بقلم - أسامة غريب
هو: تسمحى لى بالرقصة دى؟. هى: لا آسفة. هو: آه يا فاجرة يا ساقطة يا متبرجة، يا مَن تسهرين بالخارج و تراقصين الرجال!.
ما سبق هو أدق توصيف يمكن به الإشارة إلى حال الدعاة ورجال الدين فى بلادنا. كل واحد منهم يحلم بالجميلة المثيرة الغنّاجة، فإن طاوعته كان لها سداً منيعاً حصيناً قادراً على حمايتها والذود عنها وتبرير كل ما يخصها فى السلوك والرأى والمظهر، مستغلاً فى ذلك قدراته البلاغية واحترافيته فى التلاعب بالألفاظ، مستعيناً بالنصوص التى تحمل كل الأوجه.. هذا فضلاً عن رصيد كبير يملكه من حب المغفلين وتعلقهم بالأخ بياع الهوا!.
أما إذا عصَتْه الجميلة وقالت له: آسفة، فالويل لها.. من الممكن أن يخصص عشر حلقات فى برنامجه أو درسه أو خطبته أو كتابه فى هجائها وأمثالها من السافرات المتبرجات اللاتى يفتحن كل السكك للشيطان ليمر وينتشر ويُغوى عباد الله الصالحين.
في موضوع الفنانة والشيخ أعجبنى رأى قرأته للأديب الشاب «محمد عبدالناصر»، قال فيه: ماذا تقول القاعدة؟.. بال الكلب على الحائط، فما حكمه؟، أجاب الشيخ: يُهدم الحائط. قالوا: يا مولانا إنه حائط بيتكم. قال: قليل من الماء يطهره!. ومضى عبدالناصر فى سخريته المُرة: خلاصة حكم الزواج من غير المحجبة: أولاً (لو أننى أنا الذى سأتزوجها).. فلا مانع شرعاً ولا عقلاً، والإيمان محله القلب، ولا تدرى لعلها أفضل من ابن باز يا أخى!، ثم إنه لا إكراه في الدين، ولستَ عليهم بمسيطر.. تقتنع على مهلها ولو على ألف سنة.. التمس لها العذر وكن لين الجانب مع الناس، ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك.. لسنا نحن مَن نحكم على الناس. الله سبحانه وتعالى هو الذى يحكم، وهؤلاء العصاة إخوة لنا، واجبنا أن ننصحهم بلين، لكن لا نتركهم فريسة لغير الملتزمين بسبب صدنا وإعراضنا عنهم.. نتزوجهن طبعاً ونعظهن بلا إكراه ولا إجبار ولا ضغط!.
ثانياً: (لو أنكَ أنت الذى سيتزوجها).. يا أخى، فهل من قلة الملتزمات؟.. اظفر بذات الدين. شعار المؤمنات واضح ومعروف يا أخى الفاضل.. أما استيراد مظاهر غربية خليعة والتأفف من شرع الله وفرائض الدين التى أجمعت عليها الأمة وأقرها المسلمون وشهدت بها حتى الأجنة فى بطون أمهاتها إلى قيام الساعة بدعوى عدم الاقتناع، فهذا لا يليق.. هذا وحده سبب كاف ليمنعك أن تتزوجها.. هذه الفتاة ليست للزواج وهى على هذه الحال، وإلا فإننا بذلك نشجع النساء على ترك فرائض الدين الواضحة الجلية من أجل أن يظفرن بالعريس!.. هذا بينما الشريفات العفيفات الكريمات لن يجدن أحداً يفكر فيهن. أما عن هذه الفتاة المتبرجة التى خلبت لبك وفتنتك يا أخى المؤمن فلا بد من استتابتها ونصحها وهدايتها.. ابعث لى رقم تليفونها من فضلك والواتس آب بتاعها حتى أقوم معها بالواجب!.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر : المصري اليوم