عُشاق الطعام القذر
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

عُشاق الطعام القذر

 فلسطين اليوم -

عُشاق الطعام القذر

بقلم : أسامة غريب

تجتاح مصر ظاهرة جديدة لم تعرفها إلا فى السنوات الأخيرة، وهى ظاهرة الشهرة المدوية التى حصلت عليها مطاعم شعبية كانت موجودة طوال الوقت دون أن تحظى بأهمية استثنائية، أو أن تكون مقصداً لعلية القوم. كان الموسرون من الطبقة العليا يفضلون تناول الطعام فى المطاعم التى تقدم الطعام الغربى، سواء فرنسى، سويسرى، إيطالى، جريجى.. وكان أغنياء التجار وأفراد الطبقة المتوسطة يجدون كل السعادة فى ارتياد مطاعم الكباب، وبالذات المشهور منها فى وسط البلد.

لكن فى السنوات الأخيرة، بدأت ظاهرة ابتدعها الشباب «الكول»، وهى الإقبال على المطاعم الشعبية التى تقدم الكبدة والسجق وغيرهما، وهم عندما فعلوا هذا فإنهم لم يتناولوا طعامهم فى صمت وإنما استخدموا وسائل التواصل الاجتماعى كماكينات دعاية شديدة الفاعلية فى دعم بعض هذه المطاعم والتعريف بها على أوسع نطاق، حتى بدأ الذين لم يذهبوا إلى مطعم «فوزى تلوث» أو مطعم «عباس النتن» يشعرون بالتخلف عن ركب الحياة الجديدة.

ولعلنا نلاحظ أن مناخ الغلظة والبذاءة والمباهاة بتدهور الإحساس قد دفع بمجموعات الشباب إلى الالتقاء بهذه الأماكن، باعتبارها قادرة على إطعامهم وتغذية الجموح والشوق إلى التمرد فى داخلهم..

ومن هؤلاء انتقلت العدوَى إلى أهاليهم، فصرنا نرى عائلات محترمة تشد الرحال فى المساء لتقضى السهرة على رصيف قذر فى حارة طافحة بالمجارى ليحظوا بشرف الذهاب للمطعم الشهير ويتناولوا الطعام من أيادٍ لا يغسلها أصحابها حتى بعد دخولهم الحمّام! ولعل من أسباب تزايد شهرة هذه الأماكن وضخ المزيد من المعجبين إليها أن بعض الفنانين ولاعبى كرة القدم أصبحت هذه الأماكن هى مطاعمهم المفضلة، وبعد أن كانت ليلى مراد وأنور وجدى وفريد شوقى وهدى سلطان وصالح سليم وعصام بهيج يرتادون المطاعم النظيفة التى يديرها محترمون، سواء كانوا أجانب أو مصريين، فإن غياب التعليم وشيوع التفاخر بالجهل قد دفعا نجوم الزمن الحالى إلى ادعاء البساطة بأخذ الصور فى الحوارى القذرة بصحبة أصحاب المطاعم وصبيانهم!.

وما يثير الدهشة فى المسألة أن أى ربة بيت مصرية تستطيع عمل الملوخية بالطشة الشهية أفضل من أى مطعم من هؤلاء، كذلك تستطيع أى أم أن تطبخ الكوارع والممبار والسجق وطواجن البامية وورقة اللحمة والحواوشى خيرا من طهاة الرصيف أصحاب المناظر المفزعة الذين يعطسون ويسعلون فى الطبيخ الذى يطهونه. لن أتحدث عن نوع الحيوان الذى يطهون لحمه، لأن هذا لن يفرق مع زبائن لا تسترعى انتباههم السجائر المشتعلة فى يد العاملين، ولا شىء يحملهم على الشعور بالقرف من أماكن لا تعرف ألف باء النظافة. أنا أعرف بحكم الخبرة والتجربة أن هذه الظاهرة عبارة عن موضة أو موجة ستعبر، وسوف يتخطاها الناس ليتعلقوا بموضة جديدة، فهذه هى سُنة الحياة، لكن ما يشغلنى أنها قد طالت بأكثر مما ينبغى ومازالت تحصل على وقود يومى يطيل من عمرها، وهذا الوقود يتمثل فى تدنى الذوق وشيوع ثقافة الاستمتاع الغليظ المخلوط بالتدين الذى لا يرفع من وعى الناس ولا إحساسهم بالجمال، وإنما يزيدهم وكسة على وكسة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عُشاق الطعام القذر عُشاق الطعام القذر



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday