14 تموز  ما قبل وما بعد
آخر تحديث GMT 16:49:12
 فلسطين اليوم -

14 تموز .. ما قبل وما بعد ؟

 فلسطين اليوم -

14 تموز  ما قبل وما بعد

بقلم :حسن البطل

قال المحامي عن الحرب ما يقوله الجنرالات عنها، ماذا قال المحامي الفلسطيني في إسرائيل جواد بولس، قبل سنوات؟: القوي إذا لم ينتصر فهو المهزوم، والضعيف إذا لم يُهزم فهو المنتصر. ماذا يقول الجنرالات؟ لا تذهب إلى حروب المستقبل بدروس حروب الماضي.

من حكمة الحرب إلى حكمة الصراع، ومنها إلى حكمة الانتفاضة: الأولى لا تشبه الثانية، والثانية لن تشبه الثالثة، وما يبدو استراحة بين الانتفاضات تملؤه ما يسميه الفلسطينيون "هبّات".
هبّة النفق 1996 مهّدت للانتفاضة الثانية 2000، التي هُزمت عسكرياً، لكنها مهّدت لهبّات مقاومة شعبية سلمية، بدءاً من العام 2006 البلعيني، التي كانت احتجاجات ومظاهرات أيام الجمع،وصارت مصادمات شعبية مع جيش الاحتلال لها نكهة الانتفاضة الأولى في ما يتعدى بلعين إلى سائر فلسطين السلطوية.

منذ خطف الفتى محمد خضير وحرقه ومحرقة البيت والأسرة في دوما، صاروا في إسرائيل يتحدثون عمّا دعوه: انتفاضة الأفراد، أو الذئاب المنفردة، ومعظمها تركّز في القدس، التي كانت بؤرة الانتفاضة الثانية.

منذ اشتعلت، مجدداً، البؤرة المقدسية من الحرم القدسي، وصلوات الشوارع الحاشدة احتجاجاً على البوابات الإلكترونية، تسارعت التطورات، الأمنية الإسرائيلية، والشعبية الفلسطينية، والسياسية الإسرائيلية والفلسطينية، وحتى الإقليمية والدولية.

على الصعيد الأمني الإسرائيلي رفعوا البوابات واستبدلوها بوسائل تكنولوجية. نصب البوابات كان قراراً سياسياً للحكومة وليس بناءً على توصيات أجهزة الأمنية الإسرائيلية التي شككت في نجاعتها.

نعرف ما يعرفه الجميع: إسرائيل دولة الأمن الأولى في العالم، وجيشها الأقوى في المنطقة، ودولتها صارت دولة "الهاي ـ تك" المتقدمة على صعيد العالم.لكن، القوة المتفوقة والتكنولوجيا المتقدمة فيها "كعب آخيل" السياسي، الذي هو سياسة التهويد والاستيطان المتسارع في الأراضي الفلسطينية بعامة، وفي القدس بخاصة.

منفذ عملية مستوطنة "حلميش" كان ذئباً منفرداً، كتب وصيته، وقفز على سور الإنذار الإلكتروني، وفشل خبراء الوحدة 8002 التكنولوجية المتقدمة. لماذا؟ لأن الفلسطينيين أغرقوا هذه "السبيشال ميديا" بـ 600 ألف رسالة بين تأييد وتشجيع ونوايا، بما يشكل "إعماء" لخبراء الرصد التكنولوجي الأمني الإسرائيلي.

لنعد إلى ما قبل الانتفاضات، وما قبل مرحلة الكفاح المسلح الفلسطيني. آنذاك قالت غولدا مائير عن الفلسطينيين: الكبار سيموتون، والصغار سوف ينسون.

الفدائيون كانوا صغاراً، والانتفاضات قادها صغار، وهبّة القدس الجديدة يتصدرها "جيل جديد". جيل "الجينز" والـ "تي ـ شيرت"، وقصّات الشعر الحديثة والأغاني متعددة اللغات.

في الانتفاضة الأولى، كان هناك في إسرائيل من قال: هذا جيل يتمرد على الجيل القديم، لكن "جيلا جديدا" يتقدم الآن صلوات الاحتجاج في القدس، ينفذ تعليمات المرجعيات الدينية، وينتظر موقفها من استبدال البوابات بالكاميرات، ويقوم بحملة نظافة وسقاية ماء.. وتوزيع البطيخ، أيضاً، على المعتصمين. هذا جيل التمرُّد من جهة، وجيل الانضباط والتنظيم من جهة أخرى.. ومنه، أيضاً، جيل "الذئاب المنفردة".

القيادة والشعب نحو صف واحد، منذ قررت القيادة وقف أشكال التنسيق، حتى العودة في الحرم القدسي إلى ما قبل 14 تموز.

إسرائيل، وأميركا معها، أخذت على القيادة موقفها في مسألة رواتب الأسرى والشهداء باعتباره تشجيعاً على "الإرهاب". الآن، اتخذت القيادة جملة إجراءات مالية وسياسية لدعم صمود القدس والمقادسة، بدءاً من تجار القدس العتيقة إلى اقساط طلابها الجامعية، إلى مستشفياتها... إلخ. هذا سوف يحث رجال الأعمال الفلسطينيين والصناديق العربية والإسلامية على واجبها في دعم صمود القدس والمقادسة.

تفعيل الإجراءات والوسائل التكنولوجية البديلة، فائقة التقدم من البوابات والكاميرات، يتطلب ستة شهور. خلالها قد تتطور الأمور إلى انتفاضة شاملة، كما حذرت مصادر أمنية إسرائيلية.
قد يبدو المطلب الفلسطيني بعودة الأمور في الحرم إلى ما قبل 14 تموز يذكّر بالمطلب السياسي الفلسطيني بالعودة إلى خطوط 1967، الأمر الذي ترفضه إسرائيل، لكن العودة الفلسطينية والعربية والدولية إلى احترام "الستاتيكو" في الحرم القدسي والسيادة الفلسطينية والإسلامية على الحرم، ستؤثر على الواقع الفعلي "دوفاكتو" للاحتلال والاستيطان، وتعزّز الواقع القانوني "دوجورا" باعتبار العالم الاحتلال غير قانوني أو شرعي.

في وقت ما سبق، سخر شارون من أبو مازن، بوصفه إياه: "صوص بلا ريش" وانتقد فلسطينيون سياسة التفاوض، ثم سياسة التنسيق الأمني.

الآن، يخوض رئيس السلطة اختبار "القيادة" واجتياز مرحلة "صعبة جداً". ارتفعت أرصدته الشعبية في الشارع والسياسية في المنطقة والعالم، بينما رئيس حكومة إسرائيل يتعرض لانتقادات داخلية لأنه لم يكن لا مُحِقّاً ولا حكيماً، لا في إدارته شؤون الحكم، ولا مُحِقّاً في تجاهله للحل السياسي مع السلطة.

قال الرئيس، في دور القائد: "لن نقوم بالمقامرة بمصير شعبنا" لكن علينا المغامرة بخطوات محسوبة في هذا الصراع الطويل مع إسرائيل.

الرئيس أبو عمار القائد فقد السيطرة على الانتفاضة الثانية، وأبو مازن في دور القائد يقود انتفاضة ثالثة محسوبة، تختلف عن الانتفاضتين.

سيعود إلى تحدّي أميركا في منظمات الأمم المتحدة، وإلى المحكمة الجنائية الدولية للاستيطان، الذي يراه ترامب غير ما يراه الفلسطينيون شعباً وسلطة.
العروبة في هوان وحروب سنة وشيعة.. وفلسطين في صراع وطني! 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

14 تموز  ما قبل وما بعد 14 تموز  ما قبل وما بعد



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday