محو الأمية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

محو الأمية

 فلسطين اليوم -

محو الأمية

بقلم: أسامة غريب

في عالمنا العربى هيئات ومؤسسات عديدة، الهدف المعلن من وجودها هو العمل على تعليم الكبار مبادئ القراءة والكتابة والحساب من أجل محو أميتهم. وفى مصر لدينا هيئة لتعليم الكبار ومحو أميتهم نشأت منذ سنوات طويلة، وفى الحقيقة لا أدرى كم سنة نحتاج حتى نتمكن من تعليم الكبار القراءة والكتابة.. لقد حصلنا على أكثر من ستين سنة فلم تكن كافية، أفلا يصح- والحال هكذا- أن نغلق هذه الهيئات الشكلية ونوفر الأموال المهدرة على فنكوش لا يؤتى ثماره أبداً؟! لقد كان لى حظ أن أرى بعينىّ امتحانا تم عقده في إحدى المؤسسات لأبناء المؤسسة الذين يُفترض أنهم أكملوا الكورس وصاروا مؤهلين لأداء الامتحان الذي يحصلون بموجبه على شهادة محو الأمية، فماذا رأيت في هذا الامتحان يا تُرى؟ شاهدت هذه المؤسسة تكلف بعض أبنائها من المتعلمين بأداء الامتحان بدلاً من الأميين، حتى تكون النتائج التي سيتم رفعها لسعادة وكيل الوزارة ولمعالى الوزير مبهرة!.. يعنى الموضوع أونطة في أونطة، ولا أحد جاد أو لديه الرغبة في تعليم من فاتهم القطار.. وربما كانت المحاولة الحقيقية التي شهدناها هي تلك التي قام بها الأستاذ عبدالمجيد قمحاوى وزميلته الأستاذة عايدة شكرى حين أخذا على عاتقيهما ولسنوات تقديم برنامج إذاعى اسمه «يا أهل بلدى»، كان يعلّم الأميين من المستمعين بأسلوب عبقرى غير مسبوق.. ومن المؤسف أن الأستاذ قمحاوى قد رحل عن عالمنا دون أن يفكر أحد في تكريمه أو تقييم تجربته.

ومع كل ذلك فإننى، ولأصدقكم القول، أصبحت غير متحمس لفكرة تعليم القراءة والكتابة لمن يجهلونها، وذلك بسبب إحساسى أن المنتَج الذي سيخرج بعد العملية سيكون منتجاً رديئاً، في ظل حالة الجهل التي اكتسحت المجتمع وجعلت خريج الجامعة بالكاد يعرف القراءة والكتابة! وفى ظنى أن خريج محو الأمية قد لا يزيد مستواه على مستوى خريج دبلوم تجارة ممن يعملون في العادة بعد التخرج سائقى «توك توك»، ولا يكادون يعرفون شكل الحروف العربية!.. فما الفائدة إذن من فصول محو الأمية؟ بل إننى كثيراً ما أشتط في التفكير وأتصور أن خريج محو الأمية هذا قد يتجاوز ظنى ويرتفع بتفكيره وحسه النقدى بعد إتمام دورة محو الأمية فيصير في مستوى مقدمى برامج التوك شو الليلية.. فهل يا تُرى هذه النتيجة البائسة هي ما نتطلع إليه؟ أن يكون وعى هؤلاء الفلاحين البسطاء قد انحرف وأصبح في مستوى الإنسان البليد الذي يرى أن الأرض المصرية ليست مصرية، وقد يتطوع لمحاربة أي مصرى يمتلك وثائق تثبت أن تيران وصنافير ملك مصر؟!.. أعتقد أنه من الخير أن نترك الفلاح المصرى على حاله دون تعليم، لأن التعليم في العادة يكون على يد موظفى الوحدة المحلية الذين يعشقون حسنى مبارك ويرونه سيد الثقليْن والكونَيْن من عُربٍ ومن عجمِ، بينما لو تركنا الفلاح على حاله دون تعليم فإنه سيظل ذلك العزيز الذي يموت دون أرضه، والذى لا يتردد في أن يحتوى ويأوى عبدالله النديم وأحمد فؤاد نجم، بينما السلطة التي تقيم برامج محو الأمية تبحث عنهما!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محو الأمية محو الأمية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday