«كُلٌّ يَدَّعِي وصلاً »
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

«كُلٌّ يَدَّعِي وصلاً.. ؟»

 فلسطين اليوم -

«كُلٌّ يَدَّعِي وصلاً »

بقلم :حسن البطل

على هاتفه الذكي، أراني صديقي شريط فيديو مؤثراً: تركية أصيبت ابنتها برصاصة في اعتصامات المقادسة أمام بوابات الحرم، وتتحدث من قلبها بلسانها ليس عن ابنتها.. ولكن: «أمة الإسلام». «أمة محمد». «أمة القرآن»!

أمس، أوقفت تركيا وإسرائيل تراشقهما الإعلامي حول مجريات أحداث الحرم القدسي، حيث ادّعى زعماء دول وشخصيات فضلاً لهم في النصر المقدسي.

تذكرت أمرين: صَدْر بيت شعر يقول: «كُلٌّ يَدَّعِي وصلاً بليلى..»، وأيضاً ما غاب عن «السلطان» أردوغان في الملاسنة مع إسرائيل. ما هو؟

كان عليه، وقد اقترب موعد الحج إلى بيت الله الحرام، أن يدعو حجاج بلاده إلى «تقديس» حجتهم، كما كان يفعل مئات ألوف الحجيج قبل العام 1967.

أردوغان قُلّب وغريب الأطوار، كما كان حال معمر القذافي، وهو الوحيد الذي، مع اعتراضه على أوسلو، أوصى حجاج بلاده لأولى القبلتين، أن يقدسوا حجتهم لثالث الحرمين، وكان ذلك في شهر أيار 1993.

لا يعرف البعض ما أعرفه حول الحجيج التركي إلى مكّة، عَبر البرّ السوري، قبل وبعد العام 1967. لا أذكر ما قبل عام الهزيمة، لكن تصادف أن باصات الحجيج التركي كانت تتجمّع أمام أحد مداخل «معرض دمشق الدولي، الذي كان يجاور «التكية السليمانية» على ضفاف بردى، التي تجاور جامعة دمشق عندما كنت طالباً فيها.

بالنسبة للأتراك، ليست مدينة القدس هي مقدسة، لكن، أيضاً «شام شريف»، أي تبدأ حدود فلسطين والقدس، مع اجتياز الحدود السورية ـ التركية، وهناك كان يخلع الحجاج الأتراك أحذيتهم، ويدخلون بلاد «شام شريف» حفاة. ويزورون المسجد الأموي و»التكية السليمانية».

خارج سجال وجدال: التطبيع واللاتطبيع، والفرق بين زيارة السجين والسجن والسجّان، فإن علاقات تركيا بإسرائيل غيرها علاقات دول المحيط العربي، والمحيط الإسلامي العربي، وغير علاقات إيران بها بعد إطاحة عرش الشاه.. و»يوم القدس» و»فيلق القدس» و»الموت لإسرائيل».. إلخ.

يُنسَب الفضل في نصر القدس إلى أصحابه: المقادسة أولاً (والفلسطينيين) والأوقاف ثانياً.. وموقف رئيس السلطة ثالثاً. هل لاحظتم: في كل مؤازرة شوارع إسلامية وعربية وفصائل فلسطينية خارج القدس، رأيتم أعلام الدول والفصائل.. لكن في الحرم القدسي كان في يوم النصر علم واحد: علم فلسطين وحده لا شريك له.

في كل عدوان إسرائيلي خارج أرض فلسطين، نسمع هذا القول: «سنردّ في الوقت المناسب» لكن رئيس السلطة وحده وجد الوقت المناسب لوقف أشكال التنسيق كافة.. وايضاً برنامجا لدعم القدس، بما يشمل أصحاب حوانيتها في أسواقها العتيقة ومستشفياتها ولطلابها في الجامعات.. إلخ.

أحد المعارضين في المنفى لسياسة السلطة ورئيسها قال: ليكن ما تقوله إسرائيل: هذا نصر لعباس، أيضاً في القدس، لكن ليرفع خدماته لأهلها لمستوى ما يتلقاه المستوطنون في الضفة.
يُقال: «الجود من الموجود» ومبلغ الـ25 مليون دولار من ميزانية السلطة (لحثّ المموّلين والصناديق) متواضع أمام ما تجود به إسرائيل على مستوطناتها ومستوطنيها، فلا مقارنة بين ميزانية السلطة بميزانية دولة إسرائيل، ولا بين ميزانية إسرائيل العامة وميزانية تهويدها للقدس، بميزانية دول العالم العربي والإسلامي وهدرها في الحروب ـ الاحتراب.

1000 دولار لكل حانوت من حوانيت ودكاكين أسواق القدس التي بارت تجارتها، لكن عَوَّضَ المقادسة بسياسة التكافل بعض أضرار تحدِّي الـ 11 يوماً للإجراءات الإسرائيلية.
مئات آلاف السُوَّاح الإسرائيليين إلى تركيا تحت شعار سياحي «الكل مشمول»، فلماذا ليس مئات آلاف الحجاج الأتراك إلى القدس والحرم القدسي لإنعاش أسواقها القديمة؟

موقف المقادسة دَعَمَ موقف أوقافها، لكن شباب القدس (عندما فكرت الأوقاف بدخول الحرم بعد رفع البوابات والكاميرات، مع استمرار إغلاق بوابات منها «باب حطة») دفعوا الأوقاف إلى الإصرار على فتح بوابات الحرم كافة.. وهكذا كان.

الذي سخر منه شارون، ووصفه «صوص بلا ريش» أخذ على عاتقه «الموقف المناسب في الوقت المناسب» بما فاجأ إسرائيل. آن أوان الشدّ.

ليس من عادة رئيس السلطة أن يقطع زياراته، لكنه فعل وعاد من زيارة رسمية للصين، كانت مدتها أربعة أيام، واتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب.

هناك من قارن بين «كي وعي» الفلسطينيين بعد الانتفاضة الثانية، حسب رئيس أركانهم «آنذاك» موشي يعالون، وبين «كي وعي» إسرائيل في هذا التحدي العظيم الذي جرى في القدس.
مع هذا، لاحظوا أن 70% من الجمهور الإسرائيلي انتقد رئيس حكومتهم لتراجعاته، لكن آخر استطلاع أفاد أن لا بديل عنه لمنصب رئيس الحكومة.

إسرائيل فوجئت باندلاع الانتفاضتين الأولى والثانية، لكن ها هي تتلقى مفاجأة ثالثة: شبح انتفاضة ثالثة، وشرارة حريق يعيد قضية فلسطين إلى صدارتها العربية والإسلامية والدولية(ولأميركا حيث رفض عباس الاجتماع مع غرينبلات).

«هبّت رياحكم..» واغتنمها الفلسطينيون، بما دفع دولاً وقادةً وزعماء حركات لادعاء الوصل بليلى والقدس والحرم وفلسطين.. لكن عجز البيت هو «وليلى لا تُقِرّ لهم بذاكا».

بيت عائلة أبو رجب
تأمَّلت صور استيلاء مستوطنين على بيت آخر في الخليل، قرب الحرم الإبراهيمي. إمّا يَدَّعِي المستوطنون أنهم يستعيدون بيوتاً كانت لليهود قبل إسرائيل، وإمّا يَدَّعُون أنهم اشتروها، أو اشتروا الطابقين العلويين من ثلاثة طوابق.. تمهيداً لجعل سكان الطابق الأرضي جحيماً كما يفعلون في القدس.
البيت حجارته حديثة من حجر «المسمسم» وبجواره بيت قديم وآخر أكثر قدماً، وصفقة احتيال الشراء غير صحيحة، حتى بنظر محكمتهم العليا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كُلٌّ يَدَّعِي وصلاً » «كُلٌّ يَدَّعِي وصلاً »



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday