لبنان يختار رئيساً
آخر تحديث GMT 21:08:42
 فلسطين اليوم -

لبنان يختار رئيساً

 فلسطين اليوم -

لبنان يختار رئيساً

بقلم : أسامة غريب

أخيراً اختار لبنان رئيساً له، وأصبح ميشال عون هو الرئيس رقم 13 بعد أن ظل المنصب الرئاسى شاغراً منذ 25 مايو 2014، وهو تاريخ انتهاء ولاية ميشال سليمان. ومعروف أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية هى أعجوبة الأعاجيب بسبب نظام المحاصصة الطائفية، الذى تَوافق عليه زعماء الطوائف اللبنانيون، ولا يرغبون فى تغييره. يتم انتخاب الرئيس عن طريق الاقتراع السرى بأغلبية الثلثين من أعضاء البرلمان، أى أن النواب هم الذين يختارون للشعب رئيسه، والأكثر طرافة أن هؤلاء النواب الذين اختاروا الرئيس عون لم ينتخبهم أحد، إذ إن عضويتهم التى تستمر أربع سنوات قد انتهت فى 7 يونيو 2013، وبدلاً من إجراء انتخابات نيابية جديدة، فإن الأعضاء الموقرين اجتمعوا قبل نهاية مدتهم بأسبوع واحد، ومدّدوا لأنفسهم العضوية النيابية، وأصبحوا نواباً دون أن يأخذوا رأى الشعب، بحجة أن البلد يعيش ظروفاً استثنائية! بعد ذلك عجز النواب- الذين لم ينتخبهم أحد- عن التوافق على اسم الرئيس بسبب تدخل الأطراف الدولية والإقليمية التى تقف وراء الكتل النيابية، فمَن يقبل به حزب الله يرفضه تيار المستقبل، ومَن يرضى به حزب الكتائب ترفضه حركة أمل، وهكذا. عامان ونصف العام من العناد والمكابرة التى لم يُنهها سوى أن السعودية نفضت يدها من لبنان، وتوقفت عن دعم سعد الحريرى، الذى كانت قد هيأته لمناوأة حزب الله والتصويت ضد مَن يختاره.

والحقيقة أن هناك أصواتا لبنانية كثيرة ارتفعت، مطالبة بأن يكون الاختيار للشعب اللبنانى مباشرة بعيداً عن مجلس النواب وبديلاً لفكرة التوافق، التى تجعل الرئيس يصل إلى مقعده وهو فى حالة ضعف بالغ بسبب الفواتير التى يتعين سدادها لمَن تنازلوا وصوَّتوا له. لكن من الواضح أن زعماء الطوائف لا يتحمسون للفكرة، التى قد تسلبهم نفوذهم وتحمل رئيساً قوياً من اختيار الشعب إلى قصر بعبدا. 

وإذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن الرئاسات اللبنانية تنقسم إلى قسمين: الأول خلال فترة ما قبل الاستقلال، بداية من شارل دباس، الذى تم انتخابه عام 1926 حتى إميل إدة، الذى تم تعيينه عام 1943.. وفى هذه الفترة كان الفرنسيون هم الذين يختارون للبنان رئيسه سواء المنتخب أو المعين!.. أما فترة ما بعد الاستقلال، والتى بدأت فى 22 نوفمبر 1943 بانتخاب الرئيس بشارة الخورى، فقد كان مجلس النواب هو الذى يجتمع لاختيار الرئيس. والحقيقة التى لا مفر منها هى أنه لا يوجد فارق كبير بين عملية اختيار الرئيس تحت الاحتلال أو بعد الاستقلال، 

ونستطيع أن نقرر أنه باستثناءات بسيطة، فإن اختيار الرئيس فى فترة الخمسينيات والستينيات كان يتم برضا جمال عبدالناصر، أما فى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات فقد كان الرئيس السورى حافظ الأسد هو الذى يختار رئيس لبنان، باستثناء بشير الجميل، الذى كان اختياراً إسرائيلياً، وهو على أى حال قد قُتل قبل تسلمه مهام منصبه، وكان قتله من أهم أسباب مذبحة صبرا وشاتيلا.

أما بالنسبة للرئيس ميشال عون، الذى حارب سوريا وصالحها وخاصم حزب الله ثم تحالف معه، فنستطيع أن نقرر أن اختياره كان انتصاراً إيرانياً، ما كان له أن يتحقق لولا أن السعودية رفعت يدها عن لبنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يختار رئيساً لبنان يختار رئيساً



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday