زمن حليم
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

زمن حليم

 فلسطين اليوم -

زمن حليم

بقلم: أسامة غريب

عندما ظهر عبد الحليم حافظ فى مطلع الخمسينيات، بما صاحب هذه الفترة من تحولات سياسية واجتماعية، فإن ظهوره مثّل تحولاً كبيراً فى شكل الأغنية ونوع الكلمة واللحن. وقد أدى هذا الظهور، الذى لقى ترحاباً جماهيرياً كبيراً، إلى أفول نجم عدد من مطربى الصف الأول فى ذلك الزمان، وانصراف المستمعين عنهم، فانزووا فى ركن قصى من الصفوف الخلفية. من ضمن هؤلاء يمكننا أن نرصد كارم محمود وعبدالعزيز محمود ومحمد أمين وعبدالغنى السيد ومحمد عبدالمطلب وغيرهم من أساطين الغناء فى مصر، الذين وجدوا أنفسهم فجأة فى البيت!.

والجدير بالذكر أن الفنان محمد عبدالوهاب، بكل سطوته وثقله الفنى، قد اعتزل الغناء فى ذلك الوقت مكتفياً بالتلحين بقية عمره.

ورغم الوجود الساطع لحليم وتربعه على عرش الغناء فى مصر فإننى أزعم أن وجوده كان فاتحة خير على جيل بأكمله من المطربين الجدد، لم يكن لهم أن يحصلوا على فرصة الوجود لولا أنهم كانوا فى زمن حليم، بمعنى أنه هو الذى فتح لهم الطريق وساهم فى تغيير الذوق والمزاج للجمهور، ما أدى إلى ظهور محرم فؤاد بلونه العاطفى، ومحمد رشدى بغنائه الشعبى، ومحمد العزبى الذى كان نجم فرقة رضا، وغيرهم مثل محمد قنديل وعادل مأمون وماهر العطار وعبداللطيف التلبانى، وصولاً إلى عدوية وهانى شاكر وهما آخر من عاصر حليم ونالا شهرة أثناء وجوده. ومن المعروف أن كل هؤلاء قاموا إلى جانب الغناء ببطولة أفلام سينمائية، بما يدل على حضورهم الفنى ونيلهم نصيباً طيباً من الشهرة. ورغم هذا فإن عبدالحليم حافظ لم يسلم من اتهام معظم الأسماء السابقة له بأنه كان يحاربهم ويسعى لتحجيمهم والاستحواذ على الأضواء وحده، وقالوا عنه أيضاً إنه اخترع قصة مرضه من أجل أن ينال عطف الجمهور. وقد عانى «حليم» طيلة حياته من هذا الاتهام، الذى ربما كان مرده تفرغه التام للغناء، فلم تشغله زوجة ولا أبناء وكانت حياته للفن فقط.

على أن أغرب ما حدث أنه بوفاة عبدالحليم حافظ عام 77 فإن كل من اتهموه بمحاربتهم قد اختفوا أو ماتوا موتاً إكلينيكياً وهم على قيد الحياة، فلم نر منهم من تقدم لملء الفراغ، وقد خلت لهم الساحة بوفاة من كان يزعمون أنه يسد عليهم الطريق!.

وقد عاش من بعده محرم فؤاد حوالى ربع قرن لم يقدم خلاله شيئاً يذكر.. واختفى تماماً ماهر العطار، وعاش محمد رشدى يجتر إنتاجه القديم، ومثله فعل محمد العزبى حتى توفاهما الله. ونضيف إليهم هانى شاكر الذى انطلق بسرعة الصاروخ فى البداية، ونال شهرة مدوية بألحان الموجى وبليغ والطويل فى وجود حليم، وقام ببطولة عدة أفلام مع نجمات الشاشة، حتى إن فناناً بحجم عادل إمام كان مجرد سنّيد له يقوم بدور صديق البطل!. كل هذا تلاشى بوفاة حليم، فتراجع هانى شاكر وأصبح مجرد واحد من ضمن عشرات يقومون بالغناء دون تميز حقيقى.

ولعلهم قد أدركوا بعد فوات الأوان نعمة وجودهم إلى جانب حليم.. لأن من جاور السعيد، فى الغالب يسعد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن حليم زمن حليم



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 13:09 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 09:22 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

المالكي يطلع السفراء العرب علي تطورات الساحة الفلسطينية

GMT 22:51 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

حسن عبدالفتاح يسعى للعودة لنادي الوحدات

GMT 19:36 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عيد وآيتن عامر وفنانون أخرون يصورون فيلم "خلاويص"

GMT 08:43 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صبي "متوحِّد" ينشر أوّل كتاب له عن أحد الأطفال

GMT 15:28 2016 الإثنين ,11 تموز / يوليو

لماذا تقبل الزوجة بخيانة زوجها لها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday