عُشاق الطعام القذر
آخر تحديث GMT 15:59:33
 فلسطين اليوم -

عُشاق الطعام القذر

 فلسطين اليوم -

عُشاق الطعام القذر

بقلم : أسامة غريب

تجتاح مصر ظاهرة جديدة لم تعرفها إلا فى السنوات الأخيرة، وهى ظاهرة الشهرة المدوية التى حصلت عليها مطاعم شعبية كانت موجودة طوال الوقت دون أن تحظى بأهمية استثنائية، أو أن تكون مقصداً لعلية القوم. كان الموسرون من الطبقة العليا يفضلون تناول الطعام فى المطاعم التى تقدم الطعام الغربى، سواء فرنسى، سويسرى، إيطالى، جريجى.. وكان أغنياء التجار وأفراد الطبقة المتوسطة يجدون كل السعادة فى ارتياد مطاعم الكباب، وبالذات المشهور منها فى وسط البلد.

لكن فى السنوات الأخيرة، بدأت ظاهرة ابتدعها الشباب «الكول»، وهى الإقبال على المطاعم الشعبية التى تقدم الكبدة والسجق وغيرهما، وهم عندما فعلوا هذا فإنهم لم يتناولوا طعامهم فى صمت وإنما استخدموا وسائل التواصل الاجتماعى كماكينات دعاية شديدة الفاعلية فى دعم بعض هذه المطاعم والتعريف بها على أوسع نطاق، حتى بدأ الذين لم يذهبوا إلى مطعم «فوزى تلوث» أو مطعم «عباس النتن» يشعرون بالتخلف عن ركب الحياة الجديدة.

ولعلنا نلاحظ أن مناخ الغلظة والبذاءة والمباهاة بتدهور الإحساس قد دفع بمجموعات الشباب إلى الالتقاء بهذه الأماكن، باعتبارها قادرة على إطعامهم وتغذية الجموح والشوق إلى التمرد فى داخلهم..

ومن هؤلاء انتقلت العدوَى إلى أهاليهم، فصرنا نرى عائلات محترمة تشد الرحال فى المساء لتقضى السهرة على رصيف قذر فى حارة طافحة بالمجارى ليحظوا بشرف الذهاب للمطعم الشهير ويتناولوا الطعام من أيادٍ لا يغسلها أصحابها حتى بعد دخولهم الحمّام! ولعل من أسباب تزايد شهرة هذه الأماكن وضخ المزيد من المعجبين إليها أن بعض الفنانين ولاعبى كرة القدم أصبحت هذه الأماكن هى مطاعمهم المفضلة، وبعد أن كانت ليلى مراد وأنور وجدى وفريد شوقى وهدى سلطان وصالح سليم وعصام بهيج يرتادون المطاعم النظيفة التى يديرها محترمون، سواء كانوا أجانب أو مصريين، فإن غياب التعليم وشيوع التفاخر بالجهل قد دفعا نجوم الزمن الحالى إلى ادعاء البساطة بأخذ الصور فى الحوارى القذرة بصحبة أصحاب المطاعم وصبيانهم!.

وما يثير الدهشة فى المسألة أن أى ربة بيت مصرية تستطيع عمل الملوخية بالطشة الشهية أفضل من أى مطعم من هؤلاء، كذلك تستطيع أى أم أن تطبخ الكوارع والممبار والسجق وطواجن البامية وورقة اللحمة والحواوشى خيرا من طهاة الرصيف أصحاب المناظر المفزعة الذين يعطسون ويسعلون فى الطبيخ الذى يطهونه. لن أتحدث عن نوع الحيوان الذى يطهون لحمه، لأن هذا لن يفرق مع زبائن لا تسترعى انتباههم السجائر المشتعلة فى يد العاملين، ولا شىء يحملهم على الشعور بالقرف من أماكن لا تعرف ألف باء النظافة. أنا أعرف بحكم الخبرة والتجربة أن هذه الظاهرة عبارة عن موضة أو موجة ستعبر، وسوف يتخطاها الناس ليتعلقوا بموضة جديدة، فهذه هى سُنة الحياة، لكن ما يشغلنى أنها قد طالت بأكثر مما ينبغى ومازالت تحصل على وقود يومى يطيل من عمرها، وهذا الوقود يتمثل فى تدنى الذوق وشيوع ثقافة الاستمتاع الغليظ المخلوط بالتدين الذى لا يرفع من وعى الناس ولا إحساسهم بالجمال، وإنما يزيدهم وكسة على وكسة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عُشاق الطعام القذر عُشاق الطعام القذر



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday