حتى لا ينطفئ الفرح بالعهد الجديد
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

حتى لا ينطفئ الفرح بالعهد الجديد...

 فلسطين اليوم -

حتى لا ينطفئ الفرح بالعهد الجديد

بقلم : طلال سلمان

انطفأ الفرح بانتهاء دهر الفراغ في مواقع السلطة العليا: رأس الدولة، والحكومة، وعودة الروح ـ موقتاً ـ إلى المجلس النيابي، مباشرة بعد انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية.

يوماً بعد يوم، يشعر اللبنانيون الذين افترضوا أنهم قد استطاعوا، أخيراً، ان يعرفوا طريقهم إلى «غد طبيعي»، في دولة عادية، مكتملة المؤسسات، ولو شوهاء، وبعيدة عن تمثيل طموحات شعبها «الأممي»، بشيء من خيبة الأمل يتكاثف على مدار الساعة ليعيدهم إلى حيث كانوا قبل الحدث الخطير: النجاح في انتخاب رئيس للجمهورية في المجلس النيابي الذي كان يرفض الاعتراف بشرعيته، مع أنه عضو فيه، بل ورئيس كتلة نيابية وازنة... والمباشرة في استشارات (ملزمة) لاختيار رئيس جديد للحكومة، كانت نتيجتها ـ هي الأخرى ـ العودة إلى الماضي بأمل الاندفاع إلى المستقبل المنشود.

وفي الاستشارات، كما على هامشها، استعيدت المشاهد والتصريحات المألوفة، مع إضافة نوعية من «القوات»، قدمت فيها نفسها كالشريك الكامل «للرئيس» في عهده الميمون، باعتبارها الصوت المثبت لشرعيته «المارونية» ـ كأنما هو يحتاجها ـ مطالبة بتعويضها «حقها المغبون» منذ ما قبل السجن إلى ما بعد «دولة معراب».

وكان ذلك مؤشراً جديداً على أن «العهد الجديد» يستكمل إطلالته الأولى بالوجوه القديمة ذاتها معززة بحزب منفوخ يريد تثبيت الشراكة مع «صاحب العهد» من موقع التمثيل الماروني، لاغياً كل من عداه من الموارنة بل من المسيحيين... وقافزاً من فوق الحقيقة الثابتة عن الحلف الاستثنائي بين «العماد» العائد من المنفى زعيماً لكثرة من المسيحيين و «السيد» الذي كان وما يزال يمثل الوجه الأنقى للمجاهدين من أجل تحرير الأرض والإرادة في لبنان من محتلها الإسرائيلي ومن مكبليها بقيود الطائفية والمذهبية... وان هذا الحلف الذي طمس صفحة «التمرد» وفتح أمام «الجنرال» الطريق إلى الرئاسة، كان الأساس في قيام «العهد الجديد»، خصوصاً وقد تعزز بإقدام الرئيس الحريري على تنكب هذا الترشيح بالاضطرار المجزي والذي سيعيده إلى رئاسة الحكومة.

هكذا يبدأ «العهد الجديد» بوجوه قديمة، ويباشر «التغيير» بالعودة إلى الوراء و «الإصلاح» برجال معروف فسادهم وموصوف.. فيهم بعض المحسوبين عليه مباشرة، وفيهم من هو محسوب على حلفائه الطارئين.
فالحاضر الأشوه انتخب الماضي المتمرد على «بعض» النظام قبل أن يقاتل الطموح إلى التغيير بالشعار المستنفر للعصبيات، وأخطرها الطائفية.

من التظاهرة التي تستدعي ذكريات «الحربين»، ولو بالملابس المدنية والعلم اللبناني (من دون إصلاح أو تغيير)، إلى «علم الماضي» ذي الأبعاد القياسية والذي أفردت له صدارة القصر الجمهوري، أمس، في احتفال يستعيد الماضي على حساب الحاضر والمستقبل، إلى هجوم بعض الأنسباء والأقربين والمعاونين القدامى، إلى «تطهير» دوائر القصر الجمهوري من «الغرباء»... كل ذلك لا يبشر لا بإصلاح ولا بتغيير... حتى ليمكن القول إن الحاضر الأشوه قد انتخب الماضي المتمرد على «بعض النظام»، قبل أن يعود إلى الاعتراف باتفاق الطائف بعد 27 عاماً شهدت، عقب إنهاء «التمرد»، عهدَين استثنائيين تم تمديد المدة الطبيعية (6 سنوات) لكل منهما ثلاث سنوات إضافية، مع عهد باهت أعقبه فراغ رئاسي لمدة سنتين وتسعة أشهر إلا قليلاً.

وها هي «حرب» الحكومة الجديدة تستعيد تقاليد التأليف المعهودة التي تذهب بتوقعات الإصلاح والتغيير جميعاً، مستنفرة الطوائف والمذاهب عبر «الثقل النوعي» الذي تحاول «القوات» فرضه على «العهد الجديد» من موقع الشراكة الكاملة بوصفها تمثل عموم المسيحيين، من الموارنة إلى الكاثوليك فإلى الأرثوذكس، ومن دون أن تنسى الأرمن (وإن كانت تتقصد أن تنسى سليمان فرنجية عن طريق تصنيفه «عدواً للعهد»، مع أنه منه وفيه بقوة الحليف المشترك الذي كان صاحب الأسبقية في إسقاط «الفيتو» عن الجنرال العائد زعيماً شعبياً بدل معايير «الزعامة» في الوطن الصغير).

مرة أخرى يثبت هذا النظام الفريد أنه عصي على الإصلاح والتغيير، وأن التجربة الفريدة التي قادها الرئيس (اللواء) فؤاد شهاب والتي نجحت جزئياً، قبل أن يلتهمها أركان النظام الفريد، قد دفعته إلى اليأس فرفض التمديد والتجديد واعتكف حتى مات كمداً، وحيداً إلا من زوجته الفرنسية الوفية التي قدمت نموذجاً غير قابل للتكرار في وطن الأرز!
عشتم وعاش لبنان... في ذكرى استقلاله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا ينطفئ الفرح بالعهد الجديد حتى لا ينطفئ الفرح بالعهد الجديد



GMT 08:03 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رصاص على حرف النون

GMT 06:49 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

حضارة ومدناً ورعايا قتلى أو غرقى!

GMT 06:48 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

سفير الأمة

GMT 11:08 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

سعدى علوه: اغتيال النهر وناسه

GMT 12:59 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

عالم عربي من الركام! عن الثورات المجهضة والهجوم المضاد

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday