البيان رقم واحد
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

البيان رقم واحد

 فلسطين اليوم -

البيان رقم واحد

بقلم :أسامة غريب

فى كل مرة أزور مدينة عربية فى بلد خليجى أجدنى أبذل جهداً ملحوظاً للبحث عن أهل البلد. أحياناً يحالفنى التوفيق وأعثر على بعضهم وأحياناً أفشل حيث يكونون مختفين تحت ركام جحافل الهنود الذين يسدون الأفق ويملأون الفراغ ويشغلون كل حيز ممكن على الأرض. بالطبع هذه ليست دعوة تحريضية ضد الهنود فى الخليج، لكنها ملحوظة تفرض نفسها علىّ وتدفعنى للتفكير فيما يكون عليه الوضع فى المستقبل لو سارت الأمور سيراً طبيعياً وظل هذا التكاثر الهندى يزداد ويطّرد.

يتحدث العربية، جميعهم يفتحون الراديو على أغان تبث من محطات فى مدراس ودلهى وتريفاندروم، ولم أدخل محل بقالة به يمنى أو سورى أو مصرى أو لبنانى.. كلهم هنود وباكستانيون وبنغاليون، ولم أر فى الشارع رجلاً عربياً واحداً، فقط كرنفالات هندية صاخبة تملأ الشوارع والميادين ومحطات الحافلات. حتى عندما أردت شراء خط تليفون وجدت العاملين بشركة المحمول كلهم هنودا، وعندما قمت بالاتصال بقسم خدمة العملاء رد علىّ موظف هندى تفاهمت معه بصعوبة بالغة رغم أننى أجيد الإنجليزية، ولم أعرف حينها ماذا يفعل الشخص الذى لا يتحدث سوى العربية. المشكلة أن الإنجليزية التى يتحدثها الهنود الذين تعاملت معهم هى إنجليزية لا تمت للغة لندن أو نيويورك بصلة، هى لغة خاصة لا يفهمها سوى أهل الخليج ولا يمكن لشخص من خارج المنطقة أن يستوعبها.

ومع وجود دور العرض السينمائى التى تضم شاشات عديدة لا تعرض سوى الأفلام الهندية ووجود المدارس والمعاهد ودور التعليم الهندية، بالإضافة إلى آلاف المطاعم التى تفوح منها رائحة الكارى، أيقنت أن بعض مدننا الزاهرة التى نتصورها مملوكة لنا نحن العرب هى فى حقيقتها مدن هندية، وأدركت أن الهنود يجاملوننا ويتركوننا نتوهم أنها مدن عربية ونتصور أننا أصحابها وأنهم عليها مجرد ضيوف. هم يَدَعوننا لأوهامنا لأنهم يدركون ببساطة أنهم فى النهاية سيرثون هذه الأرض ومن عليها وما عليها، والمسألة فقط مسألة وقت، فمن ذا الذى يستطيع اليوم أن يعيد التركيبة السكانية إلى طبيعتها ويتخلص من جانب كبير من هؤلاء. لا أظن أن دولهم النووية تسمح لكائن من كان أن يتخذ قراراً كهذا، ولا أظن أن هذا مرغوب فيه، حتى بعد أن ألف الناس الحياة الناعمة التى يقوم فيها الهنود عنهم بكل الأعمال. وأخشى أن الكابوس قد يأتى إذا صادفنا ظروفاً كالتى حدثت فى الرواية الإنجليزية الشهيرة عندما أصبح خادم العائلة الأرستقراطية هو السيد، بعدما قذفت بهم الأمواج إلى إحدى الجزر، وكان الخادم هو الوحيد القادر على العمل فأصبح هو شيخ الجزيرة القادر على الصيد والقنص والطهو وإطعام الرعية. كما أخشى أن أصحو فى يوم من الأيام على صوت المذياع يعلن البيان رقم واحد وفيه أن القائد الملهم ممتاز خان أو شابور سينج أو مهراتا كابور قد نزل على إرادة جماهير الأمة ووافق أن يتولى الحكم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيان رقم واحد البيان رقم واحد



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday