الكاظمون الغيظ
أخر الأخبار

الكاظمون الغيظ

 فلسطين اليوم -

الكاظمون الغيظ

بقلم أسامة غريب

لو أن شخصاً أغاظك أو ضايقك بشكل شخصى، فمن الطبيعى أن تضايقه وتنكد عليه بشكل شخصى، أى أن ترد التهكم بتهكم والسخرية بسخرية، لكن ليس من العدل أن تسىء إليه فى مكان عمله مثلاً، أو أن تسعى فى حصوله على جزاء إدارى لا علاقة له بالخلاف الشخصى بينكما، أو أن تنثر الأقاويل حول زوجته وتسىء إلى سمعتها لمجرد أنه أحرجك أمام الآخرين. إنك إذا تصرفت على هذا النحو وتصورت أنك ثأرت لنفسك وانتهى الأمر فسوف تكون مخطئاً، ليس فقط لأنك ستكون قد ارتكبت إثماً سوف يثقل ضميرك ومارست الظلم بحق من لا يستحق، وليس كذلك لأنك ستدفعه للغضب والرد المضاد، ولكن لشىء أخطر من ذلك. هذا الشىء هو أنك ستكون مضطراً لتبرير ما فعلت أمام كل من يتوجه إليك متسائلاً: لماذا فعلت بفلان ما فعلت؟.. ستجد نفسك دون أن تدرى تنحدر إلى طريق رهيب من الخسة والافتراء لا أعتقد أنك كنت تقصده من البداية.. ولا أظن أنك سوف تصارح الناس بحقيقة الأمر وتقول لهم إن فلاناً قد أغاظك أو سخر منك فاضطررت إلى إيذائه فى لقمة عيشه، لكنك حتى تبرر فعلتك ستنسب إليه أفعالاً شائنة لم يفعلها وجرائم لم يرتكبها، كما أنك ستلصق به صفات أنت أول من يعلم أنه بعيد عنها.. كل هذا ستفعله للدفاع عن نفسك وعن موقفك الخاطئ، وستجد نفسك فى النهاية قد ارتكبت جريمة بشعة فى حق إنسان برىء، فقمت بتلويث شرفه وتحطيم سمعته لتأكيد أن ما فعلته به كان مستحقاً أو أقل مما يستحق!.

لهذا فإن وعد الله للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس بالجنة هو وعد جميل، لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن كظم الغيظ ليس بالأمر الهين، ويعلم أن الاستسلام للانفعال والاستجابة لدواعى الغضب هو أمر مريح نفسياً وأسهل بكثير من تحكيم العقل والارتفاع فوق الصغائر.

غير أن القليل من الناس هم من يستجيبون لكبح جماح النفس الغاضبة، أو على الأقل الاكتفاء بأن يكون رد الفعل مساوياً للفعل.. وقد برر لى أحد الأشخاص ذات يوم افتراءه على زميله وإلحاق أفدح الضرر بمسيرته المهنية وسمعة عائلته فى آن واحد تبريراً عجيباً، إذ قال لى: لقد كان دائم السخرية منى والتنكيت علىَّ أمام الزملاء، وأنا لا أملك طلاقة لسانه ولا خفة دمه حتى أرد عليه بالمثل، فماذا أفعل؟ وجدت نفسى أسعى بالدس والوقيعة بينه وبين الرؤساء فى العمل حتى نجحت فى حرمانه من ترقية كان يستحقها، وعندما وُوجهت بما فعلت لم أجد أمامى سوى أن أضيف إلى كومة الأكاذيب كذبة جديدة فاتهمته بتسريب أسرار المكتب للمنافسين، ولم أتوقف عند هذا الحد لكنى قمت بإطلاق الشائعات بحق زوجته أيضاً!.. ثم أضاف: لا أنكر أننى نادم، لكنى لا أستطيع التراجع، فالتراجع قد يكلفنى وظيفتى، غير الصورة السيئة التى سيرانى عليها الناس!.

هكذا تبدأ الإساءة بسيطة نسبياً وتهدف إلى تسجيل هدف فى مرمى الخصم، ثم تتدحرج الكرة وتخرج الأمور عن السيطرة عندما نُسأل عن أسباب ما فعلنا فنضطر للكذب والتشنيع والاغتيال المعنوى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاظمون الغيظ الكاظمون الغيظ



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 07:01 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز توصيات لجنة الوبائيات الوطنية في فلسطين

GMT 15:23 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

مؤشرات تدل على تأخر نمو الأطفال تعرفي عليها

GMT 16:34 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ أجمل الفنادق التي يملكها النجوم في العالم

GMT 05:35 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ادعيس يعلن صندوق الزكاة أنفق أكثر من 20 مليون دولار

GMT 10:00 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الداخلية يبحث مع نظيره الروماني تعزيز التعاون

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday