المينى بار
آخر تحديث GMT 16:49:12
 فلسطين اليوم -

المينى بار

 فلسطين اليوم -

المينى بار

بقلم : أسامة غريب

كنت فى فندق خارج مصر منذ أسابيع قليلة ووجدت نفسى أفتح الثلاجة الصغيرة التى يضع بها الفندق زجاجات الماء والعصائر وبعض قطع الشوكولاتة والبسكويت، ولقيتنى أسحب زجاجة ماء وكيس فول سودانى. عندما بدأت فى تناول حبات الفول عبرتنى فكرة مفاجئة أخذت بعدها فى الضحك المتصل.. ضحكت على هذا السلوك الجديد الذى لم أكن أفعله فى السابق، فلقد عشت زمناً طويلاً أضحك مع الأصدقاء على الزبائن المغفلين الذين ينزلون بالفنادق ثم يتناولون الأشياء السخيفة التى يمتلئ بها المينى بار، وعند الحساب يدفعون مبلغاً كبيراً ثمناً للبلادة والغفلة التى منعتهم من النزول أسفل الفندق والحصول من البقال على كل ما يريده المرء بقروش قليلة.. إذ من المعلوم أن ثمن زجاجة ماء واحدة بالفندق يساوى كرتونة ماء كاملة عند البقال، ومن الممكن أيضاً لمن شاء أن يتصل بالبقال ليحمل إليه ما شاء من سلع إذا لم يكن الفندق يضع قيوداً على ذلك!.

وبطبيعة الحال لا ينطبق التنظير السابق على ما قد يطلبه المرء من مأكولات ووجبات بالفندق، حيث إن بعض الفنادق يقدم طعاماً متميزاً يستحق ما يُدفع فيه. وفكرة المينى بار هى نفسها فكرة البقال الموجود أسفل المسكن فى كل بلاد العالم والذى لا يتنافى وجوده مع وجود محال السوبر ماركت العملاقة.. فى الماركت الكبير تكون السلع أوفر والأسعار أرخص.. أما البقال المجاور فهو للكسالى أو للمضطرين ليلاً ولذلك فإن أسعاره دائماً أغلى.. ولهذا رزقه ولذاك رزقه أيضا. لكن ها هى السنون تمر وأجد يدى تمتد إلى الثلاجة لآخذ منها ما يضعنى مع التنابلة فى صف واحد.

ما الذى حدث؟ هل فت الزمن فى عضدى وأصبحت أركن إلى الكسل مثلما يفعل من كنت أضحك عليهم؟ ليس للحالة المادية دخل فى الأمر، فلم أكن معدماً حين كنت أنزل لأتمشى فى الشارع وأشترى مستلزمات التسالى والقزقزة. لا شك أن الأمر لا يأتى بغتة، لكنه يحدث بهدوء وبطء.. فى الأول يكون الإنسان وافر الطاقة شديد النشاط، ويكون رصيده من الصحة والقوة أكبر غالباً من الرصيد فى البنك، ومن ثم يصرف الإنسان مما لديه ويفعل بنفسه كل الأشياء التى يرى مَن دونه سناً وفتوة يستخدمون آخرين فى قضائها لهم. ثم يبدأ إيقاع الحياة اللاهث فى الإبطاء شيئاً فشيئاً، ويجد الإنسان نفسه يعتذر لأصدقائه عن الخروج ويفضل قضاء السهرة بالبيت، ثم يستسهل استعمال السيارة بداع وبدون داع، ويعتاد قلة المجهود الحركى ويقضى جالساً وقتاً أطول، ثم يصبح السير مسافات طويلة ضربا من الماضى السعيد. فى هذه الأثناء لا يتوقف عن السفر للخارج ولا النزول فى الفنادق، لكن يظل فتح المينى بار من الممنوعات، ذلك أنه قد ارتبط فى الذهن بالخيبة والترهل التى يحرص المرء على دفعها عن نفسه.

لكن اليوم يبدو أننى بدأت عهداً جديداً اختلفت فيه الحسبة، فأصبح توفير الطاقة الحركية والذهنية أكثر فائدة حتى بالحسابات المادية، لأن فى ذلك صيانة للقدرة التى لم تعد وافرة كالسابق، وهى فى النهاية التى تجلب المال الذى يغطى نفقات الحياة.. ومن ضمنها كيس الفول السودانى الموجود داخل المينى بار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المينى بار المينى بار



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday