زمن حليم
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

زمن حليم

 فلسطين اليوم -

زمن حليم

بقلم: أسامة غريب

عندما ظهر عبد الحليم حافظ فى مطلع الخمسينيات، بما صاحب هذه الفترة من تحولات سياسية واجتماعية، فإن ظهوره مثّل تحولاً كبيراً فى شكل الأغنية ونوع الكلمة واللحن. وقد أدى هذا الظهور، الذى لقى ترحاباً جماهيرياً كبيراً، إلى أفول نجم عدد من مطربى الصف الأول فى ذلك الزمان، وانصراف المستمعين عنهم، فانزووا فى ركن قصى من الصفوف الخلفية. من ضمن هؤلاء يمكننا أن نرصد كارم محمود وعبدالعزيز محمود ومحمد أمين وعبدالغنى السيد ومحمد عبدالمطلب وغيرهم من أساطين الغناء فى مصر، الذين وجدوا أنفسهم فجأة فى البيت!.

والجدير بالذكر أن الفنان محمد عبدالوهاب، بكل سطوته وثقله الفنى، قد اعتزل الغناء فى ذلك الوقت مكتفياً بالتلحين بقية عمره.

ورغم الوجود الساطع لحليم وتربعه على عرش الغناء فى مصر فإننى أزعم أن وجوده كان فاتحة خير على جيل بأكمله من المطربين الجدد، لم يكن لهم أن يحصلوا على فرصة الوجود لولا أنهم كانوا فى زمن حليم، بمعنى أنه هو الذى فتح لهم الطريق وساهم فى تغيير الذوق والمزاج للجمهور، ما أدى إلى ظهور محرم فؤاد بلونه العاطفى، ومحمد رشدى بغنائه الشعبى، ومحمد العزبى الذى كان نجم فرقة رضا، وغيرهم مثل محمد قنديل وعادل مأمون وماهر العطار وعبداللطيف التلبانى، وصولاً إلى عدوية وهانى شاكر وهما آخر من عاصر حليم ونالا شهرة أثناء وجوده. ومن المعروف أن كل هؤلاء قاموا إلى جانب الغناء ببطولة أفلام سينمائية، بما يدل على حضورهم الفنى ونيلهم نصيباً طيباً من الشهرة. ورغم هذا فإن عبدالحليم حافظ لم يسلم من اتهام معظم الأسماء السابقة له بأنه كان يحاربهم ويسعى لتحجيمهم والاستحواذ على الأضواء وحده، وقالوا عنه أيضاً إنه اخترع قصة مرضه من أجل أن ينال عطف الجمهور. وقد عانى «حليم» طيلة حياته من هذا الاتهام، الذى ربما كان مرده تفرغه التام للغناء، فلم تشغله زوجة ولا أبناء وكانت حياته للفن فقط.

على أن أغرب ما حدث أنه بوفاة عبدالحليم حافظ عام 77 فإن كل من اتهموه بمحاربتهم قد اختفوا أو ماتوا موتاً إكلينيكياً وهم على قيد الحياة، فلم نر منهم من تقدم لملء الفراغ، وقد خلت لهم الساحة بوفاة من كان يزعمون أنه يسد عليهم الطريق!.

وقد عاش من بعده محرم فؤاد حوالى ربع قرن لم يقدم خلاله شيئاً يذكر.. واختفى تماماً ماهر العطار، وعاش محمد رشدى يجتر إنتاجه القديم، ومثله فعل محمد العزبى حتى توفاهما الله. ونضيف إليهم هانى شاكر الذى انطلق بسرعة الصاروخ فى البداية، ونال شهرة مدوية بألحان الموجى وبليغ والطويل فى وجود حليم، وقام ببطولة عدة أفلام مع نجمات الشاشة، حتى إن فناناً بحجم عادل إمام كان مجرد سنّيد له يقوم بدور صديق البطل!. كل هذا تلاشى بوفاة حليم، فتراجع هانى شاكر وأصبح مجرد واحد من ضمن عشرات يقومون بالغناء دون تميز حقيقى.

ولعلهم قد أدركوا بعد فوات الأوان نعمة وجودهم إلى جانب حليم.. لأن من جاور السعيد، فى الغالب يسعد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن حليم زمن حليم



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday