نحن الضحايا
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

نحن الضحايا

 فلسطين اليوم -

نحن الضحايا

بقلم أسامة غريب

كنت أشرب الشاى فى «بيت الشاى الروسى» بمدينة نيويورك فى حضور مجموعة من المثقفين والصحفيين الأمريكان. كان الحديث يدور حول حل الدولتين الذى يسعى نتنياهو لوأده وجعله مستحيلاً، ولم يفتنى قاصداً أن أذكّر الجميع بالعدوان الذى تقوم به إسرائيل بشكل دورى على قطاع غزة بحيث تجعل الحياة جحيماً على الدوام، عندما انبرى أحد الصحفيين اليهود بقطع كلامى محاولاً تسجيل نقطة لصالحه. سألنى بتحدٍ: بلغنى أن لديكم فى مصر أناسا ينكرون الهولوكوست، وأخشى أن إدانتك المريرة للعمليات الإسرائيلية ضد الإرهابيين فى غزة قد تشى بأنك من الممكن أن تكون من هؤلاء الذين ينكرون المحرقة؟

شعرت باستياء شديد من السؤال ومن الأسلوب الماكر فى توجيه دفة الحديث. قلت له: لست أعرف حجم ما فعله هتلر باليهود على وجه الدقة، وإن كنت قد قرأت بطبيعة الحال عن جرائم النازى بحق اليهود فى أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.. ولاشك أننى أدين بكل قوة أى جريمة ضد الإنسانية يرتكبها أى أحد بحق اليهود وغير اليهود. انفرجت أساريره قليلاً غير أننى عاجلته: ولكن من المؤسف أن الذين نجوا من الهولوكوست وأفلتوا من محرقة هتلر توافدوا على أرضنا فى فلسطين فاحتلوها وطردوا أهلها بعد أن روعوهم وارتكبوا فى حقهم المجازر فى دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما.

لم أكن وحدى صاحب هذا الرأى فى تلك الجلسة وإنما وقف معى بعض الأصدقاء العرب وأمّنوا على كلامى، الأمر الذى دفع صاحبنا للانصراف ومغادرة المكان بعدما أدرك أن حكاية الهولوكوست لن تجعله يهزمنا فى النقاش، خاصة أننا لا ننكره، لكن نؤكد أن الإسرائيليين انتقموا منا بدلاً من أن يردوا الضربة لمن أحرقوهم!

عندما يسألنى أحد عن الهولوكوست فإننى لن أتحامق وأنكره، لكن إذا لم تكن المحرقة مطروحة فلن أستدعيها أبداً لأننى لا أعمل لصالح الآلة الإعلامية للكيان الصهيونى، بل إننى سأسعى لتذكير العالم بالمجازر الإسرائيلية فى حق أبناء شعب فلسطين طوال السبعين عاماً الماضية. ليس هناك ما يدعونى لتذكير العالم بدون مناسبة بما حدث لليهود، خاصة أننا لسنا مسؤولين عنه وإنما كنا ومازلنا نتحمل الإبادة والطرد من أبناء وأحفاد ضحايا الهولوكوست.. ثم إن الإسرائيليين لم يبرز منهم أبداً من يأسى على ضحايانا فى مصنع أبوزعبل، ولا على أطفالنا الصغار الذين أذاب النابالم عظامهم فى مدرسة بحر البقر وفى معسكر قانا، كما لم نسمع أن أحدهم قد أدان إحراق أطفال غزة بالفوسفور الأبيض.

جعلنى هذا النقاش أتذكر حديثاً أدلى به البرادعى منذ سنوات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية، وكان وقتها يخوض صراعاً سياسياً ضد خصومه من الإسلاميين عندما تطوع دون مناسبة وقال لمندوب الجريدة إن خصومه فى مصر يكرهون الموسيقى كما أنهم ينكرون الهولوكوست. كان البرادعى محقاً فى مسألة الموسيقى التى يكرهها الخنفشاريون المصريون، لكنه أخطأ بالتأكيد عندما غازل أبناء العم ورفع مأساتهم فوق رأسه مجاملاً، ولعل هذا وغيره ما يجعل مثل هذا الصحفى اليهودى يستسهل أن يقحم هذا الأمر معى فى الحديث لعلّى أخضع وأحاول استرضاءه أسوة بالأفندى بتاعنا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن الضحايا نحن الضحايا



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday