لا تنجح مؤامرة متآمر إلا بتقصير مقصر
آخر تحديث GMT 11:58:37
 فلسطين اليوم -

لا تنجح مؤامرة متآمر إلا بتقصير مقصر

 فلسطين اليوم -

لا تنجح مؤامرة متآمر إلا بتقصير مقصر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

ناقشت هذا الموضوع من قبل متسائلاً: لماذا يصر البعض فى مصر على أننا إما أن نكون ضحايا لمؤامرة أو أن نكون نحن المسئولين عن مشاكلنا بسبب عيوبنا، ألا يمكن أن نجمع بين الأمرين؟ نعم بيننا مهملون وفاسدون، ولكن هناك كذلك من لا يريد بنا خيراً بل يسعى لأن نتأخر ونتخلف لأن تأخرنا وتخلفنا يخدم مصالحه، وكل فترة تخرج الوثائق الغربية لتوضح كيف أنهم يتآمرون بحق على أعدائهم، ومصر ظلت لفترة طويلة عدواً للغرب وفى كثير من الأحيان كانت صديقاً يتعامل معه الغرب بحذر.

كشفت المخابرات الأمريكية عن وثيقة موجودة على الإنترنت منذ فترة بعنوان «كتالوج التخريب البسيط»

CIA simple sabotage field manual، إنه كتالوج عمل أنتجته وكالة الاستخبارات الأمريكية فى سنة ١٩٤٤ لمخاطبة أنصارها فى داخل أراضى العدو لنصرة أمريكا بتدمير العدو من خلال إجراءات يتخذونها تشل العدو دونما أن تعرضهم للخطر، لأنها تتم دون أن يبدو عليها أنها عمليات تخريب رغماً عن أنها تساعد كثيراً فى تراجع وتأخر وتخلف مجتمعات الأعداء.

طبعاً هذه النصائح وليدة فترتها بحكم أنها كانت موجهة لتدمير دول المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكنها ظلت مفيدة وموضع تطبيق أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى وحلفائه حتى انهار، لكن المثير للتأمل أن الكثير من هذه النصائح هى بالضبط ما نتطوع به نحن كمصريين، بالذات فى الجهاز الإدارى للدولة، لتحقيق أهداف العدو دون أن نكون بالضرورة عملاء له، ولنأخذ عدداً من الأمثلة من هذا الكتالوج المخابراتى:

ولنبدأ بسؤال عن: ماذا لو أردت أن تخرب مؤسسة أو هيئة من داخلها:

١- فى أى اجتماعات أو نقاشات، عليك أن تُكثر من الكلام غير المفيد، واطلب الكلمة كلما كان ذلك ممكناً، وأكثر من ذكر القصص والحواديت الشخصية (طبعاً الهدف الواضح هو إضاعة وقت زملائك والمتعاملين مع المؤسسة).

٢- بالغ فى التأكيد على أهمية وضرورة وحتمية الالتزام الصارم بالتعليمات واللوائح والقوانين، ولا تسمح أبداً بالطرق المختصرة لتسريع عملية اتخاذ القرارات (والرسالة الواضحة أن تجعل عمليات الروتين واتخاذ القرارات معقدة على نحو يضيّع الصالح العام من أجل استيفاء أمور شكلية).

٣- افعل كل ما تستطيع كى تستعين بلجان فرعية بهدف الدراسة والتقييم، ثم قم بتعطيل عمل هذه اللجان قدر المستطاع واجعل هذه اللجان كبيرة قدر المستطاع بحيث تكون أكثر من ٥ أشخاص، وأن يكون أعضاؤها من خلفيات مختلفة ولا تجمع بينهم اهتمامات مشتركة (نفس هدف إضاعة وقت المؤسسة وتطفيش المتعاملين معها يتم بطرق مختلفة).

٤- فى الاجتماعات، ناقش أموراً غير مهمة وغير ذات فائدة أو جدوى قدر الإمكان.

٥- أكثر من النقاشات الجدلية حول صياغة القرارات والبرقيات ومحاضر الاجتماعات.

٦- فى أى اجتماع، قبل أن تناقش أى قضايا جديدة حاول أن تفتح باب الجدل والنقاش بشأن القرارات التى اتُخذت فى الاجتماعات السابقة وعطّل أجندة اجتماعات المستقبل.

٧- أكد بشكل مبالغ فيه على أهمية التفكير الحذر والعقلانية حتى لو على حساب الوقت، بحيث يتحول الاجتماع عن القضايا موضع النقاش الأصلى إلى أمور فرعية لا تفيد أحداً بشىء.

٨- لا تعترف إلا بالأوراق الرسمية، وبالغ فى التأكيد على أهمية وضوحها وصدورها من مصادرها الأصلية، وارفض الأوامر أو المعلومات الشفهية حتى لو كانت منطقية لتضيّع أكبر قدر ممكن من الوقت.

٩- «أَخطئ فى فهم» المطلوب، اسأل أسئلة كثيرة واطلب أوراقاً كثيرة وعطّل العمل قدر المستطاع.

١٠- لا تسلم الجزء الخاص بك فى أى عمل إلا متأخراً للغاية.

١١- انتظر لآخر الوقت قبل أن تطلب أى مادة تحتاجها فى عملك، المهم تعطيل العمل انتظاراً لأوراق مطلوبة أو أقلام أو غيرها.

١٢- اطلب أعلى نوعية ممكنة من المواد المطلوبة، ولو جاء لك ما دونها اعترض بشدة وبالغ فى توضيح مدى تأثير ذلك على سير العمل وكأنك تخشى على العمل ومنتجاته.

١٣- ركز على إتقان العمل فى أقل الموضوعات أو الملفات أهمية بحيث تضيّع وقت المؤسسة عما هو أهم.

١٤- عند تدريب عمال جدد، أعطهم معلومات غير كاملة أو مضللة.

١٥- لخفض الروح المعنوية فى المؤسسة وبالتالى الإنتاجية، أعلن دعمك للعمالة غير الكفء وغير المجتهدة وأعطهم علاوات تشجيعية غير مستحقة، وعامل العمالة الماهرة والنشطة بشكل غير لائق.

قائمة النصائح التخريبية طويلة للغاية، وذكرت منها الأمثلة التى تعنينا كمصريين نواجه من بيننا من العاملين فى الأجهزة الإدارية المصرية من يتطوع بكل ما سبق والضحية هى مصلحة مصر الوطن.

لا أستطيع أن أقول إن بيننا عملاء يأتمرون بأمر مخابرات دول أجنبية، ولكن بيننا أناس بلغوا من الجهل بمصلحة الوطن أنهم يمكن أن يفعلوا كل ما يخدم العدو وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

وهؤلاء لا بد من توعيتهم وتدريبهم وفى نفس الوقت محاسبتهم إن ظهر منهم مثل هذه السلوكيات المضرة بالحكومة والحكم وكل مشروعات الإصلاح والتنمية التى تقوم بها الدولة حالياً. وحتى لا أترك القارئ بانطباع أن التآمر يقف عند هذا الحد، أوضح أن الكتالوج لا يريد لأنصار (أو لو شئت قل عملاء) أمريكا أن يعرضوا حياتهم للخطر وإنما أن يجعلوا الدولة العدو لأمريكا فى حالة من الدفاع الدائم عن بقائها لا أن تتقدم للأمام.

مثلاً يقول الكتالوج:

يمكن لك أن تشعل النيران فى أى مبنى أنت موجود فيه سواء مكاتب حكومية أو خاصة أو فنادق أو غيرها، ولكن النصيحة أن يجعل النيران تشتعل بعد أن يكون الشخص قد غادر المكان، بعبارة أخرى، أى خسائر يستطيع أن يكبدها المخرب لبلده فليفعل، هذا فى مصلحة أمريكا.

والكتالوج المكتوب فى الأربعينات يتضمن عشرات الإشارات لكيفية تخريب محطات المياه، والمصانع، والمزارع، ومحطات الطاقة والفحم والبنزين وتعطيل الطرق ووسائل النقل والمواصلات المختلفة، براً وبحراً ونهراً وجواً، والدراسة والحياة العامة بكافة صورها، نعم، بيننا مهملون وفاسدون، ولكن بينهم كذلك من يريد بمصر والمصريين شراً، والمهمة المركبة التى علينا القيام بها كأفراد وكأجهزة أمنية وإعلامية هى أن ننتصر على عدو الداخل بإهماله وفساده وعلى عدو الخارج بسوء طويته ودعمه للشر.

اللهم احفظ مصر والمصريين.

العالم يتعاون مع العالم، والعالم يتآمر على العالم فى نفس الوقت. المهم أن تكون مناعتنا الداخلية قوية بالقدر الذى يجعلنا قادرين على مواجهة من يريد بنا شراً.

أكثر ما يقلقنى على مصر هو أن تلتقى مؤامرة متآمر مع تقصير مقصر. ربنا يستر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تنجح مؤامرة متآمر إلا بتقصير مقصر لا تنجح مؤامرة متآمر إلا بتقصير مقصر



GMT 06:01 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 23:15 2017 الثلاثاء ,21 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 04:03 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 23:13 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 00:28 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday