ازدراء الأوطان
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

ازدراء الأوطان

 فلسطين اليوم -

ازدراء الأوطان

بقلم : أسامة غريب

عندما نشهد تحويل أحد الشيوخ للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان بعدما تحدث فى لقاء تليفزيونى عن فساد عقيدة المسيحيين، فإننا لا نعرف هل نستبشر بأن يضع هذا حداً لشتم الآخرين والطعن فى معتقداتهم علانية مختبئين خلف النصوص الدينية، أم نضحك فى سخرية لأننا نعلم أن هذا لا يتم انتصاراً للدولة المدنية التى تمنح الجميع حقوقاً متساوية، وإنما يجرى على خلفية التطاحن بين قوى لا يعد فوز أحدها نصراً لنا!

هى طاحونة من هرس الهراء لا يراد لها أن تتوقف. يعتلى المنبر التليفزيونى داعية أو شيخ يريد أن يشتهر فيجد أن أسهل طريق هو وصف المسيحيين بالكفار أصحاب العقيدة الفاسدة، فإذا راجعه أحد أشهر فى وجهه النصوص القرآنية التى تشهد على صحة كلامه ورفع عقيرته بالقول: أتريدوننى أن أبدل عقيدتى من أجلكم؟.. والله لا أفعل هذا أبداً. ودائماً ما يبرز فى هذه الأحوال الحُكماتية أو المطيباتية الذين يربتون فى حنان على أكتاف المعترضين قائلين: يا جماعة إن كلمة كفر هذه كما وردت فى القرآن هى كلمة شارحة ولا تحمل المعنى الذى تتصورونه لكنها تعنى التغطية، فلا تجزعوا منها ولا تظنوها لفظاً سيئاً أو مخيفاً، ومثلما أن المسيحيين كافرون بعقيدتنا فنحن أيضاً كافرون فى عرفهم وطبقاً لأناجيلهم. ولا مانع والحال هكذا من أن يُحضر أحد حسنى النية نصوصاً من الإنجيل تقول بكفر من لا يؤمن بأن المسيح ابن الله. يعنى خلاصة هذا الكلام أننا جميعاً كفار بعقائد بعضنا البعض، وهكذا نكون «خالصين» ولا أحد يزعل من أحد!

هذا هو الهراء الذى يتم طحنه، وهو هراء بسبب أنه لا توجد ضرورة مُلحّة لأن نستدعى من القرآن بدون مناسبة ما نعلم أنه يثير احتقانات لا داعى منها، ثم إن أحداً لم يطلب منك أن تغيّر عقيدتك التى تؤمن بها، وهى يمكن أن تظل مصونة دون التجريح فى عقائد سواك.. ولئن كان المسيحيون يرددون فى كنائسهم كلاماً عن كفر غيرهم فإن هذا لا يتجاوز جدران الكنيسة ولا تترتب عليه إسالة دماء ولا يوجد من يريد إقامة الدولة المسيحية التى تحارب الكفار وتقضى عليهم. يجب أن نعلم خطورة ترديد كلمة كافر فى محيط ملتهب مشبّع بكيروسين الجهل والفقر وضيق الأفق، ويجب أن نفهم أن المواطن المسكين الذى لا يستطيع مواجهة السلطة والذى فقد الأمل فى العدل والكرامة ولا يستطيع أن يرفع رأسه فى مواجهة من ظلموه قد يجد الحل السهل لجميع مشاكله إذا نزل من بيته ممسكاً سكيناً ثم توجه إلى محل رجل مسيحى يبيع الخمور فذبحه من عنقه كما حدث فى الإسكندرية منذ شهرين. هذا الرجل يظن نفسه من المجاهدين ويعتقد أنه بعد إعدامه سينتقل إلى جنة ليس بها أزمة مساكن ولا أزمة خبز ولا ضرب على القفا ولا مرض بدون علاج. ترديد وصف كافر بحق غيرنا هو نزق وتهور واستهانة بالحياة الإنسانية، ولن يكون هناك وقت لتشرح للشخص الغاضب معنى كلمة كافر فى المعجم الوسيط، إذ إنها فى المخيلة الشعبية تحمل معنى واحداً هو: الشيطان.. ومن الذى لا يريد أن يقتل الشيطان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ازدراء الأوطان ازدراء الأوطان



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday