في الملعب السوري
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

في الملعب السوري؟

 فلسطين اليوم -

في الملعب السوري

بقلم :حسن البطل

سورية مسرح عمليات يزداد ازدحاماً وتعقيداً، سياسياً وعسكرياً، وفي هذا وذاك، لا يوجد حسم سريع في المدى المنظور. إذا قيل عن الحرب العراقية ـ الإيرانية إنها كانت أطول الحروب بين الجيوش النظامية، فإن الصراع السياسي ـ العسكري في سورية وعليها دخل عامه السابع، في حروب متداخلة. محلية، إقليمية.. ودولية، ولا يبدو لها نهاية إن دخلت عامها الثامن.. والعاشر إلخ! في مرحلة ما، قيل إن هدف النظام السوري هو السيطرة السيادية على ما يسمى «سورية النافعة» أو المفيدة، أي خط المدن من حلب إلى درعا. في مرحلة أخرى تحدثوا عن مناطق «حظر الطيران» الحربي السوري، أي مناطق آمنة للمعارضة السورية المسلحة.. إلى أن تدخّلت روسيا..

والآن، يتحدثون عن مناطق «خفض التصعيد» أي ما يشبه مناطق عازلة تخلو من الاشتباكات العسكرية. منذ بعض الوقت، وخاصة مع سياسة جديدة لإدارة الرئيس ترامب، بدأ تدخل عسكري أميركي صريح بقصف صاروخي لقواعد عسكرية للجيش السوري، وانتهى إلى قوات عسكرية أميركية محدودة العدد، خاصة لدعم معارضة مسلحة هي «قوات سورية الديمقراطية» التي تقاتل ضد تنظيم «داعش»، من «عين العرب ـ كوباني» على الحدود التركية حتى مشارف الرقة في وسط سورية. تطور التدخل العسكري الأميركي، مؤخراً، إلى نصب صواريخ أرض ـ أرض في صحراء التنف (الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية).. ثم إلى تدخل الطيران الأميركي وإسقاطه طائرة عسكرية سورية، كانت تغير على مواقع في الرقة. بذلك، صار لأميركا وجود عسكري في سورية، كما لروسيا وجود عسكري على شكل قواعد؛ كما على شكل عمليات مشتركة مع سلاح الجو السوري.

كانت إسرائيل أول المتدخلين عسكرياً في سورية، حتى قبل العام 2011، لعرقلة إمدادات الأسلحة وبخاصة الصواريخ، من إيران عَبر سورية إلى «حزب الله». أنشط المتدخّلين هي إيران، التي بدأت تدخلها بعناصر من الجيش الإيراني، تحت مسمّى «فيلق القدس»، وميليشيات أخرى غير نظامية.. وانتهت إلى تدخّل صاروخي من قواعدها في إيران على قواعد لتنظيم «داعش» في منطقة دير الزور. في تسويق إيران لاستخدام الصواريخ أرض ـ أرض، أن ذلك رد على عمليات إرهابية لـ»داعش» في طهران (مرقد الإمام الخميني)، والبرلمان الإيراني. بذلك، صارت إيران ثالث دولة تستخدم سلاحاً صاروخياً في سورية، بعد أن استخدمته روسيا، سواء من سفنها في البحر المتوسط، أو من سفن حربية في بحر قزوين. التدخل التركي في سورية، بدأ بشكل غير مباشر، أي تقديم تسهيلات لقوى معارضة مسلحة عَبر حدودها لدخول الأراضي السورية، ثم استخدام سلاحها الجوي بشكل محدود ضد الأكراد.

غير واضح من أين انطلقت الطائرات الحربية الأميركية للتصدي لطائرات سورية، كانت تغير على مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، لكن سبق لوزارة الدفاع الروسية أن تحدثت عن ضربات جوية لتنظيم «داعش» في المنطقة ذاتها، قد تكون أسفرت عن مصرع أبو بكر البغدادي. يُقال إن القاعدة الأميركية في صحراء التنف هي لعرقلة «ذراع إيرانية» برية عَبر العراق، ثم عَبر سورية، إلى لبنان. لماذا حصل أول اشتباك جوي أميركي ـ سوري؟ يبدو أن جيش النظام دخل في سباق مع قوات سورية الديمقراطية للوصول إلى «تحرير» الرقة من «داعش»، بما قد يؤدي إلى أوّل صدام بين الجيش السوري وتحالف كردي ـ عربي تدعمه الولايات المتحدة، وبما قد يهدد بانفراط هذا التحالف، وخروج العشائر العربية فيه من تحالف ضد «داعش» إلى تحالف مع قوات النظام، لأن مدينة الرقة ذات غالبية عربية سنية، وليست مثل «كوباني ـ عين العرب» مدينة مختلطة.

في المسألة الصاروخية الإيرانية، غير ما في الضربات الصاروخية الروسية والأميركية، لأن لموسكو وواشنطن أقمارها الصناعية التي تفحص الجدوى التنفيذية لهذه الضربات، إضافة إلى طلعات سلاحهما الجوي بالطبع. إيران لا تملك سلاحاً جوياً تنفيذياً قادراً على العمل في المسرح السوري، كما شأن غيرها، بما في ذلك سلاح الجو التركي القريب من سورية. لذلك، فإن بلاغات إيران عن جدوى ضرباتها الصاروخية تبقى في مجال الشك، إلاّ إذا كان هناك تعاون عسكري إيراني ـ روسي. مع ذلك، تعترف إسرائيل بأن الصواريخ الإيرانية في أيدي «حزب الله» قادرة على تغطية معظم أو الأراضي الإسرائيلية.

لكن المعنى العسكري لصواريخ تُطلق من إيران إلى سورية أنها رسالة إلى إسرائيل بوجود ترسانة صاروخية إيرانية قادرة على ضرب إسرائيل من إيران، وبسلاح صاروخي أكثر تأثيراً ودقة من صواريخ صدام حسين. ربما كانت سورية هي أوّل دولة تتواجد فيها قوات متنافسة ومتصارعة، مع قواعد عسكرية لها على الأرض، ففي الحرب الفيتنامية كانت الصين وروسيا تدعم فيتنام الشمالية دون تدخل عسكري يتصادم مع الجيوش الأميركية. كذلك الحال كان في الصراع في يوغسلافيا السابقة، حيث لم تتدخل موسكو عسكرياً في عمل حلف الأطلسي، الذي انتهى إلى تقسيم يوغسلافيا. هل سورية في خطر التقسيم الفعلي، أم تبقى المسألة في خانة تقاسم النفوذ؟ هذا يتعلق بمدى صمود جيش النظام أوّلاً، وطاقة إيران على دعمه، وقدرة موسكو على تجنُّب صِدام عسكري مع أميركي. سورية صارت ملعباً بعد أن كانت لاعباً، ثم لعبة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الملعب السوري في الملعب السوري



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday