بقلم : أسامة غريب
على الرغم من أن دليل العمل بالنسبة لمهنة الضيافة وخدمة الركاب على الطائرات هو مانيوال موحد، والاختلافات بين شركة طيران وأخرى بالنسبة للقواعد المنظمة للعمل تكون محدودة للغاية، فإن هناك تبايناً فى الأداء ما بين شركة وأخرى، رغم أن جميع العاملين يخضعون لنفس التدريب والتأهيل، بل إن هناك تفاوتا فى بعض الأحيان بالنسبة للشركة الواحدة ما بين رحلة وأخرى، وفى بعض الأحيان قد تعمل أطقم الضيافة بالحد الأدنى من الأفراد لعدم توافر أعداد كافية، مما يلقى عبئاً عصبياً ونفسياً على العاملين. عندما يحدث هذا فاعلم أن الإجادة بهذه الشركة إذا حدثت فهى مصادفة طيبة واجتهاد شخصى وليست وليدة نظام.
بعض الشركات العربية تستعين بعمالة خارجية من الفلبين والهند وأوكرانيا وبعض الجنسيات العربية وغيرها، لأن الشباب والفتيات بها لا يرحبون بهذا العمل وينظرون إليه بحسبانه من الوظائف الدنيا التى لا تليق بهم! لكن شباناً آخرين من بلدان أخرى تخلو من العُقد والأمراض الاجتماعية يحلمون بهذه الوظائف التى توفر السفر وشيئاً من المال.
من بين المتاعب التى يلقاها المضيفون على شركات الطيران العربية طبيعة بعض الركاب ورغبتهم فى تحدى التعليمات، وعلى سبيل المثال، فهم من بين ركاب الدنيا كلها من يسارعون بالوقوف بعد هبوط الطائرة وأثناء تحركها على الأرض فى الطريق لموضع الوقوف، وهم من يسارعون بفتح أماكن حفظ الحقائب اليدوية فى الرفوف أعلى المقاعد بينما الطائرة ما زالت تتحرك، وهم من يتزاحمون للخروج من الباب قبل غيرهم دون داع متناسين أن الجميع سيلتقون فى النهاية حول سير الحقائب!.
لكن تتبقى فى النهاية ملاحظات تتعلق بعمل المضيف أو المضيفة بوجه عام، فيمكن القول إنه عمل مرهق للغاية بدنياً وعصبياً من حيث أوقات اليقظة والنوم وتغير الساعة بين بلد وآخر، ومن حيث تأثيره على الحياة الاجتماعية لمن يمتهنه، فهو قد تفوته مناسبات عائلية كثيرة كحفلات التخرج والأعراس وأعياد الميلاد والمجاملات المعتادة وقضاء الأعياد مع الأسرة..
لهذا فإن أسباب الضيق بهذا العمل كثيرة ولا ينجح فيه إلا من يحبه.. وهنا نأتى إلى نقطة بالغة الأهمية تتعلق بطبيعة الشعوب واختلافها عن بعضها، فالشعب السويسرى على سبيل المثال هو شعب مضياف بطبعه ولا بد أن ينعكس هذا على أداء المضيفين السويسريين، أما فى بلاد أخرى فطبيعة شبابها قد تضرب مهنة الضيافة فى مقتل،لأن من يعملون بهذه المهنة لا يحبونها، وإنما يسعى إليها من يحلم بالسفر والمغامرة ويبغى مزاياها دون مغارمها، وقد ينطبق هذا على الشباب أكثر من البنات، فمنهم من ينظر لخدمة الراكب باعتبارها عملاً شائناً يفعله الواحد منهم بتأفف وقرف لا يلجئه إليه إلا الحاجة، وهو يعتبر الوظيفة خطوة مرحلية يرى فيها العالم ويجمع قرشين قبل أن يستقر على العمل الذى يحلم به! ويمكن القول إن أسوأ مضيف فى العالم هو الشاب البُرمجى الذى يرى نفسه أفضل من الركاب، وما أتعس شركات الطيران التى تستعين بهذا النوع!.