بقلم : أسامة غريب
يبدو أن صفقة السلاح الضخمة التى فاز بها الرئيس الأميركى دونالد ترامب واستطاع من خلالها أن يحلب الضرع العربى لن تتوقف آثارها وأخبارها قريباً، فمازالت أخبارها تترى وتتشعب كل يوم. بالأمس عاد ترامب إلى أميركا وغرد على «تويتر» مخاطباً الأمريكيين قائلا: «مئات المليارات التى جئتكم بها تعنى وظائف، وظائف، وظائف».. واليوم تكتب صحيفة «ذا ماركر» الإسرائيلية: «إن شركات السلاح الإسرائيلية ستحصل على حصة كبيرة من أرباح صفقات السلاح الضخمة التى وقعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع الجانب السعودى أثناء زيارته للرياض». وطبقاً لما جاء فى تقرير نشرته الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية، فإن كثيراً من الشركات المنتجة للسلاح فى إسرائيل تعمل متعهدة لدى المصانع العسكرية الأمريكية التى ستمد السعودية بالسلاح والأنظمة القتالية التى وردت فى الصفقات التى تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار فى المرحلة الأولى، والتى من المقرر أن تزداد قيمتها إلى 460 مليار دولار خلال عشر سنوات.. وأكد التقرير الذى أعده الباحث الإسرائيلى «حوجى عميت» أن الصفقات الأمريكية السعودية ستحدث طفرة فى أعمال الشركات الإسرائيلية، وستوسع مشاريعها بسبب حجم الطلبات الهائل الذى يجب توفيره فى الوقت المحدد. وكما جاء فى التقرير، فإن المصانع العسكرية الأمريكية التى ستتولى توفير السلاح والأنظمة القتالية للسعودية، ومنها (لوكهيد مارتن ونورثوجروب جرمان وريثيون) تقوم أحياناً بتسويق منتجات شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية رافائيل.
ويقول التقرير إنه بما أن شركة رافائيل تتبع القطاع العام والحكومة الإسرائيلية، فإن السياسيين والعسكريين فى إسرائيل يبدون اهتماماً كبيراً بالمكاسب الاقتصادية الهائلة التى ستعود على الاقتصاد الإسرائيلى نتيجة الصفقة الأمريكية السعودية. ونقلت «ذا ماركر» عن مسؤول بارز سابق فى وزارة الحرب الإسرائيلية أن صفقات السلاح الضخمة بين الرياض وواشنطن تحسّن من قدرة شركات السلاح الإسرائيلية على التنافس داخل الولايات المتحدة، باعتبار أن هذه الصفقات تمنح فرصاً كبيرة، مما يزيد من حاجة الشركات الأمريكية إلى مساعدة الشركات الإسرائيلية التى ستعمل من الباطن لتوفير الكثير من طلبات هذه الصفقات. ويشير «مهرين فروزنفر»، الذى عمل مستشاراً اقتصادياً سابقاً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلى، إلى مكسب آخر ستحققه إسرائيل، يتمثل فى أنه على الرغم من أن صفقات السلاح بين السعودية وأمريكا لن تؤثر على التفوق النوعى الإسرائيلى، إلا أنها ستمنح إسرائيل فى المقابل الذريعة لمطالبة الإدارة الأمريكية بتعويضها بالحصول على سلاح نوعى لم يسبق للحكومة الأمريكية أن منحته لتل أبيب.
انتهى التقرير الذى نشرته «ذا ماركر»، ولم تنته الحيرة التى تعترى كل مواطن عربى عن المستقبل الذى صار مرهوناً بيد الأمريكان والإسرائيليين يتلاعبون بنا كيفما شاءوا، ومن الواضح أن ثمرات الصفقة الترامبية لن تتساقط فقط على واشنطن ونيويورك بحيث لن تترك بالشارع عاطلاً دون عمل، لكن الثمار ستتساقط أيضاً على إسرائيل، حتى إن الشحاذ بشارع ديزينجوف فى تل أبيب سينال نصيبه منها بعد أن تمتلئ جيوب أبناء العم بالمال العربى السايب.