رؤية للانتخابات الفرنسية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

رؤية للانتخابات الفرنسية

 فلسطين اليوم -

رؤية للانتخابات الفرنسية

بقلم أسامة غريب

أسفرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بفرنسا عن وصول إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق، للإعادة مع مارين لوبن، زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة، فى الجولة الثانية التى تجرى فى السابع من مايو القادم. من الواضح طبقاً لاستطلاعات الرأى أن فرصة ماكرون فى الفوز تفوق كثيراً فرصة مارين لوبن، التى من المنتظر أن يتحالف ضدها اليمين واليسار خوفاً من أفكارها المتطرفة ومناداتها بطرد المهاجرين واتخاذ سياسات أقل وداً تجاه الاتحاد الأوروبى.

ومع ذلك فلا يمكن الركون إلى استطلاعات الرأى ونتائجها، فلقد رأينا منذ عدة شهور كيف كانت كل النتائج تؤكد فوز هيلارى كلينتون وقدرتها على حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وبفارق كبير، ورغم هذا تفوق عليها ترامب. ويبدو أن الناخب ذا المزاج المتطرف الذى يميل لمنح صوته للمرشح الذى يتسم بالفاشية والرغبة فى حرق الخصوم وحل المشكلات بطريقة لا تراعى الأعراف أو حقوق الإنسان.. هذا الناخب يخجل من البوح بموقفه هذا إذا ما اضطر للمشاركة فى استطلاع رأى أو استبيان أو حديث صحفى، لكنه ما إن يقف وجهاً لوجه أمام الصندوق حتى يفرج عن الذئب الذى يعوى داخله فيصوت للمرشح الفاشى المتعصب.. ويبدو أن أعداد هؤلاء الناخبين فى ازدياد مستمر، فحقائق الحياة فى أوروبا وضيق فرص العمل بفعل حركة الهجرة من بلاد الجنوب، فضلاً عن العمليات الإرهابية، التى ضربت أماكن عدة فى باريس ونيس ولندن وبروكسل وبرلين ومدريد فى السنوات الماضية.. كل هذا جعل الناخب أقل تسامحاً وأكثر استعداداً للتصويت لأصحاب الأفكار العنصرية ولو خاصمت روح الديمقراطية!.

لكن هناك مفارقة يمكن رصدها بالنسبة للناخب العربى أو المسلم المهاجر القادم من بلاد القهر والكبت والتعصب والكراهية.. هذا الناخب قد يكون من اليمين الإسلامى المتطرف الذى يرفض الآخر المختلف فيعادى المسيحيين فى بلده الأم ويكره المسلمين الشيعة ولا يعترف بحقوق للبهائيين أو لأى طرف يختلف عنه، ومن الطبيعى والحال هكذا أن يقوم هذا الشخص بالتصويت لصالح اليمين المتطرف الذى يشاركه الكراهية والرغبة فى حرق الآخر، لكن المشكلة أن اليمين المتطرف بالغرب يعاديه هو شخصياً ويفزع منه هو شخصياً، وهو لم يقم بالأساس إلا رداً على وجود هذا المتطرف الإسلامى.. لهذا فإن الناخب المسلم المتعصب سوف يصوت بالتأكيد لصالح المرشح (العلمانى الملحد!) ومرشح اليسار أو المرشح الليبرالى الذى يدافع عن الحريات وحقوق الأقليات ولا يرفض وجود المسلم فى بلاده!.

فى الوقت نفسه قد نجد اليسارى العربى أو صاحب الأفكار التقدمية يقوم بالتصويت لأمثال مارين لوبن ودونالد ترامب وتيريزا ماى لأنهم يشاركونه الكراهية للإسلام السياسى ويرغبون مثله فى التضييق على اليمين الدينى العربى ومنعه من الوصول للأرض الأوروبية أو الأمريكية.. وهذا لعمرى جانب من مأساة العقل العربى الذى تعرض للإهانة على يد الحكام البرابرة، حتى أصبح غير قادر على اتخاذ مواقف طبيعية تتسق مع فكره، بل أصبح على استعداد لأن يتقلب بين شتى المذاهب والأفكار المتناقضة من أجل أن يضمن البقاء على قيد الحياة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية للانتخابات الفرنسية رؤية للانتخابات الفرنسية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday