بقلم خالد الحروب
" لا شيء مستبعد" ، كان هذا ردا لرولند ترامب على سؤال الصحفيين إذا كان سيستخدم الخيار العسكري ضد إيران، بعد أن أجرت إيران تجربة على صاروخ بالستي من صناعة إيران. وكان ترامب قد كتب على تغريد على تويتر يخاطب فيها إيران قائلا:"إن "إيران تلعب بالنار" و"إنهم لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما طيباً معهم. لست هكذا!" ومن جانبه رد وزير خارجية إيران (محمد جواد ظريف) على الرئيس الأميركي في تغريدة أيضاً على تويتر، الجمعة، قائلاً إن إيران لا تعبأ بالتهديدات الأميركية لها بعد تجربتها الصاروخية، مؤكداً أن طهران لن تبادر بإشعال حرب".
في اعتقادي أن المشكلة الإيرانية الأميركية التي تتزايد عداوة يوما بعد يوم لا تتعلق بالتجربة الصاروخية الأخيرة، وإنما تتعلق بالرؤية الأميركية لإيران كدولة مارقة في نظر ترامب، وكدولة تدعم الإرهاب، وهي النظرة نفسها التي يكررها نيتنياهو وحكومته، ومن ثمة يمكن القول إن هناك تماه بين الرؤية الإسرائيلية والرؤية الأميركية، وأن ( إسرائيل) التي ترفض الاتفاق النووي مع إيران، تحظى بتأييد من قيادة البيت الأبيض، الذي يدعو إلى إلغاء الاتفاق النووي.
نعم ثمة عقبات أوربية أمام إلغاء الاتفاق النووي، حيث يمكن القول بأن يدي ترامب مغلولة بمواقف الدول الأوربية الشريك الرئيس في الاتفاق، ولكن ترامب يتجه إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، لزعزعة الاستقرار الإيراني، وهذا ما يفهم من قوله عن الخيار العسكري ( إنه لا شيء مستبعد؟!).
تبدي إيران تحديا لرؤية ترامب وموقفه، ومن ثمة قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في تغريد له :" إيران لا تعبأ بالتهديدات لأننا نستمد الأمن من شعبنا. لن نبادر بالحرب لكن يمكننا دوماً الاعتماد على وسائلنا في الدفاع".
إنه لا مجال للحديث عن مركز القوة بين الدولتين، ومن ثمة فإن فارق القوة قد يسمح بأولوية الحل العسكري، وهو ما تدفع إليه دولة العدو الصهيوني، فهل يمكن أن تحصل دولة العدو على غطاء أميركي لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟!
هذا السؤال قد يجد له إيجابية في البيت الأبيض ، فقد تغطي أميركا التدخل الإسرائيلي العسكري في إيران، ولكن ماذا يكون واقع المنطقة إذا ما تم هذا الخيار، والمنطقة تعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار، فالخليج العربي وما حوله من دول يعانون جميعا من صراعات عسكرية خطيرة، وحروب بالوكالة بين الدول الكبرى في سوريا، والعراق، وربما اليمن أيضا.
إن زيادة التوتر بين إيران وأميركا سيكون ضارا بقضية فلسطين، باعتبارها قضية العرب المركزية، لذا فلا فائدة لفلسطين من هذا التوتر لا لفلسطين، ولا لمنطقة الخليج أيضا، بينما هي مفيدة لدولة العدو الصهيوني. .