السلاح الملعون
آخر تحديث GMT 15:59:33
 فلسطين اليوم -

السلاح الملعون

 فلسطين اليوم -

السلاح الملعون

بقلم :أسامة غريب

تقوم الولايات المتحدة بتسليح إسرائيل، كما تقوم فى الوقت نفسه بإمداد الدول العربية بالسلاح، فى مفارقة لافتة للنظر ولا شك أن أمريكا ما كانت لتسلح العرب لولا تأكدها من أن السلاح الذى تقدمه لهم لن يقتل غير العرب والمسلمين، ولن يتم توجيهه أبداً نحو إسرائيل! وعلى الرغم من هذا اليقين، فإن الأمريكان لا يغامرون بمنح العرب السلاح المتطور نفسه الذى يزودون به الكيان الصهيونى، لكن يقدمون للعرب السلاح منزوع الدسم، محدود الفاعلية، الخالى من التكنولوجيا الراقية. والحقيقة أن تزويد الغرب الاستعمارى للعرب بالسلاح قد بدأ فى أوائل القرن التاسع عشر عندما قامت فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية بتسليح محمد على بعد اعتلائه عرش مصر.

فى ذلك الوقت لم يتم تزويد الباشا بالسلاح فقط، لكن بنوا له ترسانة بحرية لبناء السفن، ومصانع للذخيرة وتصنيع السلاح. والغريب أنهم لم يضنّوا عليه بالسلاح المتطور كما تفعل أمريكا اليوم، ولكن قدموا له أحدث ما وصلوا إليه، ولم يخشوا من حيازته سلاحاً يماثل ما بحوزتهم، ربما لاطمئنانهم لتوجهات الرجل وثقتهم فى أن هذا السلاح لن يستخدم إلا ضد العرب والمسلمين.

والحقيقة أن الرجل لم يخيب أملهم بعد تجنيده لأبناء الفلاحين وتكوينه جيشاً شديد البأس، فأرسل ابنه إبراهيم باشا إلى الجزيرة العربية عام 1816، حيث قمع الحركة الوهابية، وأنهى حكم الدولة السعودية الأولى، واحتل الدرعية عاصمة ملكهم. بعد ذلك توجه جيش محمد على إلى السودان ليقمع تمرداً وقع هناك، فأنشأ مدينة الخرطوم، وعمل على تأمين منابع النيل. حتى ذلك الوقت لم تكن لمحمد على مشكلة مع الغرب، إذ إن الأراضى التى فتحها وأطلق عليها مدافعه وبنادقه كانت أراضى العرب والمسلمين، والدماء التى أسالها فى غزواته ومعاركه كانت دماء أهله!. بدأت المشكلة حينما قاتل بقواته فى اليونان إلى جوار السلطان العثمانى، وحارب فى «المورة»

ونالت نيرانه من الأوروبيين اليونانيين وابتعدت للمرة الأولى عن قتل العرب والمسلمين، وهذا ما لم يكن من الممكن قبوله!. فقد محمد على إذن حظوته ودلاله عند الغرب بعد أن تجاوز الدور المرسوم له وبعث أسطوله بقيادة إبراهيم باشا ليحارب إلى جانب الأسطول العثمانى ومعهما الأسطول الجزائرى فى خليج نوارين. ومما يجدر تأمله أن المتحدثين عن محمد على لا يتطرقون إلى هذا الجانب المهم فى فهم مساعدة الغرب له ثم انقلابهم عليه. لقد تركوه يشق فى لحم الدولة العثمانية وتركوه يقاتل فى الحجاز ونجد وفى السودان وباركوا جميع خطاه، فلما امتدت يده إلى اليونانيين قطعوها وأغرقوا أسطوله فى نوارين ثم قاموا بتحجيمه وإعادته إلى قواعده فى مصر، وفرضوا على جيشه قيوداً أضعفته وأنهت أسطورته.

فلعل العرب الذين ينفقون ثروات شعوبهم على تكديس السلاح يدركون أن السلاح المستورد إنما هو مخصص من أجل أن نقتل به بعضنا البعض وليس مخصصاً للدفاع ضد الأعداء ولا لنصرة الأشقاء.. وكيف يكون ضد الأعداء إذا كانت إسرائيل تشارك فى تصنيعه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلاح الملعون السلاح الملعون



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday