بيتى أنا بيتك 1
آخر تحديث GMT 11:58:37
 فلسطين اليوم -

بيتى أنا.. بيتك (1)

 فلسطين اليوم -

بيتى أنا بيتك 1

بقلم :أسامة غريب

كان الهواء منعشاً والمطر الخفيف يبلل الرصيف فى تلك الليلة الخريفية، وهو يسير على غير هدى فى شارع سان دينيس فى باريس. لم يعرف أين يذهب بالضبط، لكنه لم يشأ العودة إلى الفندق حيث الوحدة والصمت. توقف إلى جانب فريق من الموسيقيين المتسولين الذين لم يمنعهم البلل بالشارع من افتراش الرصيف ونصب عدة الشغل ومن ضمنها القبعة التى تتوسطهم، وفيها يضع المارة ما تيسر من الفكة لزوم شراء العشاء والشراب آخر الليل.

كان العزف بديعاً والمقطوعات التى لعبوها متنوعة وبعضها ليس سهلاً ويحتاج لتدريب!. تعجب بينه وبين نفسه من هؤلاء العازفين الذين يمتلك أغلبهم موهبة لافتة كانت خليقة بدفعهم وسط فرقة تعزف على المسرح وتقدم الفن لجمهور كبير.. لكنه استدرك وتذكر أن الأمور لا تسير هنا بالضرورة على هذا النحو، وساءه أن وجد نفسه يفكر داخل الصندوق كما تعود أهل بلده الذين يقدرون الوظيفة حتى لو فى الفن!. لا شك أن هؤلاء الناس قد اختاروا حياة الصعلكة طواعية وبدون ضغوط، وطبيعى أن الواحد منهم يجد سعادته فى الانطلاق والحرية وحياة الطيور التى تحط هنا وهناك وتغرد أنى يحلو لها. سرح بخياله فى حياته وتمنى لو كان بإمكانه أن يمضى بقية عمره مع هؤلاء الناس، يلف ويدور ويسافر ويبيت كل يوم فى مكان مختلف ويعيش فى سلام لا يؤذى أحداً فى هذه الدنيا ولا يؤذيه أحد.. لكن حتى هذه الأحلام البسيطة التى ليس بها رغبات فى الصعود والترقى وجنى المال ومن ثم الاصطدام بطموح آخرين.. غير ممكنة!.

واصل تسكعه بالشارع ومضى يشوط علبة بيبسى فارغة ثم يطاردها ليركلها من جديد ثم يجرى وراءها فتقفز العلبة فى الشارع فيندفع خلفها تاركاً الرصيف، وإذا بسيارة مسرعة تدهس العلبة على بعد سنتيمترات من قدمه الممدودة التى كاد يفقدها فى لحظة عبثية. تلقى شتائم السائق الفرنسى فى صمت وعاد إلى الرصيف من جديد.. ولا يدرى لماذا قفزت إلى ذهنه فى هذه اللحظة حكاية غابت عنه منذ سنوات.. رأى نفسه طفلاً مع أصدقائه فى الشارع يجمعون أغطية زجاجات البيبسى ويقومون بفردها ثم يعملون من الصفيح المفرود كراسى ومناضد..

كانت المشكلة أنهم يفردونها بوضعها فوق قضبان الترام الذى يعبر شارعهم، وبعد أن يمر الترام يأخذون فى جمع المحصول. المشكلة فى هذه المرة الأخيرة أن المحصول كان يضم ساق صاحبهم أنور التى بترها الترام!. غشيت نفسه كآبة لدى تذكره الحكاية القديمة التى شهدها بعينيه، ثم بدأ يغنى فى الشارع بصوت عال. أعجبه صوته وكان جميلاً فعلاً وتحسر للمرة الألف لماذا لم يسع ليكون مغنياً ما دام يحب الغناء إلى حد إزعاج الناس فى الشارع الذى أخذ يكسوه الهدوء فى باريس آخر الليل؟ لقد كان يحب الرياضيات ولم يصبح مهندساً، ويحب الفلاحة ولم يأخذ قطعة أرض ويزرعها، ويحب السينما ولم يدرسها. أحب أشياء كثيرة وبرع فى أغلبها لكنه ما اشتغل بشىء منها وأسلم نفسه للناس فصار طبيباً كما أرادوا له!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيتى أنا بيتك 1 بيتى أنا بيتك 1



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday