الصديق الماكر 2
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

الصديق الماكر (2)

 فلسطين اليوم -

الصديق الماكر 2

بقلم أسامة غريب

قال لى صديقى: إن هذا الرجل الذى يطلب المقعد بالغ السذاجة.. لو أنه أعلن أنه مريض أو لديه ظرف إنسانى عاجل يقتضى السفر لوجد بضعة أشخاص يمنحونه أماكنهم عن طيب خاطر. قلت له: هل تلومه على أنه لا يكذب؟ قال: لو أن التنازل عن المقاعد مسموح به فى مطاراتنا كما يحدث هنا لوجدت هذا الأخ يمثل مشهداً مسرحياً يزعم فيه أن أمه ماتت محروقة أو خالته ضربها تسونامى ليستدر عطف الركاب ويستولى على مقعد أحدهم!. ضحكتُ من مخيلته الواسعة ورؤيته التى لا تخلو من صحة، وانتظرت لأرى بقية المشهد.   لم يستجب أحد للعرض، الأمر الذى دفع الزبون لرفع المبلغ إلى مائتى دولار. كانت المشكلة أن أغلب الركاب عبارة عن زوجين أو عائلة، ولا يسهل بالتالى على أحدهم أن ينفصل ويترك مَن معه، وتعلقت الأنظار بالمسافرين الفرادى بلا رفاق، الذين يبدو أنهم غرقوا فى التفكير فى جدوى العرض. ما أدهشنى أن شركة الطيران، التى كانت مجرد واسطة خير ولم تكن طرفاً فى الموضوع، تطوعت بتقديم قسيمة شراء    مقبولة لدى مطاعم المطار قيمتها عشرون دولاراً لمَن يقبل العرض، وكان هذا موقفاً إيجابياً لصالح أحد الركاب، الذى يبدو أنه كان حائزاً بطاقة 1      «المسافر الدائم»، التى تمنح صاحبها حظوة لدى الشركة الناقلة.   لم يجذب العرض اهتمام أحد.. ومرة أخرى- ربما كانت الأخيرة- ينفتح الميكروفون ليعلن عن ثلاثمائة دولار تذهب لمَن يقبل التنازل عن مقعده. وهنا فوجئت بما لم أتوقعه.. وجدت الصديق الذى يرافقنى فى رحلتى يرفع يده ويسارع بالتوجه إلى الموظفة يمنحها بطاقته، فتقوم بتغييرها على الفور، وتطبع واحدة جديدة له على الرحلة التالية، مع ثلاثمائة دولار وقسيمة الشراء. قبل أن أسأله عما فعل بادر هو بالتوضيح قائلاً: المبلغ يا صاحبى أكبر من ثمن التذكرة، ومعنى هذا أننى حظيت بسفرة مجانية، ولا بأس بالانتظار بضع ساعات، فالدنيا لن تطير. ضحكت من طريقته العملية فى حساب الأمور، وكنت أظن أن وجودنا معاً يمنع أحدنا من التفكير فى عرضٍ كهذا، لقد ذهبنا معاً إلى نيويورك لقضاء العطلة، وظننت أن الطبيعى أن نعود معاً.. صحيح هو لم يفعل ما يمسنى أو يؤذينى، لكنى مع هذا لم أستطع النظر إلى ما فعل بحسبانه تصرفاً طيباً، لكن ربما أن تصوراتى عن الحياة تحتاج تعديلات!. سلمت عليه ودخلت إلى الطائرة التى أقلعت مباشرة وبعد أقل من الساعة هبطنا فى مونتريال.   قبل الخروج من المطار كانت الأخبار قد انتشرت عن العاصفة الثلجية التى ضربت الساحل الشرقى منذ قليل، وهو ما سيؤدى تلقائياً إلى أن شركات الطيران ستعلق رحلاتها من وإلى مونتريال وهاليفاكس ونيويورك وبوسطن وغيرها من المدن القريبة من ساحل الأطلنطى. هذا معناه أن صديقى الطَموح سيبيت على حسابه بأحد فنادق مطار لاجوارديا حتى استئناف الرحلات مرة أخرى، لأن شركة الطيران- ذات التكلفة المحدودة، التى تبيع تذاكرها بأسعار رخيصة- لن تمنح أحداً قسائم مبيت، وهذا الأمر معروف مقدماً.. مسكين صاحبى الذى أخذ تذكرة رجل كان يعرف بالتأكيد ما سيحدث.. أخذ التذكرة والفلوس وهو يظن نفسه من المحظوظين، فإذا به من العالقين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصديق الماكر 2 الصديق الماكر 2



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday