أين دين محمد
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

أين دين محمد؟

 فلسطين اليوم -

أين دين محمد

بقلم :أسامة غريب

لا شك أن أى حاكم عربى أو مسلم فى عالمنا اليوم يدين بالفضل فى وجوده للحكام والخلفاء القدامى الذين وضعوا أسس الاستبداد وأخفوا عن الناس دين محمد ماذا لو علم المسلمون أن الدعائم التى تشكل بنيانهم الفكرى هى فى أغلبها من صنع خلفاء كرهوا شعوبهم وخافوها فصنعوا للناس ديناً جديداً لا ينظر فى القرآن إلا نادراً، لكن يعتمد بالأساس على أحاديث اخترعها فقهاء الحكام حتى يظل الوجه الكريم للدين مخفياً ويظل الناس يعتقدون أن دينهم يقبل الظلم وينبذ المساواة ويرحب بالاستبداد ويكره الشورى ويمجد القمع ويرفض الحرية؟، نعم فالذين وضعوا لبنات هذا الدين قد تظاهروا بتأييد محمد واتّباع دينه، بينما ظلوا فى داخلهم مخلصين لدين آبائهم، رافضين للبدَع التى أتى بها محمد، تلك التى تساويهم بالعبيد وتوزع الثروة والسلطة بالعدل والقسطاس.

والعجيب أن عامة الناس يشعرون بالحنين الشديد لزمن الخلافة وكأن ما يفعله بهم حكامهم من ظلم ونكال لا يكفيهم فيستدعون بكل الفخر زمن الحجاج بن يوسف وغيره من الوحوش إن هذا يعيدنا لسؤال: لماذا انتصر «محمد» على الكفار بينما أخفق على بن أبى طالب فى الانتصار على نفس القوم؟..

أعتقد لأن الكفر كان واضحاً صريحاً بالنسبة لأعداء محمد، بينما الذين دخلوا الإسلام بعد فتح مكة وظلوا على ولائهم القديم للات والعزى ومجتمع السادة والعبيد كانوا يَبدون للناس مسلمين، فصعب على الإمام على أن يجمع كلمة الناس على عدائهم ومحاربتهم.. لقد أضمروا الشر للرسول وآله حتى نجحوا فى الثأر منه فقتلوا أبناءه وسبَوا نساءه وألحقوا الهوان بذريته. بعد أن تحقق لهم الانتقام تفرغوا لإعادة صياغة الدين حتى لا تقوم للنهج المحمدى قائمة بعد ذلك. كان القرآن عقبتهم الكبرى وهم لا يستطيعون العبث به أو التبديل فيه..

ماذا يصنعون إذن حتى يجردوا الإسلام من فضائله؟ أجاب عن هذا السؤال الخدم والشماشرجية الذين ارتدوا ثوب العلماء فقاموا بتأليف الأحاديث التى تظهر الإسلام ديناً متعطشاً للدماء، فجعلوا القتل عقوبة ترك الصلاة وقاموا بتأليف الأحاديث التى تحض على طاعة الحاكم المجرم ولو أكل مالك أو جلد ظهرك، وجعلوا الناس تنشغل ببول الناقة وبول البعير وحكاية اللبن والذبابة، كما أنهم أدخلوا ما يفوق الأفلام الهندية خيالاً مثل فيلم إرضاع الكبير.. ليس هذا فقط لكنهم جعلوا الصحابة جزءاً من الدين يتعين تقديسه حتى لو كان هؤلاء الصحابة قد استأثروا بالمال لأنفسهم وأصدقائهم وحتى لو كانوا قد ذبحوا بعضهم البعض فى صراعهم على متاع الدنيا الزائل. صنعوا للناس ديناً يباعد بينهم وبين الحياة، ديناً يحمل الكراهية لمن يخالفنا ويعد الملتاثين بالجنة إن هم فجروا أنفسهم فى الأبرياء لحساب الحكام

ومع ذلك فالدين الجديد لا يأخذ موقف العداء من العبادات والشعائر كالصلاة والحج والعمرة.. بالعكس إنهم يشجعون على المزيد منها طالما أن أصحابها يبتعدون عن جوهر الإسلام الحقيقى، أى عن الحرية والمساواة والعدل والشورى وللأسف فإن البسطاء ما زالوا يتعلقون بدين بنى أمية وبنى العباس ويظنونه دين محمد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين دين محمد أين دين محمد



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday