الإبداع والخيارات الصعبة
آخر تحديث GMT 11:58:37
 فلسطين اليوم -

الإبداع والخيارات الصعبة

 فلسطين اليوم -

الإبداع والخيارات الصعبة

بقلم :أسامة غريب

بعض الفنون لا يمكن لها أن توجد بمفردها، إذ لابد من وعاء فنى يشملها مع غيرها فى بوتقة فنية كبيرة. على سبيل المثال يتضمن الفيلم السينمائى جهود فنانين من كل نوع، ممثلين وموسيقيين ومصورين ومخرجين... إلخ. وهنا قد تثور قضية فنية تتعلق بالقيمة الكلية للفيلم والقيمة الخاصة لأحد مفردات نفس الفيلم، فإذا أخذنا الموسيقى التصويرية التى برع الفنان على إسماعيل فى تقديمها فى الأفلام، وكذلك التوزيع الموسيقى للأغانى نجده قد أبدع فى فيلم الأرض عندما قام بنثر موسيقاه فى ثنايا العمل ولعب بمهارة مستخدماً أغنية الأرض لو عطشانة فى فيلم يحكى عن افتداء الأرض بالروح.

كان من حظ إسماعيل أن بقية عناصر الفيلم كانت متفوقة، مثل الإخراج ليوسف شاهين، والقصة لعبدالرحمن الشرقاوى، والسيناريو لحسن فؤاد، والتمثيل لمحمود المليجى، والمونتاج لرشيدة عبدالسلام. لكن هناك أفلاما أخرى حوت لمحات من عبقرية على إسماعيل، لكنها كانت أفلاماً ضعيفة، مثال على ذلك فيلم الخطايا لعبدالحليم ونادية لطفى من إخراج حسن الإمام.. هذا فيلم ساذج لا يحمل مضموناً ذا قيمة، وقصته التى كتبها محمد عثمان ومحمد مصطفى سامى لا تستند إلى حبكة مقنعة، ومع ذلك فقد أبدع فيه على إسماعيل عندما قدم فى تترات الفيلم مزجاً بين لحن «لست أدرى» لمحمد عبدالوهاب ولحن «مغرور» لمحمد الموجى، كما أنه أثبت مقدرة فنية هائلة فى توزيعه للأغنيتين على نحو ظهرت فيه قدراته الدرامية الموسيقية، إذا جاز القول، ومن يستمع إلى قصيدة إيليا أبوماضى «لست أدرى» مغناة بصوت عبدالوهاب، ثم يعاود سماع نفس القصيدة لعبدالحليم حافظ سيجد أن على إسماعيل أعاد خلقها من جديد وصهرها بأحداث الفيلم، حتى لو كانت هذه الأحداث مفبركة وضعيفة!

هذه هى مشكلة الفنان الكبير الذى يضطر إلى وضع موهبته وخبرته فى خدمة عمل عادى، وقد عانى منها الكثير من الموهوبين، ومنهم عازف الكمان الأسطورة أحمد الحفناوى.. هذا الرجل قضى عمره يعزف فى أحيانٍ كثيرة خلف مطربين متواضعين ألحاناً سيئة من أجل فقط أن يستمر ويعيش!. ولدينا كذلك رجل مثل شادى عبدالسلام، الذى قام بهندسة مناظر وديكورات لأفلام ليس بها من الفن غير ديكوره!. وعندما أشاهد على سبيل المثال فيلماً مثل «أمير الدهاء» يلفت نظرى أن عناصر الفيلم معظمها باهت، لكن تبرز من بين هذه العناصر ملابس شادى عبدالسلام وديكوراته، وربما أن هذا السبب هو ما جعله يتوقف عن الاشتغال فى أعمال الآخرين ويتفرغ سنوات لتقديم فيلم المومياء، ثم يشرع فى عمل جديد لا يسعفه الأجل لإخراجه.

هى معادلة صعبة والاختيار فيها ليس هيناً.. إما أن تقدم فنك الرفيع ضمن عمل أكبر قد يكون رديئاً دون إرادتك، أو أن تتفرغ العمر كله لإنجاز عمل واحد متقن تتركه للتاريخ. على إسماعيل اختار أن يؤدى ما عليه حتى لو حصد المطرب- دونه- الشهرة والمجد والفلوس، وكذلك فعل أحمد الحفناوى.. أما شادى عبدالسلام فقد أغلق الباب على نفسه وأنتج فيلماً واحداً منسوباً بالكامل له، فأى الرؤيتين على حق وأيهما على خطأ؟.. ليست عندى إجابة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع والخيارات الصعبة الإبداع والخيارات الصعبة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday