناره. أى أن الرجل يشكو لوعته وعذابه فى الحب، وتمضى الغنوة تحكى وتعدد صوراً من جبروت الحبيب وتعنته: أخد ورد الهوا منى، وفات لى شوكه يؤلمنى.. ماعرفش إيه ذنبى غير إنى فى حبى أخلصت من قلبى. أى أن الحبيب أخذ منه الورد وترك له الشوك يؤلمه ويدميه. ثم يكمل فريد: وغاب عنى لا كلمنى ولا قال امتى راح أشوفه.. وأقول يمكن حيرحمنى ويبعت فى الربيع طيفه (دون جدوى طبعاً).

غير أن الأسوأ لم يأت بعد، ففريد ينطلق يعدد صنوف العذاب التى يلاقيها مع محبوبه فى فصول السنة جميعاً فيقول: وادى الشتا يا طول لياليه، ع اللى فاته حبيبه.. يناجى طيفه ويناديه، ويشكى للكون تعذيبه (لا حول ولا قوة إلا بالله).. ثم ينتقل بنا إلى فصل الخريف فيبكى قائلاً: مر الخريف بعده، دبّل زهور الغرام.. والدنيا من بعده، هوان ويأس وآلام (يا حفيظ). ويأبى فريد أن يتركنا عند هذه المرحلة ويصر أن يأخذنا معه فى رحلة الأحزان فيمضى نائحاً: لا القلب ينسى هواه، ولا حبيبى بيرحمنى.. وكل ما أقول آه، يزيد فى ظلمه ويؤلمنى. أى أن هذه البكائية الحزينة تحوى الظلم والهجر واللوعة والذل والهوان واليأس والقسوة والألم والعذاب.. ثم بعد كل هذا يقدمونها احتفالاً بقدوم فصل الربيع.. وعجبى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكائية احتفالاً بالربيع بكائية احتفالاً بالربيع



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

GMT 13:04 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

معلول يكشف أن معدن لاعب "الأهلي" يظهر وقت الأزمات

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday