الجِزية
آخر تحديث GMT 16:54:54
 فلسطين اليوم -

الجِزية

 فلسطين اليوم -

الجِزية

بقلم : أسامة غريب

أفادت الأنباء المتعلقة بالزيارة التى يزمع الرئيس الأميركى القيام بها للسعودية أن دونالد ترامب ينوى إلقاء محاضرة يوم الأحد القادم 21 مايو عنوانها «رؤية سلمية للإسلام». ليس خافياً على أحد الموقف الذى يقفه ترامب من الإسلام، ولا حجم التعصب والازدراء الذى يحمله للمسلمين لدرجة أنه سعى فى أول أيام تسلمه الرئاسة لمنع مواطنى سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة. إذا أخذنا هذا الموقف على محمل الجد سوف يتضح لنا ببساطة افتقاده إلى الأصالة وإلى الاتساق، ذلك أنه ضم لقراره (الذى فشل فى تمريره) دولاً مثل ليبيا لا علاقة لمواطنيها بأى أعمال إرهابية فى أوروبا وأمريكا، بينما سمح لمواطنى الدول التى انتمى إليها من قاموا بالعمليات الإرهابية فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 بالدخول إلى بلاده!.

هذا يبين أن الرجل يكره المسلمين بوجه عام، لكن عندما يتضح له أن بعضهم لديه أموال متلتلة يسيل لها لعابه، فإنه يوجه عدوانيته وشره نحو فقراء المسلمين الذين لم يؤذوه، بل ويستعين عليهم بالمسلمين الأغنياء الذين أخبرهم، دون مواربة، أنه سيستولى على فلوسهم ثم يجنّدهم بالإكراه فى جيشه الذى يعتزم تكوينه منهم لمحاربة مسلمين آخرين لم يتورطوا فى أعمال إرهابية!.. هذه هى الصورة ببساطة، فتنظيم داعش الذى يزعم ترامب جمع البلاد السُّنية تحت قيادة إسرائيل لمحاربته لم تصنعه وتسلحه سوى هذه البلاد نفسها التى سوف يجتمع زعماؤها بالرئيس الأمريكى فى الرياض!..أما عن الخطر الإيرانى فهو تمثيلية يقوم فيها الجميع بالأدوار المطلوبة منهم، فالرئيس الأمريكى يصرخ محذراً منه والدول الخليجية تتظاهر بالفزع فيعود ترامب ويطمئنهم بأن لديه الحل ويتوصل معهم لصفقات سلاح بمائة مليار دولار يمكن أن تزيد إلى ثلاثمائة فى غضون السنوات العشر القادمة، علاوة على ذلك تتعهد المملكة بإنفاق مائتى مليار دولار أخرى لتحسين البنية التحتية فى الولايات المتحدة، وفى الحقيقة لا أحد يعلم العلاقة بين الخطر الإيرانى ومشروعات البنية التحتية فى أمريكا!..

وإذا كان سلاحاً بالغ التكلفة بهذا الشكل ومع ذلك لا يشكل إخلالاً بالتفوق الإسرائيلى على العرب مجتمعين، فهذا معناه أن الأمر عبارة عن إتاوة يحصلها البلطجى ممن لا يملكون إلا الدفع صاغرين. أما الحرب على الإرهاب فهو أكثر العناوين تضليلاً ويمكن فى ظله إخفاء الأهداف الحقيقية للتحركات التى تدور فى الخفاء لصالح إسرائيل، وأولها القضاء على حزب الله كذراع إيرانية مناوئة لإسرائيل، والحرب على الإرهاب هو عنوان يمكن استخدامه أيضاً لستر حقيقة أن بلاد العرب أصبحت تدفع الجزية للسيد الأمريكى بدون مواربة، فالرؤساء السابقون على ترامب كانوا يقتضون الجزية دون دعاية أو محاولة لإذلال الطرف الذى يدفع، أما هذا الرجل فإنه يحصل على ما يريد مع إهانة الممولين وتجريسهم فى وسائل الإعلام عندما يصرح بأنهم يجب أن يدفعوا ثمن حمايته لهم والتى لولاها لسقطوا وزالت ممالكهم.. والبؤساء العرب من جانبهم لا يجدون ما يقولونه لشعوبهم سوى أن هذه ليست جزية ندفعها، وإنما هى شراكة مع الرئيس ترامب فى الحرب على الإرهاب.. يقولون هذا دون خجل من أن حربهم ستجرى تحت قيادة بنيامين نتنياهو الذى أصبح يتزعم العالم السُّنّى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجِزية الجِزية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday