قلة أدب
آخر تحديث GMT 16:49:12
 فلسطين اليوم -

قلة أدب

 فلسطين اليوم -

قلة أدب

بقلم أسامة غريب

لقد كنا فى السابق قبل اختراع المحمول نظن أن قزقزة اللب أثناء عرض الفيلم هى أعلى مراتب قلة الذوق.. حدث ذلك فى الزمن الذى كان فيه من يهمس داخل السينما إلى مَن بجواره يشعر أنه يرتكب ذنباً كبيراً، واليوم أصبحنا نتحسر على تلك الأيام بعد أن أصبح الحديث فى المحمول أثناء عرض الفيلم تصرفاً عادياً يمارسه الأوغاد دون حرج أو إحساس بالذنب. الغريب أن المسؤولين عن دور العرض ينهضون بمنتهى القوة لفرض النظام داخل الصالة حين يتعلق الأمر بأشياء تخص البيزنس وتشغيل الكافيتريا، فهم لا يتسامحون بالمرة مع محاولات إدخال سندوتش أو قطعة حلوى جلبها المتفرج معه من الخارج، ولا يخجلون من وضع لافتة كبيرة تحذر الجمهور من إدخال مأكولات أو مشروبات إلا فى حالة شرائها من كافيتريا الدار! أما استعمال المحمول داخل الصالة فلا جناح عليه وكذلك التهريج وتبادل النكات والإفيهات بين الشباب.

لكن مما يعزى المرء أن هذه الأشياء التى تنغص على المتفرج وتمنعه من المشاهدة الهادئة ليست جديدة ولا وليدة هذا الزمان.. صحيح أنها كانت موجودة بأشكال تزيد أو تقل حدتها تبعاً لظروف الزمن وأخلاق أبنائه، إلا أجدادنا قد عانوا أيضاً من أشياء لا تخطر على بالنا اليوم. وقد قرأت مقالاً قديماً للمخرج محمد كريم (1896-1972) أعرب فيه عن كراهيته الشديدة للطربوش بسبب تأثيره السيئ على مشاهدة الأفلام، وكان مما قاله رائد الإخراج: الطربوش كالتمثال الصامت، جميل رائع، لكن جماله سلبى ومعانيه لا وجود لها، وأنا أنقم على الطربوش جموده، وهو فوق ذلك مصدر من مصادر ضيق النفس وسبب لإزعاج الغير فى دور السينما، وهذا هو بيت القصيد، وإنى أعد لبس الطربوش فى دور السينما سبب قلق وإزعاج خاطر، وأذهب بعيداً وأقول إنه نقص فى الأخلاق، لأن الشخص أو الشخصين اللذين لا يحلو لهما الهمس فى دار من دور السينما إلا وهما لابسان الطربوش، إنما يتعمدان حرمانى وحرمانك من الفائدة أو المتعة التى أتينا من أجلها، فهما فى الحقيقة تنقصهما الأخلاق. إن السيدة فى أوروبا تخلع قبعتها إذا ذهبت إلى مسرح أو سينما. ومع ما فى خلع قبعة السيدة ولبسها بعد ذلك من تعب وإجهاد ووقت، فإنها لا تتردد فى خلع قبعتها احتراماً لشعور الجالسين فى الصفوف التى خلفها..أما هنا فإنه يعز على الكثيرين أو يتعمد الكثيرون ألا ينزعوا طرابيشهم ولهم فى ذلك حجج وأعذار من السخف أن نعتد بها أو نقيم لها وزناً، فالبعض يفضل أن يلبس الطربوش لأنه لا يتفق مع وقاره أن يبدو عارى الرأس، والبعض يعتذر بزكام أو برد طارئ، والبعض يرى أن منظره بالطروش أجمل منه بغيره، أو ليخفى صلعته اللامعة أو لأسباب أخرى تافهة يزنها بميزان عقليته.

هذا ما كتبه محمد كريم منذ ما يزيد على 80 سنة، وقد عبّر عن مرارته كعاشق للسينما ممن يحولون بين الناس وبين الاستمتاع بمشاهدة الفيلم فى دار العرض.. وهكذا لكل زمن متاعبه ومنغصاته، وتعددت الأسباب ولكن قلة الأدب واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلة أدب قلة أدب



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday