وداعاً للهوان
آخر تحديث GMT 21:02:01
 فلسطين اليوم -

وداعاً للهوان

 فلسطين اليوم -

وداعاً للهوان

بقلم :أسامة غريب

كان ظهور صلاح جاهين فى الخمسينيات بمثابة ثورة فى كتابة الأغنية. قبل جاهين كان الشعراء يلفون ويدورون حول معنى واحد رئيسى لا يتغير هو تمجيد الذل والهوان فى الحب، وتعظيم قيمة السماح والغفران للحبيب الغادر، مع بيان صور من قسوة المحبوب وهجرانه ومقابلته للحب بالصد والترفع.

وكنموذج لهذا غنى عبدالوهاب: أحبه مهما أشوف منه، وغنت أم كلثوم: عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك، كما قال فريد الأطرش: الحب من غير أمل أسمى معانى الغرام.

لهذا كان خروج صلاح جاهين على الناس بكلام جديد ومختلف شيئاً بالغ الأهمية، من ذلك أغنيته التى شدت بها فايزة أحمد من ألحان كمال الطويل وعنوانها: «ياما قلبى قال لى لأ»، وهى أغنية كشفت ليس فقط عن براعة جاهين كمؤلف مبدع، وإنما أيضاً عن عظمة كمال الطويل فى لحنه البسيط الآسر. تقول الكلمات: ياما قلبى قال لى لأ.. وأنا ألاوعه. لما قلبى انشق شق.. قلت أطاوعه. كلمة منّى.. كلمة منّه.. اللى خاننى تُبت عنه. حتى لو يوم قلبى رق مش ح اطاوعه». أرأيتم كيف تغلبت الحبيبة على مشاعرها وكيف امتلكت زمام نفسها وأخذت القرار بعدم الغفران والسماح؟..

تمضى الغنوة الجميلة بعد ذلك «كل نوبة بتوبة ويقول لى سماح. يبقى قلبى يقول لى لأ دا خاين. أنسى حسرة قلبى وأطوى له الجناح، والدموع تجرى وغدرى ف عينه باين. أنسى ساعة ما يصافينى، وأفتكر لما يجافينى. خللى حبى لحد تانى، حد يستاهل حنانى. حتى لو يوم قلبى رق. مش ح اطاوعه» تتحدث الفتاة المغدورة عن الآلية التى تتم بها معالجة الأمر كل مرة، حيث يخطئ الحبيب فى حقها ثم يأتى معتذراً طالباً العفو ومطمئناً إلى تسامحها اللا نهائى.. لكنها تفاجئه هذه المرة وتعلن أنها لا تصدق حججه الكاذبة ولا تطمئن إلى صدق توبته، فتقوم بشحن نفسها بالغضب وتتعمد نسيان ساعات الصفاء والود، وتتذكر فقط أوقات الجفاء حتى تسهّل على نفسها القرار الصعب وتقنع نفسها بصحته. وتُكمل فايزة أحمد: «لو مشيت لى خطوة ح ابعد خطوتين، ياللى من غير قلب سيب قلبى ف عذابه. كنت فين من بدرى قل لى كنت فين، وإحنا الاتنين حبنا لسه ف شبابه. دبلت الوردة الجميلة، ما بقاش فى يدى حيلة.. خللى حبى لحد تانى....».. هنا تستكمل الحبيبة عزمها على المضى فى سكة الهجر المضاد بلا رجعة.

وفى المقطع الثالث، تشدو فايزة قائلة: «يا ليالى خبّى حبى، فى بحورك البعيدة يا ليالى. أنا حبيته وما قدرتش أخبى، وعاهدته وهو خيّب لى آمالى. بكرة حا يجرب أسايا، وأنا باتهنى بهوايا. خللى حبى لحد تانى، حد يستاهل حنانى. حتى لو يوم قلبى رق مش ح اطاوعه».. هنا تتجلى خيبة أملها فى الرجل الذى وثقت به فخذلها، لهذا فهى تتوعده بأنه سيشرب مما سقاها ويجرب الأسى والخيبة فى الحب.. فى الوقت الذى ستكون فيه قد التقت بحبيب آخر يعوضها ويمنحها ما تستحقه من هناء وسعادة!

رحم الله العظيم صلاح جاهين ورحم فايزة أحمد وكمال الطويل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً للهوان وداعاً للهوان



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday