إسماعيل يس والوحوش
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

إسماعيل يس.. والوحوش

 فلسطين اليوم -

إسماعيل يس والوحوش

بقلم : أسامة غريب

قرأت وسمعت حكايات كثيرة عن الفنان إسماعيل يس.. عن بداياته والأيام الصعبة التي عاشها بعد أن أتى من السويس للقاهرة بحثاً عن فرصة في دنيا الفن، وعن أيام تألقه ومجده بعد أن صارت عناوين الأفلام تتسمى باسمه، وكذلك عن آلامه وانكساره في سنواته الأخيرة بعد أن أدارت له الدنيا ظهرها وشحّ الطلب عليه، فعاد إلى شارع الهرم يقدم نفس النكت والمونولوجات التي بدأ بها حياته الفنية قبل ثلاثين عاماً.

لكن على كثرة الحكايات عنه، فإن واحدة من هذه الحكايات وردت في كتاب أنيس منصور «الكبار أيضاً يضحكون» كانت لافتة بالنسبة لى أكثر من غيرها. تقول الحكاية إن الرئيس اليمنى عبدالله السلال كان يرقد بمستشفى المواساة بالإسكندرية يعالج من مرض ألّم به، وكان صديقه عبدالناصر يرسل إليه إسماعيل يس يومياً ليضحكه ويسليه!. يقول أنيس منصور: «سمعت من صديقى إسماعيل يس أنه كان يمر بتجربة قاسية جداً، فقد كان بعد أن يفرغ من العمل المسرحى في القاهرة تنتظره سيارة لكى تنقله إلى مستشفى المواساة حيث يرقد رئيس اليمن.. ولا يهم السلال ما إذا كان إسماعيل يس قد نام في الطريق أو لم ينم.. المهم أن يجيء إليه وأن يجلس إلى جواره ويحكى له بعض النكات..

 وكان إسماعيل يحكى ويؤلف النكات والقفشات، وكان العذاب هو أن يحكى النكتة الواحدة أكثر من مرة، إلا أن السلال كان يصر على أن يسمع ذات النكتة كل ليلة.. وعندما زهق إسماعيل يس واقترح أن يسجل له النكتة على شريط كاسيت، رفض الرئيس اليمنى على أساس أن يس عندما يحكى النكتة فإنه يتحرك.. كل شيء فيه يتحرك، دماغه وفمه ويداه.. وأهم من كل ذلك كرشه». 

تحمل هذه الرواية دلالة واضحة على العذاب الذي كان يلقاه كوميديان العرب الأول وهو يخضع لقرار رئاسى بوجوب السفر يومياً من أجل تسلية أحد الأشخاص وإدخال السرور إلى قلبه. لم يراعِ مَن كلف الفنان العظيم بذلك أن إسماعيل يس إنسان له مشاعر ولديه جسد يتعب ويحتاج إلى الراحة، وأن مشواراً يومياً كهذا يضنيه ويشق عليه.. 

لم يراع أنه ليس أراجوزاً يعمل في بلاط الخليفة، لكنه فنان له قيمة تعلو بمراحل على قيمة السلال وغيره من الحكام.. ولقد ذهب السلال وذهب إسماعيل يس، ولكن مَن منهما الذي بقى وحفظ التاريخ ذكره في صفحات مضيئة مبهجة؟. يدهشنى أيضاً أن الرئيس اليمنى المريض لم يكن يخجل من منظر رجل يأتى به الحرس كل يوم منهكاً ومستاءً من أجل إضحاكه..

 لم يفرق معه هذا.. المهم أن ينبسط ويتسلى، فأى نوع من البشر أوقع الحظ العاثر فناننا الجميل بين أيديهم حتى يتداولوه ويجودوا به على أصدقائهم وكأنه بعض المتاع ورثوه عن اللى خلفوهم؟. ليس جديداً القول إن السلطة التي استخدمت إسماعيل يس واعتصرته بوقاحة لم تمد يدها لمساعدته وهو يكاد يتسول العمل في أواخر أيامه، إنما اكتفت بالفرجة عليه وكأن مشاهد نهايته كانت جزءاً مما يسلى الحكام غلاظ القلوب.. ولعل منتِجاً يلتقط هذه الحكاية ليعمل منها فيلماً يكون عنوانه: إسماعيل يس.. والوحوش!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسماعيل يس والوحوش إسماعيل يس والوحوش



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday