أبو مازن  123 أو 321
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أبو مازن : 1-2-3 أو 3-2-1 ؟!

 فلسطين اليوم -

أبو مازن  123 أو 321

حسن البطل

عندما يرفع المسعفون جريحاً مخطراً من الأرض إلى محفّة الإسعاف يعدّون: 1ـ2ـ3، وكذا عندما يرفعونه من المحفّة إلى سرير العمليات.. هذا هو العدّ التصاعدي.
أما العدّ الآخر، العكسي، فهو مثلاً، لإطلاق صاروخ متعدّد المراحل، وأمور أخرى، مثل برمجة "تكتكة" قنبلة موقوتة كما ترون في السينما.
هل خطة المراحل، أو الخيارات الثلاث لرئيس السلطة هي عدّ تصاعدي أم تنازلي؟ طرداً أم عكساً؟ أميركا أولاً، ومجلس الأمن ثانياً.. والانضمام إلى جملة المواثيق والمعاهدات والمنظمات الدولية ثالثاً.
واشنطن ردّت على الخطوة الأولى كما تردّ "حماس" على كل مقترح. لم تؤيد أو تحبذ، لكنها طلبت وقتاً لدراسته مع.. إسرائيل، على رغم أن الخطوة الأولى في الخطة معلنة منذ بعض الوقت.
عادة، يبنون الجدران، ثم يصبون السقف، والفلسطينيون طلبوا مدى زمنياً أو سقفاً لإنهاء الاحتلال.. آخر احتلال في هذا العصر!
ما الذي طلبه الفلسطينيون من أميركا في الواقع؟ بدلاً من (9) شهور تفاوضية ومكوكية تولاها جون كيري وأسفرت عن لا شيء؛ طلبوا تفاوضاً أقصر من ثلاثة شهور لترسيم حدود الدولة الفلسطينية، أي ببساطة تحقيق خطة بسيطة اقترحها إيهود باراك: "نحن هنا.. وهم هناك".
كانت واشنطن قد رفضت، بل وأنذرت، الفلسطينيين من إعلان الدولة من جانب واحد بعد انقضاء فترة السنوات الخمس الأوسلوية. الآن، ترفض ما تصفه خطوات فلسطينية أحادية الجانب. الاستقلال يؤخذ ولا يُعطى!
كان الفلسطينيون قد لجؤوا إلى مجلس الأمن، طلباً لعضوية فلسطين دولة، فاستخدمت أميركا حق النقض (الفيتو).. وتالياً ولاحقاً، حصلت فلسطين على عضوية دولة ـ مراقبة بغالبية كاسحة من أصوات الجمعية العامة، خلاف رغبة أميركا.
إسرائيل التي رفضت خطة كيري، أو أفشلتها، ستجد سبباً وأسباباً لرفض الخطوة الأولى في الخطة الفلسطينية المنقولة لها عَبر أميركا.
عندما أفشلت أميركا طلب فلسطين العضوية من مجلس الأمن، حاولت ثني الفلسطينيين عن طلب عضوية ـ مراقب من الجمعية العامة.. وفشلت. فلسطين بذلك ردت الصاع بنصف صاع.
سنذهب، إذاً، إلى مجلس الأمن في الخطوة الثانية من خطة ثلاثية، وعلى الأغلب سيحرز الطلب الفلسطيني الغالبية العددية من أصوات الأعضاء الـ 15، وستكون أميركا أمام خيارين: نقض مشروع الطلب، أو الامتناع عن التصويت، بما يعني تمريره. بذلك، تفقد أميركا دور الوسيط الذي احتكرته منذ توقيع اتفاق أوسلو حتى فشل مهمة كيري في آذار الماضي.
الخطوة الثالثة هي الانضمام إلى أكثر من 500 اتفاق ومعاهدة ومنظمة دولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية.
يقولون: إذا ذهبت، أو تورطت، في حرب فعليك أن تضع "خطة خروج"، والخطة الثلاثية الفلسطينية هي للخروج من مأزق مفاوضات دامت عشرين عاماً.. عبثاً!
هل تذكّرنا خطّة الخيارات الثلاثة الفلسطينية الجديدة، بخطة السنوات الثلاث التي وضعها رئيس الوزراء السابق، سلام فيّاض 2008 ـ 2011، أي بناء جدران الدولة ثم صبّ السقف، أو "إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"؟
لم تتحقق الخطة الفياضية، لكن مؤسسات الدولة المنشودة أقيمت "من تحت لفوق". يخوض أبو مازن حربه السياسية والقانونية على جبهة الاستقلال والدولة ومعاهدة سلام، سوياً مع حربه على جبهة الوفاق الصعب مع حركة "حماس" لاستعادة الوحدة الفصائلية المسمّاة وطنية.. وأيضاً، على جبهة ثالثة هي إعادة بناء حركة "فتح".. إنه يشتغل على العدّين معاً: العكسي والتصاعدي، أو طرداً وعكساً!
دأبت إسرائيل على إجهاض كل زيارة أو بداية تحرّك سياسي أميركي بالإعلان عن خطة استيطانية جديدة. فعلت هذا مع زيارة نائب الرئيس جو بايدن بالنسبة لمستوطنة "كريات شلومو" في القدس الشرقية، والآن، استبقت نوايا كيري للعودة التفاوضية، والخطة ثلاثية المراحل الفلسطينية بالإعلان عن خطة مصادرة 3800 دونم لتوسيع كتلة "غوش عتصيون"، وربطها بإسرائيل.
جمّدت إسرائيل آخر خطة وأكبرها منذ الثمانينات، لكنها استأنفت بناء "كريات شلومو"، وقد تستأنف ربط "معاليه أدوميم" بالقدس في وقت لاحق.
أميركا لم تنجح في ردع إسرائيل عن مواصلة "خطوات أحادية الجانب" وهي لن تنجح في ردع فلسطين عن خطوات أحادية الجانب.
لم تعد تعنينا الانتخابات الرئاسية ولا النصفية الأميركية. لم تعد تعنينا الانتخابات الإسرائيلية. على أميركا أن تعمل معنا معروفاً صغيراً: الامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن.. لتكون إسرائيل في مواجهة العالم دون مظلة أميركية.
يقول شاعر قديم:
وأهلكني تأميل يوم وليلة/ وتأميل عام بعد ذاك فعام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو مازن  123 أو 321 أبو مازن  123 أو 321



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday