لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا

 فلسطين اليوم -

لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا

الكاتب طلال سلمان
بقلم : طلال سلمان

من كان يصّدق أن لبنان الطائفي سيموت، وأن لبنان اللبناني سيولد؟ من كان يتجرأ على التفاؤل؟ مئة عام من عمر لبنان دفنت احلامنا بوطن. هذا هو السيل اللبناني الجارف. لبنان الجديد. الحقيقي، “جايي”.

كم كان هذا الشعب يختزن من بؤس وغضب واحباط. انتفض وثار. حرر الساحات والشوارع والمدن من سطوة عصابات الطوائف وعصابات المال وقراصنة السياسة. هذا الشعب، بعد اليوم الأول من الطوفان الجميل، زرب اهل السياسة والسلطة في بيوتهم. لا يجرأون على الظهور. يخافون كأجبن الجبناء. أخلوا الامكنة كلها. انهم يختبئون كالحرامية المطاردين.

لبنان الماضي مضى. حاولت السلطة أن ترمي للناس فتات الوعود. خرجت بورقة اقتصادية كاذبة. صدقت مع نفسها. اقترحت بيع لبنان المعافى في بعض مؤسساته. حتى انها مستعدة لبيع النفط والغاز. هؤلاء الذين سرقوا ماضينا، مصرون على بيع مستقبلنا. كل مستقبلنا، كي تبقى طبقة الواحد بالمئة، الحاكم المطلق، والمسؤولة عن تجويع الناس وتشريدهم.

خلص. لبنان الماضي مضى، مصحوباً باللعنات التي تصيب كل من حكم وتحكم بلبنان. منذ نشوء الكيان، حتى الآن. الذين سرقوا ماضينا كله، يجب أن يُطردوا من حاضرنا ويُمنعوا من مستقبلنا.

لكنهم متشبثون ومصابون بالعمى. أكثر من نصف الشعب اللبناني حرر لبنان بالكامل، من سطوة السياسيين وثقلهم الطائفي والمالي. ومع ذلك يخرجون بورقة اصلاحية، تجوز عليها اللعنة… لم يتعلموا ولن يتعلموا. يلزم أن يحاسبوا غدا. يلزم تجريدهم من سرقاتهم. يلزم أن يمتثلوا لعدالة شعبية صارمة، بلا عفو ولا تبرير.

أما بعد…

الحكومة لن تستقيل غدا. ويجب الا تبقى. والسؤال الكبير الملقى على الحراك والانتفاضة والثورة هو ما العمل؟ ماذا غدا؟ احتلال الشارع والساحات وقطع الطرقات ليس كافيا. الحراك لم يفرز بعد جسماً يتولى الاجابة عن اسئلة المرحلة الصعبة ومنها: كيفية الحفاظ على وتيرة التصعيد في الشارع. ومنها: تشكيل هيئات معبرة عن هذه الجموع الغاضبة، لتتولى مسارات الحراك. ومنها:

خارطة طريق سياسية تتولى فيه قوى الحراك ونخبها وضعها قيد التداول لتنفيذها، ومنها، تطوير آليات الضغط السلمي على السلطة كي ترحل، ومنها، إعادة الامل إلى اللبنانيين، بأن لا حل إلا بدولة مدنية ديموقراطية وعادلة، وتستعيد كل ما سُرِق من الدولة والشعب.

حذار من الحساسيات. كل الخوف من تغليب نقاط التباين على ضرورة الاتفاق. حذار العناد والفوقية والانتهازية. الشعب بات يتطلع إلى سلطة نقية تشبهه، والى نظام عادل ينصفه، والى وطن ينتمي اليه بحب، والى اقتصاد ينمو، والى بطالة تنعدم، والى عمل شريف، حيث يأكل المواطن خبزه بعرق جبينه المرتفع عزة وكرامة… الآمال كبيرة ومطلوب تحقيقها. السلطة هذه لن تهزم الانتفاضة التي ستصبح ثورة. الخوف، أن تفوز التباينات. وهي موجودة، على التوحد، وهو المرتجى.

فابحثوا عمن يمثل هذا الحراك. اختاروا من بينكم، اصحاب العقول والمعارف. الحراك غني جداً. ويزخر بالرجال والنساء المميزين. لا تنسوا تمثيل الاطراف. عكار والشمال وطرابلس المدهشة حقاً. الهرمل وبعلبك والبقاع المنسي. الجنوب بقواه الخارجة على التقليد، جبل لبنان، الذي هب ضد من ظنوا أنفسهم بأنهم انصاف آلهة. بيروت. التي تشبه الحراك. بعدما احتضنته في ساحاتها وشوارعها. ابحثوا عمن يؤمن لكم وعليكم، ومن تؤمنون بأنه سيكون لكم ومعكم.

الخيارات صعبة وثقيلة. هذا هو الامتحان العسير. إن نجحتم في اختيار من يتولى السير في الطليعة ومعه اكثرية الحراك، فثقوا، بأن اهل السلطة سيهربون.

ضعوا نصب أعينكم اهدافاً ورجالاً ونساءً منكم. لا تختلفوا على من يكون أولاً. لا تكونوا كأهل السلطة ابداً. لا تنسوا أن امامكم مهمة استرداد لبنان، كل لبنان، من ناهبيه ومغتصبيه، واستعادة ما سرقوه ونهبوه. لا تنسوا أن المهمة صعبة جداً، ولكن الأمل أكبر.

إنها ساعة الحقيقة. هذا الليل سينجلي. فاصنعوا لهذا الوطن صبحاً جميلاً.

حذار الفشل. غير مسموح ذلك. فاسهروا على ما يجمع، ولا تتشبثوا بما يؤدي إلى الخلاف. القضايا السياسية المحلية والاقليمية والدولية، يمكن تأجيلها، للبت بها، في ما بعد، اتفقوا على المرحلة الانتقالية وبرنامجها. لبنان الجديد، الذي يولد على ايديكم، لا تكسروا ظهره بتحميله كل القضايا. ضعوا سلم اولويات عاقل وحاسم، تدرجوا في البناء، ابدأوا من الاساس.

نحن الجيل الذي فشل. لا تقلدونا. أنتم مدعوون للنجاح. انها الفرصة الاخيرة لبقاء لبنان وتحريره من الطغمة السياسية المتوارثة، ومن النظام الطائفي-المالي المتوحش، ومن التبعية العمياء للإقطاع المتخلف، ومن قبضة عصابات المال والنهب واللصوصية، وورثة الدم والحروب التي سفكوا فيها لبنان على مدى سنوات.

وأنت يا لبنان. لقد ثبت أن شعبك يحبك. إنك جدير بالبقاء والنجاح والعطاء. فيا أيها النبلاء والشعراء والمثقفون والمبدعون والعمال والفلاحون والطلاب و.. افرحوا، وان غداً مشرقاً يلوح في آخر الشارع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday