نسر روسيا القيصرية يلتفت شرقاً
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

نسر روسيا القيصرية يلتفت شرقاً!

 فلسطين اليوم -

نسر روسيا القيصرية يلتفت شرقاً

حسن البطل

روسيا السوفياتية عادت إلى روسيا القيصرية .. في رموزها على الأقل. العلم الأحمر السوفياتي عاد الى العلم ثلاثي الألوان. شعار المطرقة والمنجل عاد الى شعار النسر ذي الرأسين، وأحدهما ينظر غرباً إلى أوروبا، والثاني يلتفت شرقاً الى آسيا.
الكتلة السوفياتية كانت، عسكرياً، حلف وارسو وسوقا مشتركة؛ والكتلة الأوروبية الغربية - الأميركية بقيت حلف الأطلسي، الذي احتوى أوروبا الشرقية الشيوعية، ويكاد يقضم أوكرانيا وجورجيا أيضا. للعلم، كان خروتشيوف اوكرانياً، وكان ستالين جورجياً (وكان تيتو كرواتياً لا صربياً).
.. والآن، لا بكين بقيت صين ماو ولين بياو وكتابه الأحمر، ولا موسكو بقيت روسيا لينين وستالين، ولا الانقسام الشيوعي الأيدلوجي بقي بين دولة العمال السوفياتية ودولة الفلاحين الصينية.. وأما شيوعية "التسيير الذاتي" اليوغسلافية فقد تبخرت هي ويوغسلافيا، وانضمت بعض جمهورياتها الى الحلف الأطلسي والسوق الأوروبية المشتركة.
الأزمة الأوكرانية تعيد النظر، جذرياً، بتقسيم أوروبا وفق مؤتمر يالطا، غداة الحرب العالمية الثانية. انتهت الحرب الباردة، أيدلوجياً وعسكرياً، وبدأت حرب باردة سياسياً واقتصاديا.
بدلاً من موازين قوة الصواريخ البالستية العابرة، والقنابل النووية في الحرب الباردة، واختبارها الأقسى كان في كوبا مطلع ستينيات القرن المنصرم وفي برلين، طرأت موازين الاقتصاد وخصوصاً الطاقة (النفط والغاز).
الكتلة الغربية (الاتحاد الأوروبي وأميركا) في حلف وارسو، فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا، بل وهددت بإقحام الرياضة فيها، فهي تفكر بمقاطعة مباريات كأس العالم في روسيا ٢٠١٨ بسبب أوكرانيا، كما قاطعت أولمبياد موسكو ١٩٨٠ بسبب أفغانستان.
روسيا البوتينية ستعيد النظر في استراتيجيتها العسكرية بعد مضاعفات ازمة أوكرانيا، والاهم انها ستعيد النظر في استراتيجيتها الاقتصادية، خاصة بعد ان اقصيت مجموعة G8 7 + 1 (اي سبعة مضافاً إليها روسيا) للدول الاقتصادية الكبرى.
قلنا إن نسر روسيا القيصرية له رأسان نحو أوروبا ونحو آسيا .. والآن، التفاتة رأس النسر نحو الصين، وتوقيع "أكبر مشروع بناء في العالم" لنقل غاز سبيريا عبر أنابيب طولها ٤٠٠٠ كم الى الصين، بقيمة ٤٠٠ مليار دولار على مدى ٣٠ عاما. وداعاً للأيدلوجيا ومرحبا بالاقتصاد.
المعنى؟ فائض الطاقة من الغاز الروسي سيتوجه من أوروبا الى آسيا، والى البلد الأسرع نمواً في العالم (التنين يعدو كالفهد) والأكثر تلويثا للبيئة. لا توجد ألغاز في سياسة أنابيب الغاز، فقد تم نزع الأيدلوجيا عن الاقتصاد.
المسألة ليست محض ثنائية اقتصادية بين عملاقي آسيا، روسيا والصين، بل جزء من خماسية منظومة "البريكس" الاقتصادية الخماسية، التي تحاول تحدي المركزية الجيوسياسية والاقتصادية الطويلة للغرب.
تضم مجموعة "البريكس" ثلث سكان العالم (الصين، روسيا، الهند، البرازيل، جنوب إفريقيا) وشكلت هذه الخماسية ربيع هذا العام "بنك التنمية الجديد" ومقره شنغهاي، برأس مال مقداره ٥٠ مليار دولار، سيرتفع الى ١٠٠ مليار، لينافس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهما تحت هيمنة الغرب، وبالذات تحت تأثير الولايات المتحدة.
قبل "تحالف الطاقة" الروسي - الصيني، كانت سبع شركات كبرى نفطية غربية تسيطر على سياسة وأسعار النفط (الشقيقات السبع) الى ان دخلت الشركات الروسية والصينية سوق الطاقة، وصارت "غاز بروم" الروسية مصدّراً أول للغاز الى أوروبا الغربية، بينما ستكتفي أميركا ذاتياً من إنتاج النفط الصخري بعد خمس سنوات.
كان الاسم G8 للثمانية الكبار، وعاد G7، والآن مشروع دول "البريكس" قد يشكل G5، وكانت الدول النامية شكلت مجموعة الـ 77 الفضفاضة، والآن تشكل طليعة الدول النامية. خماسية "البريكس" مجرد نواة لاستقطاب دول العالم النامي، أو محاولة لتأسيس نظام عالمي اقتصادي جديد يحكم العلاقة بين البلدان الغربية وتلك النامية.
المسألة الأوكرانية أبعد من خلاف على شبه جزيرة القرم، وحتى شرق أوكرانيا ذي الغالبية الروسية، فهي تتعلق بأنابيب الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا، وانضمام هذه الدولة إلى التحالف الغربي اقتصادياً ولاحقاً عسكرياً.
كانت لألمانيا، قبل استعادة وحدتها، سياسة شرقية "أوست بولتيك" .. والآن صار لروسيا سياسة اقتصادية شرقية عبر مشروع أنابيب الغاز المسمى "قوة سبيريا" وهو أول مشروع عملاق بين دول "البريكس".
إنه الاقتصاد .. يا ذكي!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسر روسيا القيصرية يلتفت شرقاً نسر روسيا القيصرية يلتفت شرقاً



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday