بقلم :أسامة غريب
قال البعض إن السعودية لم تطالب بجزيرتى تيران وصنافير فى أى وقت من الأوقات حتى فى ذروة الحرب بين مصر الناصرية والمملكة والتى دارت رحاها على أرض اليمن، كما لم تطالب بها عندما قطعت علاقتها بمصر كرد فعل على زيارة السادات للقدس.. وقال هذا البعض إن السعودية لم تعلن لشعبها أن جزءاً من أرضها قد احتلته إسرائيل عام 1956 كما لم تخبرهم أن هذا الجزء قد عاد بعد ذلك، ولم تخبرهم أن إسرائيل عادت واحتلت أرضهم مرة ثانية عام 1967 قبل أن تعيدها إلى دولة ثالثة، لا شمبانزى لها ولا نسناس فى الموضوع، اسمها مصر بعد توقيع اتفاقية السلام. يقولون هذا ويزيدون عليه أن السعوديين لم يسمعوا باسم تيران وصنافير إلا بعد أن أقنعتهم الحكومة المصرية بأنها تخصهم، ويضيفون أيضاً بأن أهلنا فى المملكة ما فكروا فى قبول الأرض إلا بعد أن تأكدوا أن مصر قد تعتبر رد الهدية إهانة!
لكن رغم كل هذا، هناك حقائق تاريخية يغفلها البعض وهو يدافع عن أرض مصر وجزيرتيها.. من هذه الحقائق أن الحكومة حين أعلنت أن هذه الأرض تعود إلى قبيلة قريش فإن معلوماتها لم تكن دقيقة، فالجزيرتان ترجعان فى الواقع إلى خزاعة وليس إلى قريش، وأصل الموضوع أن البرنس عبود الخزاعى كان قد اعتاد أن يأخذ الفلوكة ويبحر بها إلى جزيرة صنافير مرة كل أسبوع ومعه خروف أو جدى، وهناك كان يترك كبشه عند عبدالعاطى الذى كان يدير معملاً على الجزيرة يشوى فيه الخراف، ويقوم بتجهيز المندى والمضبى والمدفون ويحيط الصوانى بالأرز والزبيب والزعفران. ويقال إنه عندما كان يعز الضأن وتشحّ الذبائح فإن عبود الخزاعى كان يذهب إلى عبدالعاطى بدون بضاعة، معتمداً على أن الأخير سوف يتصرف ويقوم بتحويل بعض فيروسات الجزيرة إلى مكبوس لحم وكباب حلبى ومعهم شوية ضُلمة مشكلة.
وقعت المشكلة حينما فوجئ البرنس عبود حين عاد ليتسلم المشاوى أن عبدالعاطى قد تصرف فى الطلبية وأعطاها لواحد من قبيلة «بكر» وأخذ منه ثلاثة من النوق الحُمر فى مقابل تسوية التيس بالرز هنا صعدت الدماء الحارة إلى نافوخ البرنس الخزاعى وقرر أن ينتقم من عبدالعاطى فجهز حملة توجهت إلى الجزيرة ثم استولت على كل القدور والطواجن قبل أن تقوم بهدم المعمل وتدمير كل المخطوطات التى كان عبدالعاطى يسجل فيها أبحاثه. بعد ذلك، توجهت الحملة إلى جزيرة تيران وأغلقوا العيادة هناك واستولوا على ما بها من قطعيات بتلو وكندوز، ثم حملوا عبدالعاطى وفريق أبحاثه إلى داخل سيناء وتركوهم يعودون إلى الجيزة سيراً على الأقدام. لما استتب الأمر للخزاعى، رفع علمه على الجزيرتين واضعاً اللبنة الأولى لممارسة السيادة على تيران وصنافير بواسطة المملكة. هذا هو التاريخ الحقيقى، أما ممارسة الألاعيب والزعم بأن الجزيرتين تتبعان قريش، فهذا ما لم يقل به أحد من الأولين ولا من الآخرين. أرجو ممن يقولون بمصرية الجزيرتين أن يأخذوا عِبرة ويفهموا التاريخ على أصوله!