أخطاء عبدالناصر وإنجازاته
آخر تحديث GMT 16:30:17
 فلسطين اليوم -

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

 فلسطين اليوم -

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

بقلم أسامة غريب

يثور الكلام فى ذكرى 23 يوليو عن دور جمال عبدالناصر وأثره الممتد على الحياة المصرية حتى الآن، وبينما يوجد من يقدسونه وينزلونه منزلة الأنبياء، هناك من يلعنونه ويضعونه مع الشياطين فى سياق واحد. ولمّا كنتُ بعيداً عن أولئك وهؤلاء فإننى أود أن أوضح للملتاثين الذين يرونه كافراً ونظرائهم الذين يعدونه قديساً أن ما تركه الرجل ينقسم إلى قسمين، الأول عبارة عن قواعد راسخة زرعها فى التربة المصرية واستمرت من بعده لم تتغير أبداً، لا على زمن خلفه الذى قُتل أو وريثه الذى خُلع أو الآخر الذى عُزل. لم يستطع أى من الذين أتوا بعده أن يقتربوا من القواعد الثابتة التى تركها والتى تمثلت فى تنحية المواطن المصرى بعيداً عما يخص شؤون الحكم بعد أن تم اعتبار الحكم كهنوتاً لا يقترب منه إلا خاصة الخاصة، وحتى عندما كانت تُجرى انتخابات واستفتاءات لإرضاء العالم الخارجى فإنه كان يتم تزويرها، والعجيب أن عبدالناصر الذى كانت شعبيته كبيرة ونجاحه مضموناً كان يصر على التزوير حتى لا يظن المواطن المصرى أنه شريك فى الحكم!. من الأصول التى تجذرت أيضاً غياب الشفافية والمساءلة، إذ إنه ليس ضرورياً أن يحاط الناس علماً بأى شىء يخص حياتهم ومستقبلهم، وعندما تقع الواقعة وتحدث الكارثة فإن أحداً لا يحاسَب أو يحاكَم أو يدفع الثمن.. يكفى تنحية المسؤول ثم يستمر نفس النهج الكارثى على يد مسؤول جديد!. وثالثة الأثافى فى القواعد المزروعة هى إدخال التعذيب الوحشى ضد الخصوم السياسيين فى بنية المنظومة الأمنية، والأنكى اعتقال النساء واتخاذهن رهائن لكسر شوكة الرجال. هذه هى الركائز الأساسية التى زرعها عبدالناصر ولم تذهب بذهابه. أما الإنجازات التى قام بها الرجل لصالح الفقراء ولصالح كبرياء مصر فهى حقيقية وليست أكاذيب كما يردد خصوم الرجل، فبناء المصانع حقيقة واقعة، وكذلك حقوق العمال وإنصاف الفلاحين وبناء المدارس ومجانية التعليم والعلاج وعدم الانحياز ومحاربة الاستعمار.. كل هذه حقائق وليست أكاذيب، لكنها تمت كإجراءات يحميها وجود عبدالناصر نفسه، لقد كان الرجل يظن أنه سيعيش للأبد وسيظل ضامناً لحقوق الغلابة، فلم يحاول أن يجعل مكتسبات الشعب متجذرة فى الأرض مثلما قام بتأمين مكتسبات السلطة الحاكمة الباغية، ولهذا فقد سَهُل اقتلاع كل إنجازاته فأصبحت هشيماً تذروه الرياح، فلو أنه اهتم بوجود نقابات عمالية حقيقية لما استطاع من أتوا بعده أن يعصفوا بالعمال ويبيعوا المصانع، ولو أنه أقام مجالس نيابية بحق لما استطاع خلفاؤه أن يلغوا مجانية التعليم ويتوقفوا عن بناء مساكن للفقراء، ولو أنه لم يذل المواطن ويكسر نفسه لتصدى لمن جرؤ أن يقول: بيجن صديقى ووايزمان صديقى!. لقد بقيت الأصول التى بنى لها عبدالناصر الأساسات القوية على عمق كبير تحت الأرض وكلها لصالح الاستبداد والديكتاتورية، بينما زالت الإجراءات التى صنعها من ورق ووقف يحميها بنفسه، حتى إذا رحل طارت كلها خلفه.

أرجو أن يكون الكلام واضحاً لمن يخلطون المفاهيم ويرددون كلاماً فخيماً عن أن الرجل كان عظيم الأمجاد عظيم الأخطاء. لا يا سادة.. الأمر واضح ولكنكم تستعبطون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته أخطاء عبدالناصر وإنجازاته



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday