بقلم أسامة غريب
حين فكّر حسين أفندى أوباما فى أن يكمل تعليمه خارج كينيا فإنه توجه إلى أمريكا، وهناك التقى بالأخت آن دونهام الأمريكية البيضاء فى هونولولو وتزوجها وأنجبا ولداً أسمياه باراك.
هذه هى الحكاية المعروفة، لكن هناك من ينفيها ويزعم وجود روايتين أخريين عن الموضوع. تقول الرواية الأولى أن حسين رفض عرض الذهاب إلى أمريكا وفضّل أن يأتى إلى مصر، حيث درس فى الأزهر وسكن فى مدينة البعوث الإسلامية. تمضى الرواية فتقول إن الرجل أحب فتاة من العباسية رفض أبواها أن يزوجاه إياها بسبب لون بشرته الأسود الداكن، فلما أخبرهما بأنه رأى فى المنام أنه سينجب رجلاً عظيماً يتحدث عنه أهل الأرض جميعاً فإن أهل الفتاة طلبوا منه أن يغطى مؤخرته أثناء النوم وطردوه من بيتهم شر طردة. يقال أيضاً إن الفتى حسين بحث عن عمل بعد التخرج فلم يجد سوى وظيفة بواب على الرغم من الشهادة الجامعية التى يحوزها، وأن السكان كانوا يعاملونه بفظاظة، فضلاً عن إساءات الأطفال وبصقهم عليه، فلما قام بتذكيرهم بأنه إنسان وبأنه مسلم وله حقوق فى هذه الحياة فإنهم ضربوه وألقوا عليه مياها قذرة لأنه حسب زعمهم يخيف الأطفال بمنظره، وحتى عندما أراد أن يتزوج من فتاة سمراء لا تعايره بلونه فإن أهلها رفضوه لأنه من كينيا ويتحدث العربية بلكنة غير مألوفة، وكذلك لأن الفتيات عندهم لا تتزوج إلا من الأهل والعشيرة. بعد طرده من العمارة التى كان يعمل بها ذهب للنوم فى المسجد، وهناك عطف عليه المصلون وكانوا يلقون إليه بالطعام وبعض النقود من بعيد، خشية أن يلمسوه فتصيبهم اللعنة. ظل حسين على هذا الحال ثم ذهب إلى حديقة جامعة الدول العربية مع رفاقه الأفارقة وتظاهروا هناك للمطالبة بمعاملة آدمية فلقى مصرعه فى هجوم شنته قوات الأمن على المعتصمين.
الرواية الثانية تقول إن حسين رفض الذهاب لأمريكا وفضل عليها التوجه للمملكة حيث الإسلام الحق، وهناك ظن أن تعاليم الرسول حاكمة وأنه لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى، وقد شجعه ظنه هذا على أن يفكر فى الزواج ليحصن نفسه وينجب الولد الذى سيكون له شأن عظيم. أراد حسين أن يتزوج من «جويرية بنت نواف البنكنوتى»، وتوجه إلى والدها لطلب يدها فلم يسمح له بدخول البيت، وإنما قابله على بعد 50 كيلو من المنزل، خشية تعرض أهل البيت للإشعاعات السامة الصادرة عن الأفريقى الوقح. فى الشهور العشرة التالية التى قضاها حسين مربوطاً فى شجرة لم تكن له أمنية سوى أن يخففوا قليلاً القيد المربوط فى يديه وقدميه وأن يزيدوا كمية الماء المقدمة له لتكون نصف كوب كل يوم بدلاً من كل ثلاثة أيام. كان حسين يتمنى أن يكتفوا بالعشرة آلاف جلدة التى نالها وألا يكملوا تنفيذ الحكم الشرعى الذى صدر ضده بالجلد 20 ألف جلدة. على أى الأحوال وافته المنية قبل إكمال الحُكم وكان من حظه الطيب أنه دُفن فى الأرض الطاهرة!.
لست أصدق أى من الروايتين وأعتقد أن حسين أوباما عاش وتعلم فى أمريكا وتزوج الأمريكية الحسناء وأنجب الرجل الذى رآه فى المنام.