لصة ولصة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

لصة ولصة

 فلسطين اليوم -

لصة ولصة

بقلم :أسامة غريب

وقفت الفتاة أمام إحدى واجهات محل تجارى كبير وراحت تتطلع إلى المعروضات وفى حركاتها شىء من التردد والرهبة. تلكأت قليلاً ثم ما لبثت أن تمالكت جأشها وقررت الدخول. فتحت الفتاة حقيبة يدها ثم سارت فى طرقات المحل تتصنع التؤدة والرزانة، وكانت امرأة تترقبها منذ أول وهلة وتسير فى إثرها كما يتبع الكلب الطريدة.. وكانت المرأة على جانب من البدانة ويبدو فى عينيها بريق العزم. تنقلت الفتاة بين أقسام المتجر ووقفت لدى أحد الأقسام فالتقطت زوجاً من الجوارب الحريرية ودسته فى حقيبتها، ثم مالت على بضع ثياب داخلية غالية الثمن فالتقطتها فى مهارة، وانطلقت الفتاة تنشل ما خف حمله وغلا ثمنه من المعروضات وتدسه فى حقيبة يدها وكأنها فارقها التردد والوجل.

كانت المرأة البدينة تتعقب الفتاة من قسم إلى قسم وفى عينيها ذلك البريق. وبلغت الفتاة قسم أدوات الزينة ثم التفتت وراءها فرأت المرأة تتبعها استولى على الفتاة شىء من الارتباك، إذ تقابلت نظراتهما، لكنها سارت فى هدوء مصطنع نحو باب الخروج لمحت المرأة تتبعها عن كثب وهى تجتاز الباب وسارت بضع خطوات وإذا بها ترى أحد رجال البوليس ينظر إليها فلم تستطع حراكاً ووقفت فى مكانها، ثم طرق أذنها صوت يقول: أرجو أن تعودى إلى المتجر معى. التفتت إلى مصدر الصوت فوجدت المرأة إلى جوارها.

قالت الفتاة فى نغمة واجفة: أنا.. إننى.. لقد كنت.. عادت المرأة تقول: إذا كنت لم تفعلى شيئاً فلتعودى معى للمحل حتى أقوم بتفتيشك. قالت الفتاة: لقد كانت غلطة وأؤكد لك أننى لن أعود إلى ذلك أبداً. نظرت المرأة إلى وجه الفتاة تتفحصها ثم قالت: لعلك لم تتدبرى العواقب، لكن هل هذه أولى هفواتك؟. ردت الفتاة فى لهفة: أجل.. أرجو أن تسامحينى وتنفذى مستقبلى. لاحت من المرأة نظرة إلى رجل البوليس الواقف ثم قالت فى صوت خفيض: إتبعينى إلى هذا الزقاق القريب.

فى زاوية من الزقاق المقفر وقفت المرأة والتفتت إلى الفتاة تقول: أتعديننى ألا تعودى إلى السرقة؟ قالت الفتاة: أعدك وعد شرف.. ثم قامت بفتح حقيبتها وانتقلت المسروقات إلى حقيبة المرأة فى هدوء، فلما تم ذلك بدا على وجه المرأة أمارات الفوز والابتهاج وأقفلت حقيبتها باسمة ثم التفتت إلى الفتاة وقالت فى شىء من الزراية: إنك حديثة العهد بالمهنة حقاً ولست تصلحين لها أبداً.. هل تحسبين أننى سوف أعيد هذه الأشياء إلى المتجر؟ كلا أيتها الحمقاء، إننى من بنات المهنة التى أردت أن تحترفيها فى سذاجة وجهل، وقد كنت على وشك أن أمارس العمل لولا أن رأيتك اليوم فخطر لى أن أدعك تعملين لحسابى وتتعرضين للخطر دونى، فتركتك تنشلين كما تشائين وترقبت الفرصة السانحة لآخذ ما خاطرت أنت فى سبيله دون أن أبذل جهداً.

فى هذه اللحظة تقدم الشرطى منهما ودنا من المرأة البدينة وقال باسماً: يخيل إلىَّ أنهم كانوا يتشككون فيكِ منذ زمن لكن لم يكونوا موفقين فى القبض عليك. قطعت الفتاة الحديث بقولها: هل تتفضلين بأن تتبعينا إلى المتجر؟ قالت المرأة ثائرة: وما شأنك يا لصة؟. ردت الفتاة: لست لصة كما تحسبين، لكنى الشرطية الجديدة التى عينت لحراسة المتجر!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لصة ولصة لصة ولصة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday