الرجوعيون اليسراويون
آخر تحديث GMT 15:59:33
 فلسطين اليوم -

الرجوعيون اليسراويون ؟

 فلسطين اليوم -

الرجوعيون اليسراويون

بقلم :حسن البطل

زهقت من ثلاثة شعارات في ثلاث جمل: إعادة الاعتبار للمنظمة: حوار وطني شامل ـ استراتيجية وطنية جديدة، التي بالكاد لا تخلو منها كل مقالة لزميل قديم.تعرفون أن السلف الصالح يمكن أن يخلّف سلفاً طالحاً، قد نسمّيه من وحي ارتكاسات هذا "الربيع العربي"، سلفية جهادية!

هناك، في هذا الزمن العكر، سلفية برامجية، هي من ذرّية سلفية سياسية، وسلفية أيديولوجية.. وسلفية نضالية! في نشيد قوموي عروبي يجيء: لنا مدنيّة سلَفَتْ/ سنُحييها وإن دُثِرَتْ/ ولو في وجهها وقفت/ طغاة الإنسِ والجانِ.

في لغتنا العربية، وربما لغات أخرى، أن الثورة والمنظمة؛ السلطة والدولة هي مؤنّثة. حسناً، تمرُّ الإنسانة ـ الأُنثى بثلاثِ مراحل: بنت، امرأة، ووالدة. المرأة الوالدة تختلف، جذريا، في تطورها البيولوجي عن البنت والمرأة، بأكثر مما يختلف تطور الولد الذكر عن الشاب البالغ، وهذا عن الرجل الوالد.. وحتى الجد!

في الزمن الفدائي/ الثوري الجميل، وشعارات الكفاح المسلّح وهدف التحرير الوطني/ القومي كانت الكيانية الوطنية توصف، من الفصائل اليسارية الفلسطينية بالذات، على أنها "الدويلة المسخ"! بعد حرب اكتوبر 1973 التي أنتجت برنامج النقاط العشر 1974 صار توصيف الكيانية الوطنية هو "سلطة فلسطينية" على سائر الأرض الفلسطينية المحتلة".. مرفقة بشعار: دون صلح أو اعتراف، متأثرة ربما بشعارات قمة الخرطوم ولاءاتها الثلاث، ثم صارت: سلطة وطنية على كل شبرٍ من الأرض المحتلة يتم تحريره بالقوة أو بالسياسة.

تعرفون أن شعار الفصيل القائد للحركة الوطنية الفلسطينية هو: "حركة التحرير الوطني الفلسطيني، وكان لفصيل آخر سوري شعاره: "حرب التحرير الشعبية، كما كان لفصيل آخر عراقي شعاره: "جبهة التحرير العربية".استلهمت هذه الفصائل كافة، نماذج من حركات التحرير العالمية، وخاصة من "الفيتكونغ" قائدة النضال الفيتنامي، كما رفع الثائر الجميل غيفارا شعاره: أكثر من فيتنام واحدة.

ماذا فهم نظام سوري هُزم مع الأنظمة في العام 1967 من نضال الفيتنام؟ تحت وابل من قذائف بساطية لطائرات ب ـ52 الأميركية ابتكر ثوار الفيتنام حفراً في الشوارع والمزارع تشكل حماية فردية من شظايا القصف، وما لبث حزب البعث أن حفر شوارع دمشق وغيرها بحفر مماثلة.

ما الذي غاب عن الفكرة وتقليدها؟ حرب الفيتنام المنتصرة عام 1974 كانت طويلة الأمد، وحرب عصابات كما حرب شعبية، دعمتها الصين وروسيا. الحروب العربية ـ الإسرائيلية 1967 و1973، كانت حروباً خاطفة بين الجيوش. ومن ثم، تم ردم مخابئ الحفر الفردية في شوارع دمشق صارت ملأى بالقمامة.

انتهت فصائل العراق وسورية إلى ما انتهى إليه العراق وسورية من حروب ودمار للنظام والشعب والدولة. إلى زمن حروب مذهبية وطائفية، وصراع تناحري بين الاستبداد والسلفية الجهادية.

الحنين إلى الزمن الفدائي/ الغيفاري، وحركات التحرر الوطني صار مدموغاً بـ"الإرهاب"، والأحزاب الأيديولوجية اليسارية في فرنسا وإيطاليا، حيث كان فيهما أقوى حزبين شيوعيين في أوروبا الغربية، صارا "مساومة تاريخية" سياسية، لكن صعود برلسكوني في إيطاليا، وماكرون في فرنسا، وإلى حد ما انتخاب ترامب في أميركا، وشعار صيني بعد استعادة هونغ كونغ: "بلد واحد ونظامان اقتصاديان"، أنهى دور السلفية الأيديولوجية والسياسية، وأولاً البرامجية الحزبية وزعاماتها.

إسرائيل الحالية، حزبياً أيديولوجياً وسياسياً، لا تنتمي إلى زمن "العافودا" و"حيروت".. وفلسطين؟ صارت تسعى إلى كيانية وطنية بالانتفاضات الشعبية العامة المسلحة والموضعية، وكذا بالحل السياسي كاستراتيجية، وحوار شامل فصائلي قبل الانقسام وبعده.

لا يمكن، بعد، للمنظمة الفلسطينية، أن تعود إلى شبابها الثوري والسياسي، خاصة بعد الانهيار العربي، ومعه انهيار الشتات الفلسطيني العربي، وانتقال المركز الفلسطيني، بعد تأسيس السلطة، إلى أرض البلاد. لا عودة للشيخ إلى صباه.

يمكن انتقاد أداء السلطة وسياساتها، لكن فشلها وانهيارها لا يعني فشل وانهيار الوطنية الفلسطينية، ولا حتى شكلاً ما من "الكيانية" لكن "تفعيل" و"ترميم" و"إحياء" هذه المنظمة صار يُعدّ من المستحيلات إذا فشلت وانهارت السلطة الوطنية.

الخلاف الأيديولوجي والسياسي والبرامجي، بعد الانقسام الغزّي، يهون مقابل ما يعصف بدول الجوار العربي. العروبة ختيرت والصهيونية، أيضاً.

لا يمكن إنهاء الانقسام الفلسطيني دون هزيمة السلفية الجهادية العربية، والاستبداد العربي معاً. الإخوان هم الذئبة ولها جراء كثيرة.

لا يمكن استبدال الاستراتيجية السياسية الحالية بعد أوسلو بأخرى سواها، لأن فلسطين السلطوية تفتقد مقومات أساسية لانتهاج استراتيجية جديدة على غير صعيد.. باستثناء هذا العناد والصمود الوطني والشعبي والعقلانية الفلسطينية السياسية والبرامجية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجوعيون اليسراويون الرجوعيون اليسراويون



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday