عبدالناصر لم يكن فقيراً
آخر تحديث GMT 16:54:54
 فلسطين اليوم -

عبدالناصر لم يكن فقيراً

 فلسطين اليوم -

عبدالناصر لم يكن فقيراً

بقلم أسامة غريب

كنت أجلس مع أحد الأصدقاء نتحدث، وجاءت سيرة جمال عبدالناصر، فانبرى هذا الصديق يعدد مآثره ويذكر فصولاً من أمجاده وفضائله، حتى قال: يكفى أنه عاش فقيراً ومات فقيراً ولم يجدوا بعد رحيله فى خزانته غير جنيهات معدودة، وفى حسابه البنكى إلا مبلغاً تافهاً. ورغم أن صديقى هذا كان يبالغ فيما ذكر من فضائل وأمجاد، وكان يَسْهل الرد على الكثير مما قاله وتفنيده، إلا أننى عبرت كل كلامه إلا الجزء الخاص بعبدالناصر الفقير..

هذا الجزء لم أستطع ابتلاعه أبداً، لأنه غير صحيح، على الرغم من شيوعه وترديده الدائم بواسطة الدراويش. عندما يكون كل أغنياء المدينة روحهم فى يدك، تستطيع أن تتركهم لحالهم، وتستطيع بإشارة واحدة أن تسجنهم وتجردهم مما يملكون، فما حاجتك لأن تكون غنياً مثلهم؟ ما حاجتك إلى المال إذا كنت تحوز كل ما يستطيع المال شراءه؟.. إن الناس تبحث عن الثروة لأنها تجلب النفوذ والمهابة والاحترام. الناس تريد أن تكون غنية فى وطن كوطننا حتى تصون قفاها من أن يتم انتهاكه، والرئيس عبدالناصر لم يكن رصيده فى البنك كبيراً لأنه لم يكن يستعمل النقود!. كانت ميزانية الرئاسة تتكفل بنفقات الأكل والشرب واللبس والمصيف والسيارات والموبيليا وكل شىء تحتاجه العائلة. عبدالناصر لم يكن عاشقاً للمال لكنه كان محباً للسلطة، والسلطة جلبت له كل ما يشتريه المال. عبدالناصر لم يكن عاشقاً للمال، ومع ذلك لم يعش حياة الفقراء، فقد كان يسكن فى فيلا بالقاهرة، ويصيف فى المنتزه والمعمورة مع الأكابر، وقد حكت ابنته منى فى برنامج تليفزيونى عن الفرح الأسطورى الذى أقامه لها، وفيه حضر كل الفنانين والمطربين والراقصات الذين لا يستطيع إحضارهم سوى الأغنياء جداً من البشر. صحيح أنه كان يأكل الجبنة البيضاء الدمياطى ويصطحبها معه فى سفراته، لكنه كان يفعل هذا لأنه يحبها وليس لأنه يعجز عن شراء اللحم. إن أحداً من أبنائه لم يقف فى طابور الجمعية ليحصل على دجاجة حتى نقول إنه كان فقيراً.

إن الرئيس الفقير بحق هو «خوسيه موخيكا»، رئيس الأوروجواى السابق الذى كان يركب سيارة فولكس موديل 87 وهو رئيس جمهورية، وقد فتح باب القصر الرئاسى للمشردين ليشاركوه سكناه عندما امتلأت مراكز الإيواء، أما عبدالناصر فقد بنوا له أسانسيراً داخلياً فى البيت عندما أصيب بمتاعب فى القلب حتى لا يصعد بضع سلالم ليصل لغرفة النوم. ستقول: وهل تستكثر على الرئيس مصعداً داخل البيت؟ وأقول: أنا لا أستكثر شيئاً.. من حق الرئيس أن يعيش حياة لائقة ولا يتعرض للضغوط التى يقاسيها الفقراء، ولكن بالله عليكم لا تستعبطوا وتتحدثوا عن الرئيس الزاهد المتقشف لأنه لو كان كذلك لما أصبح أبناؤه مليونيرات وزوج إحدى بناته مليارديراً. ستقولون إنهم لم يثروا فى عهده، وأنا أصدّقكم لكنى أكرر أنهم كانوا يحصلون على كل ما يشتريه المال دون أن يكون فى حساباتهم أموال!.. عبدالناصر ترك مناخاً فاسداً يساعد أبناء الرؤساء وأشباههم دون غيرهم من أبناء مصر على أن يغتنوا عندما تتغير الظروف.. وهو ما حدث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالناصر لم يكن فقيراً عبدالناصر لم يكن فقيراً



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday