الجنون والمسخرة
آخر تحديث GMT 11:42:23
 فلسطين اليوم -

الجنون والمسخرة

 فلسطين اليوم -

الجنون والمسخرة

بقلم : أسامة غريب

أعمال نجيب محفوظ كثيرة وبديعة ويحظى العديد منها بشهرة ذائعة، كما يعرفها عوام الناس من الأفلام التى تناولتها، ومن أشهرها الثلاثية واللص والكلاب والقاهرة 30 والسمان والخريف وخان الخليلى والمرايا والسراب والطريق والشيطان يعظ. لكن على روعة كل ما كتب محفوظ فإن له رواية أثيرة عندى تفوق فى نظرى أكثر ما كتب وهى «الحب تحت المطر».. أقول هذا رغم أن النقاد لم ينصفوها، بل عدّوها واحدة من أضعف أعمال محفوظ، وربما ساعدهم على التقليل من شأنها أن الفيلم المستوحى من الرواية والذى أخرجه للسينما حسين كمال لم يكن جيداً، وهذا فى تقديرى لم يمنح هذه الرواية البديعة حقها من التقدير.

وربما تكون للروايات والأعمال الفنية حظوظ مثل حظوظ البشر لا يسهل تفسيرها، ولعل هذا يكون من أسباب حبى وإعجابى بهذه الرواية التى تناولت الفترة من 67 إلى ما قبل حرب أكتوبر 73 وهى فترة عذاب عاشه شعب مصر وقاسى ويلاته.. لا يتسع المقام هنا للشرح والتحليل، لكن من أسباب قرب هذا العمل من نفسى أننى تعاطفت بشدة مع بطل الرواية «حسنى حجازى» هذا الرجل الماجن الذى قد يراه البعض شيطاناً رجيماً لأنه تحت وطأة الحياة العبثية والافتقار للحب الذى لا يأتى تحت قصف القنابل قد جعل من شقته صالة لعرض الأفلام السينمائية الإباحية واستقطاب فتيات الجامعة الفقيرات اللاتى فتحت مجانية التعليم أمامهن أبواب الأمل على مصراعيه، بينما أغلقته الهزيمة المروعة فى وجوههن، حتى إن بطلتى الفيلم لا تجدان فى نفسيهما الجدارة بالمجد والشرف ولكن تلقيان مكانهما الطبيعى فى شقة حسنى الذى أخذتا فى التردد عليه مدفوعتين باليأس والحزن والمرارة، فضلاً عن أن حسنى حجازى كان على مجونه وعبثيته شديد الحنو على البشر ولديه قدرة على أن يغفر الضعف البشرى ويتفهمه، وكانت حياته وعلاقاته هى نوع الحب الوحيد الذى رآه فى المتناول، بينما الوطن يتعرض لزخات من القنابل تلقى بها إسرائيل كل يوم على أى مكان تريده من الأرض المصرية. ولقد تعاطفت بشدة مع الرعب الذى كان ينتاب حجازى من أن يعود ذات يوم للبيت فيجد غارة إسرائيلية قد مسحت شقته من الوجود، تلك الشقة الداعرة التى مثلت له الملاذ والراحة، ولم يكن يستطيع إذا انهدمت العمارة وضاعت الشقة أن يبقى على قيد الحياة دقيقة واحدة بعد ذلك!. وكان حجازى وهو ينظر لتلك الحقبة التى اشتهرت بفترة اللاسلم واللاحرب يرى أن الجنون هو الطابع المميز لتلك الأعوام اللعينة، ولهذا لم يتردد فى الاستجابة لكل دواعى الجنون المُلقى على قارعة الطريق!

كثيراً ما تمنيت لو أن نجيب محفوظ قد أكمل مسيرة حياة حجازى بعد انتهاء الحرب حتى وصولنا إلى مرور 44 سنة على آخر الحروب حتى نرى هل انتهى الجنون الذى ميز سنوات الحرب، أم أن جنون الحرب يهون إلى جانب المسخرة التى دخلناها تحت مظلة السلام!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنون والمسخرة الجنون والمسخرة



GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday