جاروشة المصالحة
آخر تحديث GMT 12:07:18
 فلسطين اليوم -

جاروشة المصالحة !

 فلسطين اليوم -

جاروشة المصالحة

بقلم : حسن البطل

كنتُ في غزة يوم اكتساح "حماس" للانتخابات البلدية، وكان ذلك اليوم آخر عهدي بغزة. لماذا؟ ولد في العاشرة يكاد "يصفع" وجه جندي سلطوي بعلم "حماس"، أمام مسجد مخيم جباليا، دون أن ينهره الجندي أو يكشّه!

خلال تجوالي، آنذاك، في شوارع المدينة، لاحظتُ أن جنود السلطة في حالة توتر، خلاف استرخائهم على معبر "ايرز". من هذا وذاك، تذكرت قول ذلك الشاعر "الجاهلي": أرى خَلَل الرماد وميض جمر/ ويوشك أن يكون له ضرام".

ثم، كنت في رام الله، يوم اكتساح "حماس" للانتخابات البرلمانية، وفي الذاكرة صورة ولد يتسلّق حيطان مكاتب المجلس التشريعي، ويشتل علم "حماس" بعد إنزاله العلم الوطني! لم يعد شعار تظاهراتها: "هي لله، لا للسلطة ولا للجاه"!

بين فوز في البلديات، وآخر في البرلمان، كتبت أعمدة عدّة في هذا المكان، وما ذكّرني بها، بعد اكتساح "حماس" لمقاعد البرلمان، أن مدير الحملة الانتخابية للحركة الفائزة، د. نشأت الأقطش، أعاد نشر خمسة أعمدة في دراسة له عن الانتخابات، خلاصتها: تمنّيتُ أن تغمض قيادة "فتح" عيونها عنها.

في دراسته تلك، يعزو الأقطش، خبير الاستطلاعات من جامعة أميركية أسباباً عدة لانتصار "حماس" يهمنّي واحد، هو شعار انتخابي أطلقه، وعُلّق في الشوارع والمفترقات، يقول: أميركا تقول: لا لحماس؛ وإسرائيل تقول: لا لحماس.. فماذا تقول أنت!، ويدّعي أن هذا الشعار زاد فرص فوزها بنسبة 20%.

بعد محاولة مصرية ثالثة للمصالحة، في هذا الأيلول المتخم بالمناسبات، عَقَّبْتُ على آمال الزميلة الغزية، دنيا الأمل إسماعيل، بالقول: "إبريق الزيت"، فردت بسؤال: ألستَ متفائلاً مثلي؟ الجواب: "لا"!

في مثل هذا اليوم، من العام 2011، ذكّرتني ذاكرة "الفيسبوك" بعنوان عمود لي: "مباطحة مع إسرائيل، مطارحة مع حماس"، لكن فصيلاً من "سحِّيجة" جاروشة المصالحة المصرية الثالثة في مديح دور مصر، ذكّرني أنها المحاولة المصرية الرئيسية بعد محاولتي العام 2005 و2011، والأولى كانت دور مصر في اتفاقية العبور والمعابر التي صاغتها كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك، لتشمل معابر غزة مع مصر وإسرائيل، ومعابر إسرائيل بين غزة والضفة.

تعرفون كيف كرّر كذبة الذئب ثلاث مرات، وقصة الديك الذي يصيح في فجر كاذب، لكن لنأخذ البلاغة في قصة مصالحة مصرية ثالثة رئيسية، ناهيك عن ما لا حصر له من مشاريع واتفاقات المصالحة.

نحن نتودّد لمصر لأنها "أرض الكنانة" فهل تكون المصالحة الثالثة آخر سهم مصري في "كنانة" أسهم محاولات المصالحة، ومحورها: حل اللجنة الإدارية، وتفعيل عمل حكومة الوفاق، وبالذات إشرافها الأمني على معبر رفح.. وصولاً إلى مربط خيل الانتخابات؟

لنعد إلى ما كانت توصف به حالة تواجد منظمة التحرير، قبل أوسلو، في بعض الدول العربية، وبالذات الأردن ولبنان، من أنها حالة "دولة في إطار دولة" وتصادم منطق الدولة مع منطق الثورة. الآن، ما هو دور المصالحة في منطق سلطة ساعية للدولة، ومنطق الاحتلال؟

بعد انتخابات 2006 ثم انقلاب 2007 الدموي، تطور وضع "حماس" من سلطة موازية للسلطة، إلى سلطة داخل السلطة، لكن بعد احتراب الانقلاب، وثلاث حروب مع إسرائيل، وعشيّة المحاولة المصرية الثالثة، التي تبدو الأخيرة أو الأكثر جدّية، يقول وزير دفاع إسرائيل، أفيغدور ليبرمان: إن إسرائيل تتمتع في حدودها، ومع غزة بالذات، بهدوء هو الأكبر منذ العام 1967. قد يقولون: لعله الهدوء الذي يسبق العاصفة.. ربما تعدّدت أسبابها، وتستعد إسرائيل لها بمناورات هي الأكبر.

الانقسام الذي تعمّق خلال سنوات عقد مريرة، حصل في وردية الرئيس الثاني للسلطة، ويريد أن يرأب صدعه قبل إنهائه مهامه، وعلى تعدّد مشاريع وجولات المصالحة والدول الراعية لها، عربياً ودولياً، أكد أبو مازن على دور مصر فيها أولاً.

هل ستنجح السلطة في تعويم غزة، ليس من غرقها في البحر، بل من وصول أوضاعها إلى حالة ميؤوس منها بعد خمس سنوات، ليس بصرف نصف ميزانيتها عليها، بل لكلفة استيعاب الإدارة الحمساوية وقواتها، المقدرة بما ينوف على 980 مليون شيكل سنوياً. أين المال؟

قاعدة مشروع المصالحة الجديدة هي تنفيذ آليات اتفاق القاهرة في أيار 2011، الذي مرّت عليه ست سنوات، تغيرت فيها معطيات ومعادلات دولية وإقليمية، سياسية وأمنية، وبالذات أمن مصر في سيناء، وعلاقته بغزة، والأزمة الخليجية العربية حول دعم "الارهاب" والوضع الميداني والسياسي المستجد في سورية والعراق، وانحسار "الإسلام السياسي".

مصر كانت، هذه المرة، وسيطة بعد مفاوضات مع "حماس" ثم مع "فتح" لكنها ستكون شريكة في خطوات التنفيذ، ميدانياً وسياسياً، يعقبها لقاء بين سلطتي رام الله وغزة، ثم "حوار فصائلي شامل" للاتفاق على الاحتكام لانتخابات جديدة، تشريعية ثم رئاسية كما تقول "فتح" أو معاً كما تقول "حماس". هذا أول لغم!

تعددت المحطات والمحاولات والمشاريع، من "وثيقة الأسرى" إلى مكّة، ومخيم الشاطئ، وقطر، وتركيا.. فهل هذه المرة "فوجئ" الجميع حقاً، وسارعوا إلى "الترحيب"؟

"تفاءلوا بالخير تجدوه" لكن لسان حالي هو لسان "سعيد أبي النحس" يميل للتشاؤم أكثر من التشاؤل.

فيما سبق من انقسامات عابرة في فصائل م.ت.ف في المنفى، كانت المسألة خلافاً على الخط السياسي، لكن هذا الانقسام كان خلافاً عميقاً بين الخط الوطني وخط "الإسلام السياسي".

الاسم الكامل لـ"فتح" هو: حركة التحرير الوطني الفلسطيني؛ و"حماس": "حركة المقاومة الإسلامية  في فلسطين".

أعترف أن زملائي على هذه الصفحة أخبر مني في شؤون المصالحة، وأن قلمي هو أقلّ من خاض في شجونها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاروشة المصالحة جاروشة المصالحة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday