ياه مش معقول
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

ياه.. مش معقول!

 فلسطين اليوم -

ياه مش معقول

بقلم : أسامة غريب

الأستاذ يوسف زيدان قارئ للتاريخ بحكم التخصص، وقد أتاح له هذا التخصص أن يطّلع على الكتب القديمة ويعرف بعض وقائع التاريخ من مصادر متعددة.. ومن الواضح أن الرجل يحب أن ينتقى مما يقرؤه الأشياء التى يعلم أنها ستصدم السامعين وتبهرهم وتجعلهم يقولون: ياه.. مش معقول!. ويبدو أن محاولة إدهاش السامعين هذه تستهلك من زيدان جهداً كبيراً وتجعله يوغل فى سرد الحكايات الغريبة التى يركز فيها على جوانب، مغفلاً جوانب أخرى لن تجلب الانبهار المنشود!. من هذا ما صدر عنه مؤخراً من آراء فى أحد البرامج التليفزيونية حول شخصية صلاح الدين الأيوبى. قال يوسف زيدان إن صلاح الدين الأيوبى من أحقر شخصيات التاريخ نظراً لما فعله بالفاطميين، كما نفى أنه انتصر فى حطين على الصليبيين، مفسراً ما حدث بأنه مجرد صلح أبرمه معهم فقط من أجل تحرير أخته الأسيرة لديهم وليس من أجل بيت المقدس. ذكر زيدان أيضاً أن حكام ما بعد 52 أرادوا استثمار شخصية صلاح الدين فنفخوا فيها وحملوا يوسف شاهين على اختراع شخص ليس له وجود نسبوا إليه البطولات والخوارق لأهداف خاصة بهم.

من جهتى ليس عندى ما يدفعنى لتكذيب زيدان فيما ذكر من وقائع، أما بالنسبة للنوايا فهذا شىء آخر، بمعنى أن إبرام صلاح الدين صلحاً مع الصليبيين هو واقع تاريخى مثبت، أما أن الهدف من الحملة العسكرية ومن الصلح هو تحرير أخته من الأسر فهذا ما لا يمكن إثباته، وإذا كان مَن جاؤوا بعده قد أعادوا بيت المقدس إلى الأعداء فهذا ليس شأن صلاح الدين ولا هو ذنبه.

لقد كان رأيى دائماً فى قادة التاريخ العربى كلهم أنهم وهم يحققون النصر فى الأندلس وفى حطين وعين جالوت والمنصورة وغيرها، كانوا يفعلون هذا بينما الفلاح المصرى يلقى الهوان على أيدى الولاة والمحتسبين، وأن الكرامة والعدل لم يتحققا للإنسان العربى رغم الفتوحات والغزوات.. لكن هذا شىء وأن نقول إن معركة حطين لم يتحقق فيها النصر لصلاح الدين شىء آخر، فكيف أبرم الأعداء معه صلحاً سلموه بمقتضاه مدينة القدس إذا لم يكونوا قد عانوا بأسه وذاقوا ويلاته فى القتال؟.. هل منحوه القدس مكرمة وتفضلاً؟، وحتى لو كانت الموقعة العظيمة (حطين) قد وقعت لأنه أراد فك أسر أخته من أيدى خاطفيها، أفلا يعد هذا دليلاً على رجلٍ حر، أبىّ، يرفض الضيم ولديه الاستعداد والإرادة ليهد الدنيا على دماغ الأعداء إذا تعرضوا لأحد من أهل بيته؟، هل يعد هذا سلوك رجل حقير كما ذكر زيدان، أم أنه سلوك الأحرار؟. ولئن كان يوسف شاهين قد ضحك علينا وباع لنا شخصية من اختراعه فى فيلم الناصر، فهل فعل المخرج ريدلى سكوت الشىء نفسه فى فيلم «مملكة الجنة» وهو يقدم وجهة نظر الفرنجة فى معارك بيت المقدس؟.

إننى لا أنفى عن شخصيات التاريخ أنها شخصيات بشرية تخطئ وتصيب، وليس من الحكمة تأليه هذه الشخصيات وتنزيهها ونحن نبحث عن البطولة.. لكن من الخطأ كذلك أن ننتقى فقط ما يشينها ويزرى بها فى أعين الناس لمجرد أن نحصل على صيحات الدهشة، ورضا الذين يحتلون القدس حالياً!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياه مش معقول ياه مش معقول



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday